تعطيل العمل وتأجيل الامتحانات.. جامعة جنوب الوادي: لا خسائر جراء العاصفة التي ضربت قنا    بعد التوقف والمنع.. افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل في شمال سيناء    تنفيذ 15 قرار إزالة تعديات على أملاك الدولة بمساحة 2858 مترا بكفر الشيخ    «هوريزاون الإماراتية» تتنافس على تطوير 180 فدانا بالساحل الشمالى    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    آلاف المتظاهرين يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بعدم تقديم استقالته    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    رئيس فلسطين يصل الرياض    رجال يد الأهلي يحقق برونزية كأس الكؤوس الإفريقية    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    أمطار رعدية ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأحد    قرار بحبس متهمين في واقعة "حرق فتاة الفيوم" داخل محل الدواجن    الاثنين والثلاثاء.. ياسمين عبد العزيز تحتفل بشم النسيم مع صاحبة السعادة    أحمد كريمة: شم النسيم مذكور في القرآن الكريم.. والاحتفال به ليس حرامًا    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    مجلة رولنج ستون الأمريكية تختار «تملي معاك» لعمرو دياب كأفضل أغنية عربية في القرن ال 21    خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد خلال الفترة الحالية    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صبحي الشاروني يقرأ كف المستقبل .. المتطرفون لن ينتصروا علي الفن
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 03 - 2012

أحد أعلام الثقافة المصرية فنان تشكيلي وناقد ومؤرخ للحركة الفنية المصرية إلي جانب نشاطه في مجال فن التصوير الفوتوغرافي‏,‏ علاوة علي دراسته لفن النحت واشتغاله بالصحافة كناقد فني‏(‏ بجريدة المساء منذ تأسيسها عام‏1956)‏. هو الدكتور صبحي الشاروني الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة عام1956 وحصل علي دبلوم فن النحت عام1958 وعلي درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة حلوان عام1979 ودكتوراة الفلسفة في الفنون الجميلة عام.1994 حصد العديد من الجوائز والتكريمات. فكانت جائزة الدولة التشجيعية1986 عن تسجيل ودراسة الفنون التشكيلية والشعبية, وجائزة الدولة للتفوق في الفنون التشكيلية والشعبية, وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام2006 وجائزة أخناتون من كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا عام1988 ونوط الامتياز من الطبقة الأولي عام1991 تم تكريمه من محافظة عام1997, ومن جمعية فناني الفوري عام.1999 وقد رشحه أتيليه القاهرة أخيرا لجائزة الدولة التقديرية.
صبحي الشاروني أحد رواد الفن التشكيلي في مصر والمنطقة العربية. ففتش في دفاتره وأوراقه وأخرج مافيها من فنون وإبداعات, إلتقي ملحق الجمعة ليحكي لنا عن مشوار عطاء امتد علي مدي50 عاما.
قلنا في بداية الحوار, أنت فنان ينتمي إلي عائلة تضم فنانين وأدباء واشتهر من عائلة الشاروني ثلاثة أقطاب في مجالات الفن والثقافة, فيوسف الشاروني في النقد والأدب القصصي, ويعقوب الشاروني في عالم المسرح وأدب الأطفال, وصبحي الشاروني في مجالات متعددة فن النحت والتصوير الضوئي والنقد الفني هذا الكيان الفني الذي اجتمع في ثلاثتكم هل له مقدمات ودوافع؟
نعم هناك أسباب حقيقية توافر تحت مظلة الأب الذي كان نموذجا مثيرا للقراءة والتحفيز علي الدراسة المستمرة والمثمرة, كان قدوة دائمة أمامنا, في مكتبته عدد منالكتب الأدبية والروائيج والفنية إلي جانب الكتب الدينية التي كان يحرص علي اقتنائها. كان يعمل في مستشفي هرمل بمصر القديمة التي كان يديرها الانجليز, وكان سلوكهم المكرم محل احترامه, من ناحية دقة المواعيد والالتزام الأخلاقي, إذا وعد أوفي ولا يتأخر في سداد ما عليه.. وكان يعلمنا ضرورة الالتزام بهذه العناصر الأخلاقية والتربوية إلي جانب التعاليم التي يتطلبها السلوك الغذائي مثل الحرص علي مواعيد الطعام وعدم الأكل بين الوجبات.
كان تخصصك الدراسي بكلية الفنون الجميلة هو فن النحت.. ولكنك تركت النحت واتجهت إلي النقد والتأريخ الفني ثم التصوير الفوتوغرافي هل لديك أسباب لهذه التغيرات؟
خلال دراستي بكلية الفنون الجميلة كنت مهتما بالكتابة عن الفن وعملت مع زملاء آخرين جريدة حائط كانت تصدر أسبوعيا, وبعد التخرج وجدت أن أعمالي النحتية لاتجد من يكتب عنها أو يقدمها للجمهور, ثم جاءت الفرصة عندما تم تأسيس جريدة المساء عام1956 وكنت أنشر أخبار المعارض والنشاط الفني. وهكذا دخلت الصحافة ومجال النقد. لكن النقد كان صعبا علي العاملين في المجال الصحفي, وعندما نشرت رأيي في الشروط التي اعلنت لمسابقة إقامة تمثال الشاعر أحمد شوقي( المقام حاليا قرب أكاديمية الفنون الجميلة في حدائق بورجيزي في روما) وكتبت أن الذي وضع شروط هذه المسابقة لايعرف شيئا عن فن النحت, أدي ذلك إلي وقفي عن التوقيع علي موضوعاتي ستة أشهر, بدعوي أنني تطاولت علي أساتذتي.
نحن نعرف صبحي الشاروني دارس فن النحت واحاصل علي الدكتوراة في هذا التخصص, كما نعرف صبحي الشاروني ناقد الفنون الجميلة علي مدي زكثر من خمسين عاما, كما عرفنا الشاروني صاحب معارض التصوير الفوتوغرافي بالإضافة إلي نشاطه في مجال النشر, سلسلة كتابات معاصرة في السبيعينات وسلسلة دراسة في نقد الفنون الجميلة في التسيعينيات وقد أصدر31 كتابا في مجال تاريخ الفنون الجميلة والنقد والحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية ثم جائزة الدولة للتفوق في الفنون.. ما هي اهتماماتك في الفترة القادمة.
بسؤالك هذا جعلتني أحس برحلتي الطويلة التي قطعتها في مجال الفنون الجميلة منذ الخمسينيات وحتي الآن, ولعل زهم ما أحرص عليه في جميع الأنشطة التي أمارسها هو حرصي علي أن يكون عملي اليومي هو هوايتي..
ومن بين اهتماماتي الآن هو كتابي الجديد الذي أتحدث فيه عن روائع متحف محمود خليل بالجيزة. الذي لم تصدر وزارة الثقافة كتالوج عنه بعد الكتالوج الذي تبناه الدكتور ثروت عكاشة عام1962.. هذا بالإضافة إلي أن لي اهتماما خاصا برصد اللحظة الراهنة التي تعيشها مصر عقب اندلاع ثورة25 يناير وما تسفر عنه هذه الحالة من إبداعات مختلفة من الفن التشكيلي تجسدها لوحات وجداريات ومنحوتات تعبر عن الأحداث والتحولات التي تتجلي فيها وطنية الانسان المصري
من الملاحظ أن الحركة الفنية التشكيلية لم تحقق نجاحا وانتشارا في نصف القرن الأخير رغم ما قمت به مننشاط متعدده الجوانب.. ماتفسيرك لذلك؟
هناك عدة أسباب لهذا التراجع, فقد كانت الفنون الجميلة قبل عام1952 لم تحقق للفنون الجميلة ما حققته لفنون المسرح والنشاط الأدبي بل علي اعكس كان التدخل في مناهج الدراسة بكلية الفنون الجميلة عام1954 بشكل سلبي أفقد الفنون الجميلة المصرية بريقها وتفوقها.. هذا من ناحية الدراسة الجامعية, ومن ناحية الاهتمام بالمواهب الجديدة فقد اختفت غرفة الرسم والأشغال من المدارس, وأصبح الرسم لايضاف إلي المجموع وتم إلغاؤه عندما اعتبر من الهوايات هذا من ناحية اكتشاف المواهب عند الأطفال والصبية وتعريفهم بجماليات الإبداع الفني.. من ناحية أخري انحرفت الدراسة في كلية التربية الفنية التي كان من المفترض أنها تعمل علي تخريج مدرسين للرسم والأشغال وأصبح خريجوها فنانين يمارسون الرسم أو النحت ولايمارسون التعليم في المدارس وبدلا من اتجاههم إلي الانضمام لنقابة المعلمين اتجهوا للانضمام إلي نقابة التشكيليين.. أما معلوماتهم التربوية فهم يبخلون بها علي مدارس مصر ويسرعون إلي تقديمها في مدارس ابلاد العربية وهكذا اتجه الذوق الفني في مصر إلي الاختفاء مع تفوق واضح لفناني البلاد العربية.. بقي أخطر ماتواجه حركة الفنون الجميلة من فكر عدواني متمثل في الخطاب الديني الذي كشف عن عدائه للفن ولذاكرة الأمة وهي تماثيل الميادين, عداوة صريحة متمثلة في حملة لتغطية التماثيل وفرض الأفكار الوابية التي تتبناها حركة بن لادن, إن العداء للفن يمثل خضوعا فكريا للمتطرفين في أفغانستان وباكستان حتي أصبحنا نشاهد حركات فكرية وعدوانية للغرب تبدأ هناك وتنتقل إلي مصر.. كل هذه الملاحظات أدت إلي ضعف وازواد حركة الفنون وهو أمر لا أتوقع أن يستمر طويلا, ونشاطي الحالي في نشر كتب الفن لإيماني أن التخلف سينتهي خلال فترة قصيرة.
ألا تري أن هناك تقدما وتوسعا في دراسة الفنون الجميلة؟ فإلي جانب كلية الفنون الجميلة الأم التي ترجع نشأتها إلي عام1908 أقيمت كلية للفنون الجميلة عام1957 بالإسكندرية ثم كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا التي فتحت أبوابها عام1981, وأخيرا أقيمت كلية الفنون الجميلة بجامعة جنوب الوادي بالأقصر. ألا تري في هذه الظاهرة تقدما ملموسا في ناحية انتشار الوعي الجمالي في مصر؟
بالطبع أنا سعيد جدا بهذه الكليات بانتشار التعليم الفني الجامعي, واعتبر أن خريجي هذه الكليات هم إضافة واضحة إلي جمهور الفنون الجميلة الذي يتميز بعض أفراده بالموهبة ويشاركون في الإبداع الجمالي, إنني اعتبر أن خريجي هذه الكليات يمثلون خط الدفاع الأول ضد معاول الهدم للحركة الفنية, لكن هناك محاولات لاختراق الصروح التعليمية تهدد بإفساد مهمتها, ومن الضروري الانتباه لهذه المحاولات للهدم لمنعم انتشار تأثيرها.
لننتقل إلي النقد الفني الذي تجعله من أهم صفاتك وتسجيله علي بطاقتك, هل تري أن النقد الفني حقق تقدما أم تأخرا كما تأخرت جماهيرية الفنون الجميلة؟
لقد حصلت علي جائزة الدولة التشجيعية( في ميدان تسجيل ودراسة الفنون التشكيلية والشعبية) كما حصلت علي جائزة الدولة للتفوق عن كتبي التي أصدرتها في مجال الفنون الجميلة, كما أنني مرشح حاليا للحصول علي الجائزة التقديرية عن الأنشطة المختلفة التي مارستها في النحت والنقد وتاريخ الفن والتصوير الضوئي ومتابعة النشاط الفني في مصر.. ولكي اكون صادقا فإنني أشعر بانحسار شديد في مجال نقد الفنون الجميلة.. فليس عندنا متخصصون في تقديم معارض وأعمال الفن العالمي بالتليفزيون أو الراديو, ونقاد الصحف يتناقصون, وأبواب الفنون الجميلة تختفي من العديد من إصداراتنا.. إن النقد الفني ينحسر ويضعف كما ضعفت الحركة الفنية وانعزلت عن الجمهور.. لقد حقق الإعلام المعادي لدور الفنون الجميلة الاجتماعي أهدافه وأصبح فن التصميم الصناعي في المصانع لطباعة النسيج والستائر والملابس وأغلفة الأسطوانات وصناديق العبوات وأشكال الثلاجات والولاعات ومختلف الأجهزة.. هذا هو المجال الأصلي للفن التجريدي, لكن خلال السنوات الماضية تم إشاعة هذا الفن وإعطاؤه الجوائز السخية لمن يمارسونه ففقد المجتمع الدور الموضوعي للفنون الجميلة.
هناك فارق كبير بين ما يكتبه النقاد الأجانب عن فنونهم وما يكتبه النقاد المصريون.. وعندما يكتب أحد المصريين بالأسلوب الذي يتبعه الأجانب لانفهم منه شيئا.. ما سبب ذلك وماتعليقك عليه؟
تلاميذ المدارس في فرنسا وانجلترا وغيرها من الدول الأوروبية يعرفون الكثير عن حياة الفنانين ورسومهم, وعندما يكتب الناقد عن فنان جديد فهو يعقد المقارنات بين أسلوبه وأساليب السابقين, فيفهم القارئ الذي عرف في الصغر تاريخ حياة كبار الفنانين لأنها معلومات بسيطة ومعروفة.. لكننا في مصر نحتاج أولا إلي توفير المعلومات عنالفنانين السابقين, وقد اكتشفت هذه الضرورة في وقت مبكر منذ عام1952 وهو تاريخ التحاقي بكلية الفنون الجميلة, وهذا الوعي بضرورة توافر المعلومات جعلني أجمع وأنظم كل ما أحصل عليه في ميدان تخصصي حتي أصبح لدي أرشيف منظم إلي حد ما عن الفنانين المصريين بالدرجة الأولي وعندي قسم للصور والأفلام وقسم لكتالوجات المعارض وبيانات الفنانين ومايصدر عنهم بالصحف بالإضافة إلي المكتبة الفنية... وهكذا توافرت لدي المعلومات التي تجعل مني مؤرخا للفنون الجميلة إلي جانب عملي كناقد أحاول أن أشرح أعقد الأفكار بأبسط الكلمات.
سبق أن نبهت إلي سرقة الآثار ولوحات الفنانين وتزويرها وأطلقت عدة نداءات لحماية الآثار ووقف تقليد لوحات المشاهير..
أصدرت منذ عام كتابا عن أشهر السرقات من المتاحف لكن جذور هذهالمشاكل ترجع إلي عاملين الأول هو صدور قانون يسمي قانون حماية الآثار والعامل الثاني هو عدم صدور قانون يعاقب علي تقليد أو تزييف اللوحات الفنية.
تعاني الآثار من قانون التحريض علي تدمير الاثار, فالتعذيب والمحاكمة التي تعرض لها عمال الترميم في منزل زينب اتون بالأزهر ومصادرة الذهب الذي عثروا عليه في الآنيتين الفخاريتين المخبأتين في الحائط الذي كانوا يعملون علي ترميمه يشبه فكرة مسرحية نجيب الريحاني إلا خمسة.. ومعروف أن قصص الاطفال في الريف التي تحكي لهم قبل النوم تتحدث عن حلم العثور علي الكنز.. كل هذا تحطم أمام المعاملة العنيفة لأصحاب الكنز, ومعاقبتهم علي ذلك بسبب قانون حماية الآثار, وأصبحوا نموذجا مؤلما لمن يعثر علي آثار علي أي أثر أو شيئا له قيمة سواء قنية أو مادية في المستقبل إن القانون يحرض من يعثر علي اثار علي إخفائها أو تحطيمها حتي لاتصادر أرضه التي عثر بها علي الاثر ولايحاكم كمجرم.. إنني اطالب بتعديل القانون لمكافأة من يعثر علي أثر بشرائه منه إذا كان لدينا مكانا لعرضه.. أن العقوبة فتوجه فقط إلي مايعرف بحفريات الخلسة وهم الذين ينقبون عمدا بحثا عن الآثار لتهريبها للخارج, زما المناطق السكانية, فالانفجار السكاني جعل الناس يقيمون بيوتهم فوق مقابر الأقدمين والقانون يحرضهم علي عدم الإبلاغ عن أي شئ يعثرون عليه.
من جانب آخر يتعرض فن المشاهير من الفنانين المعاصرين للتزوير والتقليد بشكل علني.. وقد عرضت علي في الشهور الأخيرة العديد مناللوحات المزيفة للفنانين راغب عياد محمود سعيد حسن سليمان جاذبية سري.. وغيرهم من الفنانين الأحياء والراحلين وقد تجرأت تاجرة لوحات مزيفة إلي طبع كتاب عن مجموعتها وبها صور عدد من اللوحات المزيفة للرواد.. هذه الجرأة سببها عدم وجود قانون يعاقب مزيفي اللوحات الفنية مثل معاقبة تزييف أوراق النقد والأوراق الرسمية,, لقد أصبحنا في حاجة ماسة لصدور هذا القانون بعد انتشار هواية اقتناء لوحات الفنانين المصريين عند عدد كبير من الأثرياء العرب.
بلغ عدد المعارض التي أقمتها لفن اتصوير الفوتغرافي تسمة معارض وكنت من الأعضاء البارزين في جمعية صالون مصر للتصوير الضوئي هل لهذه المعارض علاقة بعملك في نقد الفنون؟
بالطبع هذه المعارض كانت لتقديم رؤية ووجهة نظر تتخذ شكلا مصورا, ففي عام1986 قام المكتب الاعلامي المصري في بون بتبني معرض متجول في مدن ألمانيا الغربية يصحح الصورة السلبية السابقة عن مصر والتي كانت تشيعها إسرائيل عنا, وكان هذا المعرض يبرز أفضل المعالم المصرية وأكثرها تشويقا للسياح.. ومن بين المعارض التي لقيت اهتماما في مصر ثم في باريسكان عن البناء بالطين في واحة سيوة وكان يقدم مناظر قلعة شالي الأثرية في سيوة القديمة.. وهكذا كانت معارضي تقدم موضوعا جماليا واحدا مثل الزخارف علي شواهد المقابر بمنطقة الهو قرب مصانع الألومنيوم بنجع حمادي فهي تقدمتقاليد متوارثة من أجدادنا القدماء لم تتأثر بالتقاليد الصحراوية التي سيطرت علي عدد كبير من سكان وادي النيل.. وكان آخر معارضي الفوتغرافية يضم نسخا فوتوغرافية من روائع رسوم الرواد منفذة علي قماش الرسم لكي أقاوم بها انتشار المزيفين..
بطاقة تعارف
{ د. صبحي الشاروني من مواليد القاهرة من الثالث من إبريل عام1933. هو أول ناقد فني يحترف هذا العمل في مصر ويجعله مهمته الزولي, وله العديد من المؤلفات.
معارض فنية
{ أقام لأعماله الفنية عدة معارض محلية ودولية منها معرضه الزول في فن التصوير الفوتوغرافي تحت اسم ملامح مصرية بقاعة اتيليه القاهرة عام..1985 ثم قدم معرضا متجولا في مدن ألمانيا الغربية عام.1989 وتوالت المعارض التي يصور فيها روائع متحف الفن القبطي بأكاديمية الفنون الجميلة المصرية في روما أبريل.1987 تم الانتقال إلي المركز الثقافي المصري في باريس, ثم البناء بالطين في واحة سيوة القديمة والذي اقيم في مقهي ومطعم لي فير بلادي ضمن مهرجان الفن الشعبي المصري الذي نظمه بيت ثقافات العالم بباريس كما قدم روائع متحف الفن الإسلامي بمعرضه الذي أقيم عام1988 ومعرض روائع الفن المصري الحديث عام2001 ثم مختارات من المعارض السابقة عام2002.
قالوا عنه
نجم ساطع من نجوم النقد الفني القلائل الذين ينصفون بالجدية والموضوعية فيما يتناولون, لم يدخر جهدا في سبيل الاتقان سواء فيما يصدر عنه من أعمال فنية أو فيما يجود به قلمه من بحوث وتحليل ونقد وتأريخ وتوثيق, فضلا عن أنه أكبر جمع مرجع متكامل للحركة الفنية في مصر منذ نشأتها حتي اليوم.
د, ثروت عكاشة
هو من أرقي وانضج نقاد الفن الذين عرفتهم ثقافتنا العربية الحديثة وفي كتابته عن الفن التشكيلي ذوق وعمق وشمول وعلم غزير, وفيها فوق ذلك وأهم من ذلك أسلوب سهل واضح جذاب بسيط, فهو ناقد ومؤرخ كبير لم يدرك القادرون علي الاستفادة من قيمته الحقيقية ولم يستطع هو لترفعه وعفة نفسه أن يفرض وجوده علي الذين كانوا يستطيعون أن يقدموا من خلاله للناس كثيرا من الخير في ثقافتنا الفنية الحديثة
رجاء النقاش
هذا الفنان المكافح اصبور يكافح عمره للوصول بالإنتاج الفني الشعبي رلي المرحلة التي يكون فيها قائما علي الدراسة.
شارك في حياتنا الأدبية والفنية بشكل مشرف.. فقام بإعداد عشرات الكتب والدراسات الفنية والنقدية التي كتبها في عدد كبير من المجلات المتخصصة وصدرت له كتب كثيرة عن أعلام الفنانين وأقام عدة معارض في مصر وإيطاليا وفرنسا.
ومع كل هذه المزايا فإن هذا الفنان لايتحدث عن نفسه وإنما يترك أعماله تتحدث عنه
عبد الفتاح البارودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.