الحب نصف حياة الرجل وكل حياة المرأة.. إنها مقولة حقيقية، فعندما يتملك الحب من قلب امرأة فإنها تبدأ فى رسم الحياة الوردية، وتحلم باليوم الذى يتوج فيه حبها على عرش الزواج.. ولكن انتظرى، فعليك التفكير بواقعية بدلا من أن تستيقظِين يوما فتجدى أن أحلامك لم تكن سوى قصور على الرمال، صنعتيها بيدك غير مبالية إذا ما كان الطرف الثانى يرغب فى الخطو معك فى طريق تحقيقها أم أنك تعيشين وحدك وهما كبيرا.. وقد ذكر د.أنور الملكى خبير ومدرب ومحاضر دولي فى مجال التنمية البشرية، أن هناك أنواعا عدة من الرجال يختارون الارتباط فقط دون زواج، من بينهم من يختار ذلك بإرادته أو من تفرض عليه الظروف هذا الخيار. «الفكرة السيئة من زيجات أصدقائه»يتأثر الرجل أحيانا بتجارب زواج من حوله من الأصدقاء وزملاء العمل والأقارب، والذين يشكون من المشاكل الزوجية والمسئوليات الأسرية والأعباء المادية، وإلى أى مدى يشتاقون إلى حياة العزوبية، وإلى مساحة من الحرية والخصوصية، حتى تصبح فكرة الزواج بمثابة فزاعة له. ويرى د.أنور الملكى أن السبب فى تلك المشكلة لدى العديد من الرجال يعود للجهل بثقافة الزواج، والاكتفاء بالثقافة السماعية حيث يشكل أفكاره وخبرته من تجارب من حوله، ولا يسعى لتثقيف نفسه بقرائة الكتب المتخصصة أو المشاركة فى الدورات التعليمية والتثقيفية التى تعقد حاليا لتوصيل الفكرة الصحيحة عن الزواج. « لم أجد الإنسانة المناسبة» هناك نوع من الرجال لا يجد الأنثى التى ترضى غروره، فمن الصعب أن يستسلم لأى أنثى وإن خضع لها قلبه بل يبحث دائما عن الأفضل، ولا يقتنع بسهولة أن فى كل منا عيوب، عليه أن يتفهمها ويتقبلها بل أنه يسعى دوما للكمال، وهو ما يجعله ينظر إلى الفتيات اللاتى حوله بإستهانه، واللاتى قد يكون من بينهن فتيات مناسبات له، إلا أن شعوره أيضا بأنه سيقضى بقية حياته مع أنثى واحدة فقط يثير لديه نوع من الفزع، وهو ما يجعله أسير رحلة البحث عن الأنثى الكاملة التى قد تستمر لسنوات طويلة. «العمل ثم العمل ثم العمل» هناك نوع من الرجال يمنح كل وقته وأهتمامه لعمله من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته، والتى قد تكون فى الحصول على منصب أو فى مكسب مادى، وربما يرتبط ولكن فقط من أجل سد خانة الفراغ العاطفى وليشعر نفسه بأنه يعيش حياته مثل أى شاب، ولكن دوما يتهرب من فكرة الارتباط، التى يجدها مسئولية شاقة ستعرقل تقدمه المهنى وتمنعه من الوصول لأحلامه، وقد تمر به السنوات واحدة تلو الأخرى حتى يستيقظ بأن سنوات طويلة مرت من عمره دون أن يأخذ أى خطوة جادة فى الارتباط. « حجة عدم الإستعداد المادي» لا شك أن عددا كبيرا من الشباب، إن لم يكن غالبيتهم، يعانون من ضعف الماديات، التى يتطلبها الإرتباط الجاد، وهو ما يجعلهم يؤجلون فكرة الارتباط الجاد أو الزواج. ويرى د.أنور الملكى أن الأهل هم أحد الأسباب الرئيسية فى ذلك الأمر، ومبالغتهم فى الطلبات التى تثقل كاهل الرجل تشعره بأنه غير قادر ماديا على الزواج، ومع تكرار رفضه يخلق لديه شعور بأنه غير قادر على الزواج حتى وإن كان جادا، وهو ما يجعل بعضهم يستسلم لفكرة الارتباط فقط دون زواج بل هناك ما هو أسوأ وهو لجوؤهم للزواج من أجنبيات. « فقدان الثقة « ويذكر د. أنور الملكي أنه من أحد أهم الأسباب أيضا والتى تتسبب فى ابتعاد الرجال عن الزواج هو «فقدان الثقة» فى النساء، ويعود ذلك إلى حدوث بعض التجاوزات أثناء فترة الارتباط، وهو ما قد يخلق داخل الرجل نقطة سلبية ألا وهى الشك، الذى يجعله خائفا طيلة الوقت من الإقدام على الارتباط الرسمى، لشعوره بأنه لن يجد من تحافظ على اسمه وتخلص له بعد الزواج. أما عن كيفية تعامل الفتيات مع هذه النوعية من الرجال، يرى د. أنور الملكى أن الرجل الجاد هو من «سيدخل البيوت من أبوابها»، وعلاقته بالفتاة التى يريد الإرتباط بها، لابد أن يأخذ الشكل الرسمى منذ البداية ثم تأتى نقطة التعارف تدريجيا، كما ذكر أنه ليس هناك خطأ يمكن للفتاة أن ترتكبه فى حق نفسها أكثر من الإرتباط بشخص تظن أنها ستستطيع تغييره أو تعديل ذلك العيب فيه لأنها تكون بذلك ظلمت نفسها ظلما كبيرا لأنها بذلك تعلق نفسها بشخص رغم علمها بصعوبة الارتباط به، كما أن هذا يعد إهدرا لطاقتها، فطاقة الحب التى لديها تكون قد استهلكت دون جدوى مع ذلك الشخص بل إن تلك التجربة قد تؤثر عليها سلبا لأنها مع أى ارتباط جاد ستبدأ مقارنه هذا شخص بالشخص الذى أحبته دون أمل سابقا.
