كثر الحديث عن توجه الحكومة نحو استغلال منطقة أطلق عليها منذ القدم (المثلث الذهبي) والتى تقع بالصحراء الشرقية وتحديدا فى المنطقة الجبلية المحصورة بين محافظاتالبحر الأحمروقنا وسوهاج وتسمية هذه المنطقة الشاسعة ب»المثلث الذهبي» جاءت من منطلق ما تحتويه من خامات الذهب علاوة على الثروات التعدينية ، والتى تقدر قيمتها بالمليارات من الدولارات حال خروجها لدائرة التصنيع فى نفس مواقع إنتاجها . وزاد الحديث عن ضرورة تنفيذ مشروعات تنمية المثلث الذهبى عقب المؤتمر الاقتصادى الدولى الذى عقد فى شرم الشيخ، وخلال الأسبوع المنصرم استقبلت محافظتا البحر الأحمروقنا وفدا ممثلاً لأحد المكاتب الاستشارية الكبرى فى إيطاليا والمتخصصة فى إجراء الدراسات الشاملة والتخطيط للمشروعات الاقتصادية الكبرى وإعداد كراسات الشروط لطرحها استثماريا ، وهذا المكتب تعاقدت معه الحكومة لتنفيذ دراسات مشروع المثلث الذهبى ، حيث عقد الوفد سلسلة اجتماعات مع المسئولين بالمحافظتين وانتقل على الطبيعة لمعاينة تلك المنطقة، وهذا يبرهن على أن بوادر أمل باتت تلوح فى سماء منطقة المثلث الذهبى لاستغلال ثرواته فما هو المثلث الذهبى وماهى ثرواته وعوامل نجاحه ؟تنوع الثروات يقول الدكتور جيولوجى أبو الحجاج نصير عضو اللجنة الفنية لمشروع المثلث الذهبى إن هذه المنطقة أطلق عليها المثلث الذهبى لاحتوائها على عدة مناطق لخامات الذهب ، وتنحصر حدود هذا المثلث بين طريقى القصير- قفط ، وسفاجا - قنا جنوباً وشمالاً ، وبين ساحل مدينة سفاجا والقصير أيضاً فى اتجاه الشرق ، وقنا وقفط غرباً ، وبالتالى يتربع المثلث الذهبى على عدة مئات من الكيلو مترات المسطحة ، وتتميز هذه المنطقة بتنوع ثرواتها الطبيعية وتعددها حيث تحتوى على خامات تتواجد باحتياطات كبيرة جداً منها خامات الفلزات النفيسة وعلى رأسها الذهب فى مناطق الفواخير وأم مروات ووادى عطاالله وبئر السدوسنة والعريضية ، وسبق أن أقام الفراعنة القدماء جزءا من تلك المناجم كما تتميز المنطقة بثرائها الكبير فى خامات الفوسفات وتواجد فى ثلاثة قطاعات هى قطاع سفاجا خاصة فى مناجم أم الحويطات ووصيف ورباح وغيرها وقطاع الحمراوين وأهم المناجم به بوادى القويح وأبو حمرة وقطاع القصير وبه مناجم النخيل والبيضا وحمضات وأبو تندب وأبو شحيلة ويونس وتم استغلال هذه المناجم من قبل بنسبة 20% فقط ، وهناك منطقة تسمى سلسلة جبل ضويى تتطلب وضع خطة إستراتيجية لاستغلالها حيث تتميز بوجود ثلاث طبقات الأولى وهى العليا وبها الحجر الجيرى الذى يدخل فى نحو 25 صناعة لاحتوائه على كربونات الكالسيوم والوسطى تحتوى على الطفلة والسفلى حاوية لخامات الفوسفات وتتميز منطقة المثلث أيضاً بخامات مواد البناء والجبس والزلط والتربة الزلطية وخامات أحجار الزينة ومنها الجرانيت بأنواعه والجابرو والرخام ويتواجد بإحتياطات كبيرة جدا فى مناطق وادى صدميل وأم شاغر وأم سليمات ووادى عطاالله وخامات الفلزات الحديدية ومنها الحديد فى أم مراوات إلى جانب مناطق قريبة من المثلث وهناك مقومات زراعية تتمثل فى وجود حوالى 7500 فدان بوادى اللقيطة ووادى النخيل وهى أراضى صالحة للزراعة إلى جانب احتوائها على مخزون كبير من المياه الجوفية كما تتوافر مقومات لسياحة السفارى وإقامة تجمعات عمرانية على جوانب الطرق الموجودة بالمنطقة ويؤكد أن أهم المصانع التى يمكن أن تقام بالمنطقة هى مصنع للذهب وآخر لحمض الفسفوريك وعدة مصانع للأسمدة بأنواعها والأسمنت ومصانع لتصنيع الرخام والجرانيت وغيرها وهناك خامات عديدة خارج نطاق المثلث الذهبى لكنها فى مناطق قريبة منه ويمكن جلبها لمنطقة المصانع المزمع إنشاؤها .
زيوت بترولية
ويؤكد محمد عبده حمدان عضو مجلس محلى محافظة البحر الأحمر أن هذه المنطقة تتواجد بها كميات هائلة من خامات الطفلة الزيتية وهى عبارة عن خامات بترولية يمكن تحويلها لزيوت بترولية وأن أكثر المناطق التى تحتوى بطونها على تلك الخامات مناجم الفوسفات وأهمها مناجم النخيل والبيضا وأم الحويطات ورباح وأبوسديرة وسبق لفريق من الباحثين من جامعة القاهرة أن قاموا بعمل أبحاث بتلك المناطق أكدت احتواءها على كميات ضخمة من تلك الخامات .
النجاح مضمون
ويقول اللواء على شوكت رئيس مدينة سفاجا إن هناك عدة عوامل رئيسية تشجع على إنجاح مشروع المثلث الذهبى منها توافر شبكة الطرق ومنها طريق سفاجا - قنا ، وقفط - القصير ، كما يوجد خط سكة حديد أبو طرطور والذى توقف تشغيله ولذلك يمكن إعادة تشغيله مرة أخرى لنقل الخامات من مواقع الإنتاج إلى أماكن المصانع المزمع إنشاؤها ، والأهم من ذلك وجود الموانئ البحرية التى يمكن من خلالها تصدير المنتجات ومنها ميناء الحمراوين وسفاجا وأبو طرطور علاوة على توافر المياه والكهرباء وتوافر الأيدى العاملة بكثافة فى محافظتى قنا وسوهاج وغيرهما ويطالب بتنفيذ آليات فاعلة لتنفيذ هذا المشروع الاقتصادى الكبير التى سوف تترتب عليه نقلة نوعية فى الحياة الاقتصادية والإجتماعية بالصعيد.
الوفد الايطالي
وأكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر أنه ناقش مع وفد الشركة الإيطالية الأفكار المطروحة حول هذا المشروع وتم الاتفاق على الاستعانة بالدراسات العلمية والبحثية الموجودة لدى وزارة الصناعة وهيئتى الثروة المعدنية والمساحة الجيولوجية والموجودة أيضاً لدى أقسام الجيولوجيا والفلزات بعدد من كليات الهندسة والتى تتحدث عن أماكن تواجد الخامات الطبيعية المستهدف استغلالها من خلال التكنولوجيا الحديثة وتحديد أماكنها بدقة وكذلك الاحتياطيات الموجودة من كل نوع وقال إن المحافظة من جانبها اقترحت منطقة غرب الجبال بجوار حدود محافظتى قنا وسوهاج لتكون مواقعاً لإقامة المصانع المستهدفة وذلك من أجل تحقيق عدة أهداف أولها الحفاظ على بيئة البحر الأحمر من أية ملوثات ، ونظراً لأن وقوع المصانع فى المناطق المشار إليها سوف يحقق لها توافر مصادر المياه والكهرباء المطلوبة ، وكذلك العنصر البشرى والأيدى العاملة التى يتطلبها العمل فى تلك المصانع .