لاتزال الثروات الطبيعية المدفونة في باطن الأرض بمنطقة الصحراء الشرقية خاصة مايقع منها في نطاق محافظة البحرالأحمر, وخاصة تحت سفح جبالها ووديانها ضحية عاملين رئيسيين الأول يتعلق بغض الأجهزة المختصة في معظم الحكومات المتعاقبة لبصرها عن ضرورة البحث عن آليات لاستغلال تلك الثروات واستثمارها. بما يعظم من الدخل القومي المصري ويسهم في كبح جماح البطالة التي تنخر منذ سنوات طوال في عظام شباب الأمة. والثاني هو سماح هذه الحكومات المتعاقبة أيضا بإهدار القيمة الحقيقية لبعض هذه الثروات من خلال السماح بتصديرها كخامات أولية بأسعار متدنية بينما لو تم التوجه نحو استغلال تلك الثروات من خلال تصنيعها في مواقع إنتاجها ثم التوجه بتصديرها بعد ذلك لتضاعف ثمنها عدة مرات. والثروات الطبيعية التي تحتويها المنطقة الجبلية بمحافظة البحر الأحمر ناهيك عن الثروات البحرية قادرة علي إيجاد ممر تنموي ومناطق توطين صناعي عديدة, وليس أدل علي ذلك ماتحتويه منطقة المثلث الذهبي التي شعرت الدولة أخيرا بأهميتها ككنز اقتصادي هائل كفيل بتنمية جزء كبير من محافظاتجنوب الصعيد, حيث كانت بعض الإحصائيات الرسمية التي تمتلئ بها أدراج الأجهزة المختصة, ومنها وزارة الصناعة, وهيئة الثروة المعدنية قدرت قيمة تلك الثروات المدفونة بباطن الصحراء الشرقية بصفة عامة بنحو350 مليار دولار إلا أن هذه الثروات لاتزال ضحية فكر حكومي عقيم حيث دائما مايسعي المحافظون الذين يتعاقبون علي تولي مسؤلية المحافظة في البحث عن السهل الممتنع كما نراه بالنسبة لتوجه جميع المحافظين السابقين وإلي يومنا هذا نحو الشريط الساحلي الضيق لإقامة قري وفنادق لأن العمل في هذا القطاع سهل ويقوم به مستثمرون ويظهر للعيان بعكس ماهو موجود داخل أروقة الجبال والوديان. يقول الدكتور أبو الحجاج نصير خبير جيولوجي ومن أبناء المحافظة إن منطقة الصحراء الشرقية خاصة الواقع منها بنطاق محافظة البحر الأحمر تحتوي علي ثروات طبيعية لا حصر لها منها علي سبيل المثال لا الحصر خامات الفلزات الحديدية ومنها الحديد والكروم والألمنيت وهذه الخامات تتواجد في عدة مناطق فالحديد مثلا يوجد في أم ناروجبل الحديد ووادي كريم وأم خميس وغيرها بكميات كبيرة كما أن خامات الألمنيت تنفرد الصحراء الشرقية بالمنجم الوحيد علي مستوي الشرق الأوسط الذي يحتوي عليها, وتوجد بمنطقة أبو غلق بأبو غصون ويتواجد منه احتياطي كبير وتستخرج منه سبيكة تستخدم في صناعة الطائرات وللأسف يتم حاليا تصديره كخامات من ميناء أبو غصون, وتابع كما تحتوي الصحراء الشرقية علي خامات الكروم والفلزات غير الحديدية, ومنها الزنك والرصاص ويتواجد منهما احتياطي كبير وتذخر المنطقة بخامات النحاس وخامات الفلزات النفيسة ومنها الذهب الذي يتواجد في نحو120 منطقة منها عدد كبير مناطق اقتصادية وبعضها مناطق غير اقتصادية ناهيك عن خامات الطاقة ومنها الطفلة الزيتية الموجودة في وادي النخيل والبيضا والتي يمكن إقامة محطات لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء اعتمادا عليها علاوة علي النيكل والفليسباروالفانديوم والتنجستين والألمونيوم والمنجنيز والكبريت والنيكل والفوسفات وغيرها من عشرات الخامات الأخري. وأشار نصير إلي أن معظم هذه الثروات تتركز في الجزء الجنوبي للمحافظة. ويري الدكتور محمود حنفي الأستاذ بجامعة قناةالسويس وأحد أصحاب الدراسات الاقتصادية والبيئية عن محافظة البحر الأحمر أن أهم ماتتميز به ثروات الصحراء الشرقية أنها متنوعة واحتياطاتها كبيرة للغاية, ناهيك عن الثروات التعدينية مشيرا إلي أن هناك كنزا من خامات مواد البناء والرخام والجرانيت وأحجار الزينة. لافتا إلي أن أكبر كارثة تواجه هذه الثروات هي السماح بتصديرها خامات أولية دون إقامة مصانع لتصنيعها في مواقع الإنتاج بما يعظم من قيمتها الاقتصادية, وقال علي سبيل المثال يوجد بالصحراء الشرقية نحو3200 كيلو متر مسطح تحتوي علي أجود أنواع الرخام والجرانيت لكن للأسف غالبية مايستخرج منه سوف يتم تصديره للخارج ككتل خام وبأسعار زهيدة تحرم الدولة من ملايين الدولارات فيما لو تم تصنيعها بمصر تم تصديرها بقيمة مضافة, ولن تحرم الشباب من فرص العمل في حالة التصنيع. ويتساء ل حنفي متي يتم إنشاء منطقة صناعية في منطقة صحراء رأس غارب ومتي يتم وقف تصدير مثل هذه الخامات كما هي ؟ ويطالب بالاستفادة من تجارب الدول التي قطعت شوطا كبيرا في مجال استغلال هذه الثروات خاصة فيما يتعلق بمناجم الذهب التي تتواجد في عشرات المواقع وفقا للخريطة الفرعونية التي عثر عليها بمتحف تورينو في إيطاليا ولكن لم يستغل منها حتي الآن سوي منجم السكري بمرسي علم, مشيرا إلي أن هذا القطاع ضحية تشريعات عفي عليها الزمن ولابد من تشريعات مرنة تواكب صناعة الذهب في هذا العصر. وفيما يطالب صلاح عبد الوهاب موظف بالإدارة التعليمية بمدينة سفاجا بضرورة سرعة اتخاذ الإجراءات التنفيذية من أجل أن يخرج مشروع المثلث الذهبي والذي ينحصر بين سفاجا والقصير ويمتد بعمق الصحراء حتي قرية النصر في اتجاه محافظة قنا كما يمتد في اتجاه طريق البحر الأحمرسوهاج إلي دائرة الضوء ويبدأ العمل في استثمار ثرواته, مشيرا إلي أن هذه المنطقة أطلق عليها المثلث الذهبي لاحتوائها علي ثروات متعددة أهمها الثروات المعدنية التي تشجع علي إقامة العديد من المصانع خاصة الأسمنت والأسمدة وغيرها كما تحتوي هذه المنطقة علي آبار رومانية وإمكانات زراعية عالية.