تصاعد الجدل فى مصر مؤخرا بشأن الأشقاء العرب اللاجئين إلى مصر والذين تزايدت أعدادهم فى السنوات الأخيرة نتيجة الاضطرابات التى تشهدها أكثر من دولة عربية.. ، والذين يقدرون حاليا في مصر بحوالى خمسة ملايين شقيق عربي لاجئ. مصر تستقبل منذ مطلع تسعينيات القرن الماضى أعدادا كبيرة من طالبي اللجوء، حيث ارتبط ذلك في البداية بالصراعات في منطقة القرن الأفريقي، ثم جاء الغزو الأمريكي للعراق ليضيف أخوة لنا من العراق جاءوا لاجئين إلى مصر، كما تدفقت على مصر أعداد جديدة من سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن اللاجئين الفلسطينيين. وتاريخيا كانت مصر مأوى لعدد كبير من رؤساء وزعماء الدول العربية والأفريقية منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . لكن اليوم يثور جدل بين المصريين من حين لآخر حول التداعيات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن وجود هؤلاء الأشقاء اللاجئين إلى بلدهم مصر ، مثل ذلك محاولات بعض اللاجئين السودانيين والأفارقة التسلل إلى إسرائيل، وتأثير وجودهم على ارتفاع أسعار العقارات وعلى سوق العمل، والضغط على الخدمات والمرافق وغيرها، والزج ببعض اللاجئين فى مشكلات سياسية، والقول إنهم يواجهون مشكلات فى الاندماج في المجتمع المصري، المؤسف أن أوضاعهم تزداد صعوبة مع رفض وبطء مفوضية اللاجئين لطلبات عدد كبير منهم اللجوء ، وهكذا فمن الضرورى تنظيم أوضاعهم حتى تنتهي إجراءات هجرتهم أو عودتهم لبلدانهم.لكن رغم المشكلات التى قد تنتج عن وجود هؤلاء اللاجئين إلا أن وجود أولئك الأشقاء في مصر هو فرصة للتواصل والتلاقى وتغيير الصورة الذهنية المغلوطة، وخلق أصدقاء فى دول جوارنا العربى والأفريقى، كما أن وجودهم يعد مصدراً مهماً من مصادر العملة الصعبة عن طريق التحويلات الخارجية، وعبر تدفق رؤوس الأموال والمشروعات التى يضخها عدد كبير منهم فى شرايين الاقتصاد المصرى. علينا أن ننظر إلى أشقائنا اللاجئين إلى مصر نظرة كلها الاحترام والثقة ووالمحبة والعون على بلائهم فالأيام والدول لا أمان لهما.. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى