قرأت أغرب خبر تداولته الأنباء بأن جامعة القاهرة طلبت من اتحاد الجامعات العربية سحب مقراته من مصر ممثلة فى مجلس الدراسات العربية، وجمعية الإعلام، وجمعية الحقوق، مبررة ذلك بعدم الاحتياج إليها فى الوقت الذى تقدمت فيه جامعات عربية أخرى لإقامة هذه الفروع لديها، ومع ذلك فإن مجلس الإتحاد فى اجتماعه ببيروت أخيرا -أعطى فرصة أخيرة لمصر لمدة 6 أشهر، لإعادة النظر فى القرار وبناء على طلب بعض الأخوة العرب الشرفاء ورؤساء الجامعات المصرية، "ولاعتبار أن لمصر دورا مهما ومحوريا فى المنطقة، وهى مشاركة إيجابية فى جميع أنشطة الاتحاد منذ سنوات طويلة"، والخبر هنا لا يحتاج تعليقا أكثر عن أن صاحب هذا القرار وهو رئيس جامعة القاهرة جانبه صواب الفكر والرؤية، لدرجة الجرم فى حق مصر على المستوى الوطنى والقومى العربى، وفى ظروفنا الثورية الحالية التى لا تخفى على أحد، ولا ينكرها إنسان يحب هذا البلد الآمن المؤمن برسالته الدينية والعربية والحضارية، وقياداته الدينية والوطنية المحترمة، وجهودها لجمع شمل الأخوة فى القومية العربية فى مختلف المجالات وعلى رأسها السياسية، وتهدف ويأتى هذا التصرف الشاذ بالطلب رسميا بسحب بل( نزع) مقرات عربية من قلب العروبة، ولأن الأخوة العرب الشرفاء وجدوا أن هذا عملا فرديا لا يمكن أن يعبر عن سياسة وطبيعة مصر التاريخ والحضارة، فأعطوا الفرصة للتفكير وإعادة النظر، لأنهم أكثر حرصا علينا وعلى قيمة ومكانة مصر الرائدة الحامية للعروبة والإسلام، وهنا يثور لدينا التساؤل أين دور أجهزة الدولة السيادية ووزارة التعليم العالى من مثل هذه القرارات الفردية الحمقاء، فمصر ليست عزبة لفرد، والموقع الوظيفى ليس مملكة خاصة لأى إنسان فى مصر، فالصمت جريمة . ولايدرك الحمقى أن مصر هى أمل العرب المتجسد فى هذه الأيام وعلى رأسها نشاط اتحاد الجامعات فى وطننا العربى لأن صناعة الأجيال والقوة العربية تأتى من الجهد الذى يحفظ الريادة للنهضة التعليمية فى العالم، ويحسب للإخوة العرب هذا الفضل الكبي، وأصبح علينا أن نحاسب مسئولينا أو اصحاب مثل هذه القرارات، فى الوقت الذى يرفع فيه الرئيس السيسى راية العرب الحرة ووحدتهم تجاه مخططات معلنة من أمريكا ودول الغرب فى تأييد جرائم الخيانة، ولعبة الربيع أو (الخراب العربى) التى ذكاها أعداء الأمة فى الدين والوطنية لا استطيع أن أتخيل وقع قرار طرد مقرات اتحاد الجامعات العربية من مصر على الأخوة الأشقاء الذين التفوا حولها حبا وإخلاصا بل وولاء، وهو القرار الغشوم غير المدرك لتطلعات وآمال الأشقاء العرب فى نهضة مصر وقيادتها، وهذا الحدث يستوجب أن نرد الاعتبار لمشاعر الأخوة فى اتحاد الجامعات العربية الذين تعرضوا لهذه الصدمة، وتصحيح الأوضاع لتعود لمسارها الوطنى والعربى . لمزيد من مقالات وجيه الصقار