في محاولة لإظهار التضامن والمشاركة الاستراتيجية مع الحليفة سول, زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحدود الكورية الجنوبية المتوترة مع كوريا الشمالية أمس, وحث الصين علي كبح جماح السلوك السييء لحليفتها بيونج يانج. ووصل أوباما إلي سول عشية القمة العالمية بشأن الأمن النووي والتي تستضيفها كوريا الجنوبية, وتوجه بطائرة هيليكوبتر إلي قاعدة أمريكية عند طرف المنطقة المنزوعة السلاح للقاء الجنود المتمركزين هناك وإلقاء نظرة مباشرة علي واحدة من أكثر الحدود تحصينا في العالم. وقال أوباما إن كوريا الشمالية التي أوقفت محادثاتها السداسية لنزع السلاح يجب أن تثبت مصداقيتها قبل أن يتم استئناف تلك المحادثات. وتستضيف كوريا الجنوبية نحو50 زعيما من أنحاء العالم في قمة الأمن النووي والتي تبدأ اليوم- الإثنين- وتستغرق يومين لبحث سبل تأمين المواد والمنشآت النووية من الجماعات الإرهابية, وتعد ثاني قمة من نوعها بعد أن استضاف أوباما قمة مماثلة في واشنطن عام.2010 وجاءت جولة الرئيس الأمريكي لمنطقة الحدود الكورية وسط تزايد القلق بشأن اعتزام كوريا الشمالية إطلاق صاروخ الشهر المقبل يهدد باحباط اتفاق لاستئناف المساعدات الغذائية الأمريكية لبيونج يانج. وأدانت واشنطن خطة كوريا الشمالية لإطلاق الصاروخ بوصفها خرقا لتعهدها بوقف عمليات إطلاق صواريخ بعيدة المدي والتجارب النووية وتخصيب اليورانيوم. ويعتزم أوباما الضغط علي زعيمي الصين وروسيا خلال قمة سول لزيادة الضغط علي بيونج يانج. وفي غضون ذلك, حذر الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك أمس أنه أن أي استفزاز من جانب كوريا الشمالية سيواجه برد حازم, مشيرا إلي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي علي ذلك. وتأتي زيارة أوباما وسط قلق متزايد بشأن مساعي كوريا الشمالية إطلاق صاروخ الشهر المقبل, الأمر الذي يهدد باخراج اتفاق متعلق باستئناف المساعدات الغذائية الأمريكية إلي الشطر الكوري الشمالي عن مساره. وقال أوباما إنه سيكون من الصعب المضي قدما في تقديم المساعدات الإنسانية إذا أطلقت بيونج يانج صاروخا كما هو مزمع, وأضاف أنه يمكن دراسة فرض المزيد من العقوبات الدولية. وتابع الرئيس الأمريكي قائلا إن كوريا الشمالية لن تكافأ علي أي تصرف سييء, مشيرا إلي أن بيونج يانج لن تحقق أي شئ عن طريق التهديدات والاستفزازات, واعتبر أن اطلاق كوريا الشمالية الصاروخ سيزيد من عزلتها. وفيما يتعلق بالأزمة النووية مع إيران, قال أوباما إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لحل تلك الأزمة من خلال الدبلوماسية, إلا أن فرصة الحل تضيق, علي حد تعبيره. وكرر أوباما موقفه بشأن الأزمة الإيرانية بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عشية القمة النووية. وحث أوباما اسرائيل علي الإحجام عن شن أي هجوم علي المواقع النووية الإيرانية لإمهال العقوبات والدبلوماسية فرصة, لكنه يقول إن العمل العسكري ما زال خيارا مطروحا في حالة فشل الخيارات الأخري. وقال مسئول أمريكي رفيع المستوي إن اردوغان تحدث مع أوباما عن زيارته المزمعة إلي إيران قبل نهاية الشهر, وقال إنه يتحدث أيضا مع زعماء إيرانيين عن العنف في سوريا وهي حليف لطهران. ولم توجه دعوة لكل من إيران وكوريا الشمالية لحضور قمة سول أو المشاركة في جدول الأعمال, لكن أزمتهما النووية تهيمنان علي المحادثات التي تجري علي هامش القمة والتي تركز ظاهريا علي منع الإرهاب النووي. وقاد أوباما الجهود الدولية لعزل إيران والتي تشمل عدة مجموعات من العقوبات, لكنها ما زالت متمسكة ببرنامجه النووي علي الرغم من أنها أبدت قبولا لاستئناف المحادثات المعلقة منذ فترة طويل مع قوي عالمية.