واحدة من كلاسيكيات المسرح العالمي تلك هي مسرحية إلكترا التي يعرضها مركز الهناجر باسم علاقات خطرة وهي تعد أول مسرحية يعرضها هذا المسرح إذ أن افتتاحه الشهر الماضي كان بعرض خاص فقط بالافتتاح وليس له علاقة بالخطة التي سيقدمها لجمهوره. هذا الجمهور الذي كان يملأ مقاعد المسرح قد تقلص ولا أدري السبب ولكن أعتقد أن السبب هو ابتعاد الجمهور عنه خلال4 سنوات كاملة هي التي تمت خلالها عملية تجديده. العرض الذي يقدمه مسرح الهناجر هو علاقات خطرة وهو يتناسب تماما مع المسرح الكلاسيكي. هنا كتب النص ولا أعني من كتبه ولكن أعده عن نص يوجين أونيل هومنتصر ثابت لأجد أن هذا الإعداد التزم بالنص الأصلي وهو من وجهة نظري أمر مهم بالنسبة للمسرح. ركز الإعداد علي الفتاة التي احبت والدها.. ذلك الطاغية الذي روع زوجته وليست الزوجة فقط ولكن الابن ايضا والجميع مثال بالطبع للطاغية الذي يلقي حتفه في النهاية مقتولا بالسم. الابنة ترفض مصالحة الأم التي تسببت في موت والدها بعد أن ذاقت مرارة وقسوة الحياة معه.. إنها قسوة العلاقات العائلية المرتبكة وانهيار العلاقات الأسرية, فالسلطة بالقهر هي عنف وأيضا الخيانة التي ارتكبتها الزوجة كمبرر للقهر هي عنف وكما ان تطبيق العدالة بالقوة والسوط هي قمة العنف فالحاكم هنا لا يستشعر قوته إلا إذا كان سوطه فوق ظهر الجميع ليحس انه السيد. لدينا إذن شخصيات العرض مع تلك الحيوية التي يتمتعون بها يقولون إنني أحببت وكرهت وفرحت وحزنت وفي النهاية يبدأ حداد ألكترا علي والدها ليتحول ببطء الي بصيص من الأمل ليكون الحب هو الذي جمع العلاقات العائلية المرتبكة.. إنه في النهاية الحب الدواء لكل الأمراض النفسية.. أو لنقل التسامح. والديمقراطية وقبول الآخر. الإخراج قام به مجدي حكيم لأجد ديكورات رائعة وايضا مكملا لها ملابس رائعة ثم استعراضات واضح فيها بذل الجهد اللازم والتدريبات الشاقة لتصل إلينا هذه الصورة بالغة التميز.أيضا حركة الممثلين جاءت جيدة مع بعض الحوارات الطويلة لنجد أننا امام عمل مسرحي ممتاز من جميع النواحي فأجد قدرات صوتية جيدة لمعظم الممثلين والممثلات وكان كما يقال فاسوخة العمل هو الكوميديان منير مكرم الذي أضاء بعضا من سواد العمل. شكر خاص لزينة منصور ونهاد سعيد ومجدي إدريس الذين تميزوا في العرض.