امر المستشار احمد طلبة المحامي العام الاول لنيابات كفر الشيخ بسرعة ضبط10 متهمين من محافظات الشرقية والدقهلية والبحيرة كونوا التشكيل العصابي وراء محاولة الهجرة غير الشرعية امس الي دولة ايطاليا. والتي راح ضحيتها3 من الشباب لقوا مصرعهم غرقا بمياه البحر المتوسط قبالة ساحل مدينة رشيد, كما قرر اخلاء سبيل24 شخصا من الناجين من الحادث وسرعة عمل تحريات المباحث حول الواقعة والتصريح بدفن الجثث الثلاث. كان عمرو سليمان واحمد غازي ومحمد المقرحي وشريف بلال وكلاء النيابة قد باشروا التحقيقات مع المجني عليهم مساء امس الاول بأشراف من حازم العشري رئيس النيابة الكلية حيث امتدت التحقيقات حتي خيوط فجر صباح اليوم التالي. كشفت التحقيقات مع الشباب الناجين انهم وقعوا ضحية تشكيل عصابي مكون من10 افراد يتخذون اسماء حركية مثل ابواحمد وفيصل ومحمد علي ويوسف لعدم كشف هويتهم حيث اوهمومهم بقدرتهم علي تسفيرهم لدولة ايطاليا مقابل الحصول علي مبالغ مالية تتراوح قيمتها بين10 الي15 ألف جنيه بالاضافة الي توقيع ذويهم علي ايصالات امانة علي بياض لسداد باقي المبلغ المتفق عليه عقب وصولهم الي ايطاليا. اكدت التحقيقات قيام افراد التشكيل العصابي باستدعاء الشباب عن طريق الهواتف المحمولة وتأكيد سرية التحرك ثم نقلهم من محال اقاماتهم بمحافظات الشرقية والغربية والدقهلية والمنوفية والبحيرة والقليوبية الي3 نقاط للتجميع بطنطا وكوم حمادة والحامول ثم نقلهم مر ة اخري في سيارات نصف نقل مغطاة الي احد المنازل الذي يتوسط مزرعة في الاراضي المستصلحة وقيامهم بتعصيب اعينهم بعصابة سوداء حتي لايتمكنوا من تحديد مكان وجودهم مع التخلص من اية متعلقات شخصية لهم. دلت التحريات علي بقاء الشباب بالمنزل المجهول عنوانه لمدد تتراوح بين يوم الي3 ايام حتي حان موعد الرحلة المشئومة حيث تم نقلهم في سيارة نقل كبيرة مغطاة بغطاء كبير علي انهم بضائع الي ضفة نهر النيل برشيد بالقرب من احد مصانع الطوب الطفلي حيث قاموا في ساعة متأخرة من مساء امس الاول في جنح الظلام باستقلال قاربين يحمل كل منهما35 شخصا والنزول بهم الي نهر النيل وعبور بوغاز رشيد للاتجاه نحو عرض البحر المتوسط حيث كان مقررا نقلهم علي متن مركب اخر كبير الي ايطاليا كشفت اقوال الناجين من الحادث ان محرك القارب الاول اصابه عطل مفاجيء بعد دخوله لمسافة2 كيلو في عرض البحر بينما تسربت المياه الي ارضية القارب الثاني بسبب الحمولة الكبيرة وضعف جسم القارب وماهي إلا لحظات حتي او شك القارب علي الغرق فصرخ الشباب طلبا للنجدة وقفز بعضهم في عرض البحر حيث تمكن بعض الصيادين من انقاذهم بقواربهم ونقلهم الي الشاطيء حيث نجا24 شابا ولقي3 مصرعهم غرقا بينما لاذا43 اخرين بالفرار وسط زراعات النخيل بالمنطقة. تمكنت قوات الا نقاذ من انتشال الجثث الثلاث ونقلهما الي مستشفيات مطوبس ورشيد وضبطت قوات حرس الحد ود24 من الشباب بينما فر44 اخرون ولاتزال القوات تواصل اعمال تمشيط النهر للبحث عن مفقودين. كشفت تحقيقات النيابة ان القاربين المستخدمين في الرحلة المشئومة لايحملان اي ترخيص وتم تصنيعهما عن طريق احدي ورش تصنيع المركب المنتشرة بالمنطقة امعانا في التضليل وحتي لايمكن التعرف علي مالكيهما في حال فشل المحاولة وضبط القاربين. قصص من قلب المأساة اقوال الناجين الي النيابة كشفت عن قصص محزنة للغاية فالضحايا والناجون معظمهم من صغار السن ولاتتعدي اعمارهم20 عاما فمن يصدق ان يترك طالب بالصف الثالث الاعدادي مدر سته ويلهث مع غيرة ممن اعماهم حلم السفر الي الخارج وتحقيق الثراء السريع؟ هذا مافعله تماما محمد عبدالعليم احمد مصطفي15 سنة الطالب بالصف الثالث الاعدادي واصغر ضحايا الحادث وبصوت تخنقه الدموع قال والده انه لم يكن يعلم بسفر نجله وانه فوجيء بإختفائه من المنزل ليكون من ضمن ضحايا الرحلة المشئومة وانه يحتسبه عند الله. ومن محمد الي صالح محمد بيومي18 سنة فاقوس شرقية والذي اكد في اقواله للنيابة انه لم يكن يرغب في السفر لكن والد ة الح عليه ان يسافر مثل اقرانه خاصة ان عمه قرر السفر هو الاخر ضمن الرحلة لكن القدر كتب له النجاة وتمكن احد الصيادين من انقاذه. محمد بيومي لطفي33 عاما بإحدي مدارس فاقوس بالشرقية كشف في اقواله راتبه الشهري100 جنيه فقط وان لديه5 من الاطفال بمراحل تعليمية مختلفة مما جعله يعاني شظف العيش وضيق ذات اليد واوضح انه اخبر احد السماسرة عن رغبته في السفر الي الخارج لانتشال اسرته من الفقر لكنه لايستطيع دفع اية مبالغ مقدما فرأف السمسار بحالة وطلب منه التوقيع علي ايصال امانة بمبلغ50 الف جنيه وفاجأة بالاتصال وطلب حضورة للسفر مساءآ ويضيف انه لم يكن بحوزته سوي100 جنيه ادخرها للاتصال بزوجته وطمأنتها عند وصوله الي ايطاليا!! شهد الحادث أيضا صراعا دراميا بين الحياة والموت وهو ما قاله سمير محمد العشماوي26 سنة مؤهل متوسط, من فاقوس شرقية في تحقيقات النيابة حيث أكد أن القدر كتب له عمرا جديدا لكونه لا يستطيع السباحة وعندما غرق القارب قفز مثل غيره في مياه البحر تلطمه الأمواج وبينما يصرخ سمير طلبا للنجدة يغطس أسفل المياه ثم يطفو للحظة بعدها ساق الله إليه أحد جراكن الوقود الطافية الخاصة بالقارب فتعلق به طافيا علي السطح حتي تمكن أحد الصيادين من إنقاذه وعند خروجه إلي الشاطئ سجد لله شكرا وظل يمسك الرمال بيده غير مصدق بنجاته. أما أحمد محمد ذكي المحلاوي36 سنة دبلوم صنايع من الصواف كوم حمادة فكشف عن إنقاذه4 من الشباب كانوا علي وشك الغرق وأضاف أنه مثل غيره وقع إيصالا للأمانة علي بياض لشخص يدعي محمد هلال وكان مقررا أن تسدد أسرته لنفس السمسار مبلغ20 ألف جنيه بمجرد وصوله إلي إيطاليا ونفي علمه بمكان تجمع الشباب أو أسماء قائدي القاربين.