مانشتات وعناوين الصحف أصبحت تصيب المواطنين بالقلق من الأسعار، ومن ذلك «نار الأسعار.. تحرق المواطن.. وتحاصر الحكومة» و« طوارئ فى الحكومة لمواجهة جنون الأسعار» فالأسعار لدينا فى تصاعد مستمر، وكأنها فزورة نعجز عن حلها, ولكن الواقع غير ذلك، فهناك فزورة بالفعل ولكنها ليست عصية على الحل , بل الجميع يعلم حلها الفلاح فى الغيط والعامل فى المصنع وكافة من يعيش على أرض هذا الوطن، يعرف جيدا سبب ارتفاع الأسعار, 90 مليون مصرى يعلم حل الفزورة، ولكن الحكومة وحدها تتظاهر بعدم معرفة السبب ولكنها تندفع فى وسائل الإعلام والشوارع والطرقات ليل نهار معلنة الحرب على ارتفاع الأسعار, وتتجاهل الحكومة أن الارتفاع يتم بفعل فاعل هو الحكومة نفسها. فالأسعار تزيد ليس بسبب جشع التجار وخراب ضمائرهم كما تريد أن تروج الحكومة. لأن كل تاجر من مصلحته أن تكون الأسعار فى الإطار المعقول والمناسب حتى تنشط حركة البيع ويزيد ربحه، أما رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها يصيب السوق بالكساد وبالتالى تزيد خسائر التاجر وليس العكس. أما لو سألنا أى مواطن مصرى بسيط لماذا تزيد الأسعار سيقول, لقد زاد سعر البنزين والسولار والغاز والكهرباء, ومن الطبيعى أن ترتفع أسعار كافة السلع الغذائية والصناعية لأن كل أنواع الخضر والفواكه يتم نقلها للأسواق عبر شاحنات وسيارات نقل، زادت تكلفتها بسبب زيادة أسعار الوقود، ويتم تحميل الزيادة على سعر هذه السلع, وكذلك المنتجات الصناعية زادت تكلفة إنتاجها نظرا لارتفاع أسعار الكهرباء التى تحتاجها المصانع, وإذا حاولت الحكومة أن تضبط أى تاجر وتتهمه بالجشع فإنه سيقوم ببساطة بتقديم فواتير استهلاك الوقود والكهرباء والمواد الخام والعمالة فى مصنعه، ليثبت للجهات المسئولة أن هامش ربحه قليل جدا ربما لا يتجاوز جنيهات معدودة, المأساة أن الناس تخشى من ارتفاعات جديدة قريبا فى أسعار الوقود والكهرباء, وحينها ستصبح نيران الأسعار أكثر قسوة من نيران الصيف الحارقة. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى