نظافة اليدين هى إجراء بسيط وغير مكلف، إلا أنه عامل أساسى فى الوقاية من الأمراض، هذه النصيحة يؤكدها اليوم العالمى لنظافة الأيدى والذى يحتفل به العالم يوم 5 من مايو من كل عام. جاء الاحتفال هذا العام تحت شعار «رعاية نظيفة هى رعاية آمنة» وقد واكب مرور عشر سنوات على إعلان منظمة الصحة العالمية التحدى الأول لسلامة المرضى بهدف تعزيز أهمية نظافة اليدين ليس فقط على نطاق الطاقم الصحى إنما لدى أفراد المجتمع، من أجل إيجاد بيئة آمنة وسليمة. وهو ما يبدأ بغرس قيم النظافة وغسل اليدين بشكل دورى لدى الأطفال فى سن المدرسة. ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية أن غسيل اليدين بالماء والصابون يمكن أن يؤمن وقاية قوية من الأمراض، فنحو 3.5 مليون طفل تحت سن الخامسة يموتون كل عام من أمراض الإسهال والالتهاب الرئوى نتيجة انتقال الميكروبات المعدية والعالقة باليدين. وفى هذا الصدد نظمت الجمعية المصرية لمكافحة العدوى بالتعاون مع الرابطة المصرية لسلامة المرضى احتفالية بمناسبة اليوم العالمى لنظافة الأيدى بمشاركة منظمة الصحة العالمية إلى جانب نخبة من أساتذة كليات الطب والتمريض من المستشفيات والمعاهد التعليمية ووزارة الصحة والمراكز الطبية المتخصصة . «ترمومتر» لكل مريض وأكد د. أسامة رسلان رئيس الجمعية المصرية لمكافحة العدوى وأمين عام إتحاد الأطباء العرب، أن الاحتفال هذا العام يمثل فرصة لزيادة الوعى لدى المتخصصين فى الرعاية الصحية بأهمية نظافة الأيدى للحد من الإصابة بالعدوى وانتقالها داخل المنشآت الصحية، حيث يمكن تقليل نحو 70% من انتشار الميكروبات المعدية بين المرضى من خلال إتباع إجراءات بسيطة كغسل الأيدى المستمر واستخدام –ترمومتر- خاص لكل مريض وارتداء الجوانتي. وشدد د. رسلان على تطبيق أسس مكافحة العدوى كأحد المكونات الضرورية لرعاية المرضى بشكل آمن، وهو ما يضمن وقاية كل من المريض والشخص القائم على تقديم الرعاية الصحية من التعرض للميكروبات المعدية والحد من حالات الإصابة بالأمراض ومعدل الوفيات المصاحبة لمثل هذه العوامل فى حالة حدوث عدوي. وأوضح د.رسلان عن مبادرة منظمة الصحة العالمية الدعوة لجعل نظافة الأيدى جزءاً من حماية المرضى من مقاومة الجراثيم لمضادات الميكروبات، إلى جانب تذكير الطاقم الطبى بأهمية نظافة اليدين لمنع انتقال عدوى المستشفيات، حيث أن العدوى المصاحبة للرعاية الصحية تعنى اكتساب الجراثيم أثناء تلقى الرعاية الصحية من خلال نقلها من وإلى الأخرين يليها ظهور الأعراض المرضية للعدوي. مسلسل انتشار العدوى وعما حققته مصر فى هذا المجال يرى د. رسلان إننا نمتلك خططا وبرامج قومية واضحة لمكافحة العدوى وهى بمثابة دستور للعاملين فى المجال الصحى وتتضمن كيفية التعامل مع الأساليب الصحيحة والعلمية لمكافحة العدوى وتقليل المخاطر المهنية التى يتعرض لها مقدمو الخدمات الصحية، إلا أن هناك ضرورة لحملات توعية مستمرة بأهمية إتباع المباديء الأساسية للنظافة ومكافحة انتشار الأمراض من خلال التلامس أو النفس أو مشاركة الأدوات الملوثة، ففى حالة إصابة أحد العاملين بالمراكز الصحية بوخزة بسيطة من إبرة ملوثة بأحد فيروسات الدم المعدية من مريض فبالتأكيد ستكون النتيجة سيئة، ولو حسبنا الناتج من ذلك الضرر الذى سيصيب ذلك العامل لوجدنا مسلسلا طويلا من انتشار العدوى والمرض بالإضافة إلى هدر الوقت والمال والجهد الذى سيؤثر سلبيا على المجتمع ككل.