منذ أقدم العصور , جاء اليونانيون إلى مصر مع الإسكندر المقدوني، أي قبل 330 عاماً قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين ارتبط اليونانيون بمصر ارتباطا وثيقا . وعلى مدى أكثر من ألفي عام , بلغت درجة التداخل والتفاعل بين الشعبين اليوناني والمصري درجة كبيرة , ولا تزال بعض آثار هذا التفاعل باقية حتي الآن , ولاتزال بعض الأسر اليونانية موجودة بمصر.ففي النصف الأول من القرن الماضي بلغ عدد اليونانيين في مصر مليوناً ونصف المليون. تعايشوا مع المجتمع المصري في مختلف نواحي الحياة في التجارة والوظائف الإدارية والصناعات والأعمال الحرة.وكان من الطبيعي أن يكون بين هؤلاء أدباء وكتاب , ولعلنا لا ننسي الشاعر اليوناني المعروف كفافيس . الذي عاش في الإسكندرية فترات طويلة , قبل أن يغادرها الي موطنه .منذ أكثر من عشر سنوات عثرت بالصدفة في أثناء تجولي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب , وفي الركن الخاص بمكتبة الأزبكية عثرت علي كتاب صغير الحجم , تناولته . مكتوب علي غلافه ستراتيس تسير كاس . وتحته في السطر التالي نور الدين بومبة . وكانت علي الغلاف أيضا صورة خطية رائعة لمركب شراعي وأشجار النخيل . شدتني العلاقة بين الاسم الأجنبي والاسم العربي « نور الدين بومبة» , كما لاحظت أن الكتاب بدون ناشر , وقررت اقتناء الكتاب . عندما عدت الي بيتي في ديروط بأسيوط أهملت الكتاب مع عدة كتب أخري كنت قد أحضرتها من المعرض . وبعد فترة تصفحت الكتب ومنها هذا الكتاب , فوجد بالغلاف الداخلي إهداء من مترجم الكتاب يني ميلا خرينودي باللغة العربية إلي صديقي الكاتب والشاعر المعروف وحيد الطويلة , الإهداء بخط المترجم باللغة العربية , وبقلم حبر أسود , وخط ردىء ينم علي أن المترجم لم يتقن الكتابة بالخط العربي , بالإضافة الي توقيع المترجم بلغته الأجنبية . وبدأت أتصفح الكتاب فوجدته يتحدث عن ثورة 1919 , ويسجل أحداثا وقعت في مدينتي التي ولدت بها , ومازلت أعيش فيها , ديروط التابعة لمحافظة أسيوط . وعندما بدأت أقرأ وجدت ان الأماكن التي يتحدث عنها معروفة لدي , كما أن أسماء العائلات تم تحريفها لمنع الحرج . كما يذكر شخصيات كانت معروفة . قرأت الكتاب وكتبت عنه مقالة صغيرة نشرت في الملحق الأدبي لجريدة الوفد , عاودت قراءة الرواية مرة أخري في شهر مايو 2010 الماضي بالصدفة أيضا بحثت في أحد محركات البحث عن اسم الكتاب والمؤلف والمترجم . عثرت علي اسم المترجم يني ميلا خرينودي في قوائم مطبوعات مكتبة دار مصر كمترجم لكتاب الفراشة التي خلفت وعدها عام 2004. كما أن يني ميلا خرينودي مؤلف كتاب اليونانيون في السينما المصرية . كما عثرت علي عنوان الكتاب في فهارس مكتبة الإسكندرية , بنفس البيانات مع إضافة أن الناشر هو [د. م. : د. ن، 19--] قراءة أولي... من القراءة الأولي تتحدث الرواية عن الفترة من 1919 والسنوات التي قبلها. المحور الرئيسي في القصة هو كفاح أهالي ديروط ضد الإنجليز فى أثناء مرحلة المد الثوري التي صاحبت ثورة 1919, يرصد المؤلف في جمله الأحداث ,ما حدث في القاهرة مع زعماء الثورة ونفيهم , وما يحدث في ديروط والتي تقع جنوبالقاهرة بمسافة 300 كيلومتر, وشمال اسيوط بمسافة 70 كيلومترا . تناول المؤلف أحداثا حقيقة وقعت بالفعل , ايام ثورة 1919 , ومنها حادث قتل عدد من الضباط الإنجليز , كانوا في قطار متجهين ناحية القاهرة , وقد اقتحم الأهالي القطار عند مدينة ديروط , وقتلوا الضباط , ونزلوا في محطة دير مواس , وإثر ذلك أقيمت محاكمة عسكرية في مركز الشرطة , وتم إعدام عدد من الأهالي . في مقدمة الرواية , كتب المؤلف ستراتيس تسير كاس أنه كتب الرواية , في عشرة أيام فقط خلال عام 1956 , وفي فترة القلق , التي أعقبت قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس , لتصبح ملكية مصرية خالصة , هذا القرار الذي أغضب الدول العظمي . وفي تلك الفترة كان القلق يسيطر علي المصريين بسبب التصريحات , التي أطلقتها تلك الدول , والتي هددت فيها بشن هجوم عسكري علي مصر , لاسترداد القناة . وهو ما حدث بالفعل . ! ويسجل لكاتب الرواية موقفا في غاية الحب للمصريين , وهو اشتراكه مع عدد من المثقفين اليونانيين , ومنهم الدكتور إراكليس ماسخا , والرسام ارسوميني انجلوبولوس , في توجيه نداء المثقفين الإنجليز والفرنسيين بمنع العدوان , والاعتراف بالحقوق السيادية للشعب المصري علي قناته البحرية . مقدمات الثورة , وأحداثها يرويها لنا الكاتب من خلال البطل نور الدين بومبة , وهو مواطن مصري , يعمل نوتي علي مركب شراعي يملكه , وينقل به البضائع من خلال النيل وترعة الإبراهيمية , وفي تلك الفترة , كانت المراكب الشراعية هي وسيلة النقل الوحيدة بين مختلف محافظات الصعيد . يعجب نور الدين بومبة بفتاة يراها مصادفة في احدي القرى المجاورة للترعة التي يمر بها مركبه في ديروط التي تقع ساحل ترعة النوبارية , واسم الترعة مستعار أيضا , يتكلم مع الفتاة , تعجب به , ويعجب بها , يرفض والد الفتاه أن يزوج ابنته لنور الدين لأنه بحار لا يستقر في مكان . وفي المرة القادمة يتوقف نور الدين بمركبه , تأتي الفتاة عند الترعة يأخذها نور الدين ويهرب بها , فيما ترسل الفتاة لوالدها أنها تزوجت نور , يرفض والد الفتاة أن يعترف بزواجها . تقترب ثورة , يتعرف نور الدين علي احد العمال اليونانيين ممن يعملون في محلج للأقطان , وبقوم بتشغيل الماكينة الرئيسية , العامل يعتنق بعض الأفكار التقدمية , ومعه عامل قبطي آخر , وعندما تندلع الثورة , ينضم اليوناني والقبطي الي الثورة , ومعهما الباشا وشقيقه , وعدد من الأهالي , يقوم مفتش الري الإنجليزي بمنع المياه عن الترع , فتصاب الأراضي الزراعية بالجفاف وتجف الترعة , فلا يتمكن نور الدين من الإبحار بمركبه . استعان الكاتب بأسلوب جديد , هو الأسلوب الصحفي , أي الاستقصاء والبحث , حيث يستمع الكاتب الي حديث شخص عن بعض الأحداث , وفي نفس الوقت يحكي عن تجربته . الراوي كان يعمل ميكانيكيا , حيث كان يهتم بالماكينة الرئيسية التي تدير المحلج , وهو يعيش في المدينة التي جعلها مسرحا لأحداث الرواية , مدينة ديروط , لأجل هذا فهو علي معرفة شخصية بأبطال قصته , ما عدا بعض الشخصيات التي لم تكن موجودة بديروط . وبتلك الطريقة , التي أتبعها الكاتب , نستمع منه الي وجهتي نظر في الأحداث , هما : • وجهة نظر الكاتب , التي يسوقها من خلال حديثه كمتكلم , وهي وجهة نظر المثقف , الواعي المدرك لمجريات الأمور , ولديه القدرة علي تحليلها , الذي يري الأمور علي نحو قد يختلف مع الآخرين . • وجهة نظر الأخرى لبعض شخصيات الرواية من العمال والفلاحين , وهم من محدودي الثقافة. تعد الرواية , تحليلا دقيقا للحالة الاجتماعية , في منطقة من مناطق وسط الصعيد ,. وفي زمن محدد في فترة الثورة المصرية عام 1919 , والفترة التي تلتها , وبعض الأحداث التي أعقبتها . مما ينم عن دراية كاملة للكاتب , بهذا الواقع , وقد اجاد الكاتب في التعبير عنه , لأنه عاش وعاصر تلك الأحداث , واتيحت له فترة كافية لتحليل تلك الأحداث , وإعادة صياغتها . يتحدث الكاتب , عن العامل اليوناني البسيط بوليفيو , الذي ينضم الي ثورة الأهالي في ديروط ,ضد الإنجليز , كما انه ينتقد اليوناني روزاكيس صاحب المحلج , كان روزاكيس قد استورد ماكينات المحلج من هيجلار الألماني , وعندما شاهد بوليفيو الماكينة هام بها عشقا , وطلب من هيجلار العمل علي الماكينة لدي روزاكيس . وهنا قال هيجلار لروزاكيس : اسمع , أنني أعطيك عبدا , وليس ميكانيكيا , وكان الأجدر به أن يكون هو صاحب الماكينة , سوف أتي مرة أخري لكي أري الماكينة فيما بعد , حذار أن تستغل هذا الرجل الآن , وتفرق بينه وبين الماكينة فيما بعد , إنك تاجر , وتبيع حتي روحك , أينما ذهبت هذه الماكينة يذهب بوليفيو معها. وجهة نظر الكاتب الأجنبي , هي التأكيد علي أن نضال الشعب المصري في ثورة 1919 لم يكن نضالا مصريا , ولكنه كان نضال كل الشعوب المتطلعة الي الحرية والمحبة والسلام . تعد الرواية بمثابة رؤية أجنبية , لكاتب أجنبي , عاش في مصر , ينتقد الاحتلال البريطاني بكل مساوئه . ويرفض الاستغلال الأجنبي , حتي لو كان هذا الاستغلال من جانب أجنبي يوناني مثله . ونراه ينتقد الرغبة المحمومة للمال عند قلة من اليونانيين الموجودين في مصر , وينحاز الي اليونانيين من العمال البسطاء . لقد تمكن المؤلف ستراتيس تسيركاس , من رصد منظومة الظلم في مدينة ديروط , كمدينة نموذج دال علي كل مدن مصر . رصد المؤلف المنظومة التي تشمل كل عوامل الشر , التي كانت تهيمن علي أقدار الناس في تلك المدن , والتي تتكون من : الباشا صاحب الأرض والنفوذ , العمدة وأسرته كمراكز للقوي في المدن والقري , وصاحب المحلج الأجنبي المستغل . الثقافة , ثم الإنجليز . كل هؤلاء ربطتهم مصالح مالية معا , وتعاونوا معا ضد الفلاح . يختار المؤلف بطلا من الشعب . يتعرض للظلم عندما يحاول أن يبني له مركبا ليبحر في النيل , وينقل الناس والبضاعة , وعندها تتعرض له عائلة كماني عمدة المدينة . عندما يجد نور الدين أن سليم شقيق العمدة يصدر أوامر للعمال الذين يصنعون المركب , يدور حوار بين نور الدين بومبة صاحب المركب و سليم شقيق : • ماذا تفعل هنا , لا أريد لأحد أن يعطي الأوامر لصناع مركبي . • أنت مخطئ , ليست هذة مركبك , إنها مركبنا . • ماذا تعني ؟ • نصفها ملكي , وربعها ملك للعمدة , والربع الآخر لك . • لماذا كل هذا ,؟ هل تأخرت عن سداد الضريبة , أو أي شئ آخر ؟ • هذا لا يكفي , مركبك تضر بأعمالي , وبما أنقله بجمالي .وما قلته لك سيتم . يعود نور الدين مقهورا إلي زوجته , ويخبرها بما حدث فتقول له : • أنهم ضباع ويمتصون دماء الناس . • وهل بقي للناس دم ؟قفص البلح الواحد يطرح في الأسواق , فيأخذون نصفه لأنفسهم . • وماذا ستفعل ؟ • سأذهب إلي الباشا . بالفعل يذهب نور الدين الي الباشا , ولكنه لا يتمكن من مقابلته , وعندئذ يستعين بصاحب المحلج روزاكيس ليتمكن من مقابلة الباشا . كان روزاكيس يتناول القهوة مرة في الأسبوع مع الباشا في منزله , وكان الإنجليز قد رفضوا أن يعطوه رتبة الباشوية , فقد كان وفديا , وكانا يتحدثان في أمور السياسة , وكان روزاكيس يتذكر ما فعله الإنجليز بوطنه كريت , وكان يتحدث عنهم بغيظ , وكان الباشا يتحدث أيضا عن احتلالهم لمصر . كان روزاكيس في منزل الباشا عندما سمح لنور الدين أن يقابله , وأشار روزاكيس الي نور الدين وقال : • هذا رجل نشيط . وعندئذ يسأل الباشا نور الدين الذي وقف مطأطأ الرأس : • أنت يا مركبي , ما الذي أتي بك إلي هنا ؟ عندئذ عرض نور الدين مشكلته مع عائلة العمدة , الذين استولوا علي ثلاثة أرباع مركبه , ويقول له الباشا : • إنك مجنون , هل تريد أن تغير نظام العالم , أتيت الي هنا لتحكي عن المركب , إذهب الي العمدة . وعندما يتكلم روزاكيس صاحب المحلج مع الباشا , عن نور الدين الذي طلب الحماية من الباشا , يقول له الباشا : • أنت تري أنني لو استجبت لرغبة هذا الصعلوك سوف أمس النظام بالتغيير , وسوف ترسل عائلة العمدة صرافا إلي محلجك , وتحصل منه خراجا عن كل بالة قطن . • أهم شىء يا باشا أنك لست ظالما , وأنا أوفقك علي أنه يجب مراعاة النظام العام , وتتحدث مع كبير عائلة العمدة . • مثل من ؟ • الإنجليز . • الإنجليز هم الذين يرتبون كل شئ , إنهم يتركون أمر الطرق والنقل الي عائلة العمدة كي تكسب السكة الحديد , أو بعبارة أخري , يذهب الإيراد الي جيوب أصحاب البنوك , وإلي بطون ذوي السراويل الحمر الذي ربضوا علي أعناقنا , مفتش هنا , ومفتش هناك , فلا يستطيع أحد أن يلتقط أنفاسه . وعندما لم يتمكن نور الدين الحصول علي حقه بواسطة الباشا , نصحه روزاكي بأن يذهب الي الإنجليزي في أسيوط . وعندما تعلم عائلة العمدة بذهاب نور الدين الي الباشا , وعرفوا أنه ذهب ليشكو ,, وعندما أنتهي العمال من صناعة المركب , ذهب نور الدين الي إدارة الري لترخيصه , فأخبروه أن مستر كوكس مفتش الري الإنجليزي . وأخذوه الي هناك , الي مستر كوكس في قصره في أسيوط , وعندما شاهده مستر كوكس أنهال عليه ضربا , بعد أن أمسكه فى أثناء من الحراس السوادنيين . وعندما أحكموا وثاقه , أخرج مستر كوكس من مكتبه مقصا وقص به شارب نور الدين , ورماه علي الأرض , ثم داسه بقدمه , ثم طلب مستر كوكس من حراسه أن يرموه خارج القصر , أخرج نور الدين قطعة طمي وضعها مكان الشارب , ثم لف حول وجهه كوفيه ليخبئ مكان الشارب المنزوع . بعد تلك الحادثة اختبأ نور الدين ولم يظهر . وعندما بدأ موسم حلج الأقطان , ظهر نور الدين في المحلج , عند صديقه هيجلار ميكانيكي المحلج , وبات هناك ليلة , وفي أثناء الليل , أخذ حصان من إسطبل المحلج , وإنطلق به , وعاد بعد ساعتين , وقد شاهده هيجلار , وهو يدخل الإسطبل , وكان عاريا فوق الحصان , وفي يده سكين ملوثة بالدماء , والحصان يلهث من شدة العدو . وأكمل نور الدين , ليلته حتي الصباح , وفي الصباح أصطحبه هيجلار , الي محطة القطار , وهناك ركب القطار . في الصباح استيقظ الأهالي في أسيوط , ووجدوا مفتش الري الإنجليزي مقتولا في استراحته . يتمكن اليوناني صديق نور من اكتشاف أن نور هو الذي قام بتلك المهمة . ويبدأ في بعض المثقفين من الأهالي , ومعهم بعض المحامين , في شحذ همم الناس علي الثورة , ويقوم عدد من الأهالي ببعض العمليات المحدودة , ضد الإنجليز والعمدة الظالم , وتنسب كلها الي نور الدين بومبة , الذي أصبح رمزا للمقاومة والنضال , وعندما تقع أي عملية , ينسبها الأهالي لنور الدين بومبة , ولذلك يقوم الإنجليز , بضرب القرية التي تقع علي ضفاف النيل , والتي يعيش فيه أنور الدين بومبة , بسفنهم الحربية , وتنزل عساكرهم في شوارع القرية , ويقتلون الرجال , ويغتصبون النساء , ومن بينهن زوجة نور الدين , كما يقتل الجنود أبناء نور الدين , , تذهب الزوجة بعارها الي أبيها , ويفتح لها بابه , وياويها في بيته . وسرعان ما تندلع الثورة , وتأتي بواخر حربية مرة أخري, وتقصف باقي قري ديروط الواقعة علي النيل , وتموت زوجة نور الدين , ويتفق الأهالي علي قتل الإنجليز المتجهين إلي القاهرة في القطار , وبالفعل يشعلون النار أمام القطار , علي الشريط الحديدي , حتي يتوقف , ثم يقتحمون القطار , ويقتلون الضباط ,بالسكاكين , وعندما تعلم السلطات , تقوم بعمل تحقيق ومحاكمة صورية . ويتم القبض علي نور الدين بومبة , ويعدم في سجون أسيوط . الرواية في كتاب صغير الحجم , ولكنها مركزة تركيزا شديدا , ومليئة بالأحداث , وكتبت بأسلوب جذاب . غير أن الطباعة العربية , بها بعض الأخطاء التي لا تخل بالسياق العام . وكنا نتمنى أن تتولي الهيئة العامة للكتاب إعادة طبع الرواية . في الذكري التسعين لثورة 1919 , غير أن ذلك لم يحدث , ونتمنى أن يتدارك القائمون علي الهيئة العامة للكتاب أمر تلك الرواية لإعادة طباعتها.