غرق صندل محمل ب500 طن فوسفات بنهر النيل ، تم انتشاله مؤخرا ليس هو الكارثة الوحيدة التي حدثت وتحدث في حق نهر النيل وحق صحتنا وإنما هناك العديد من الكوارث والجرائم المسكوت عنها وأهمها ما يلي .. أولا : تصريف الصرف الصحي في بعض المصارف الزراعية التي تصب بنهر النيل. ثانيا : تصريف بعض المصانع لمخلفاتها الصناعية بنهر النيل. ثالثا : إلقاء بعض البواخر النيلية السياحية لمخلفاتها بنهر النيل رابعا : إلقاء بعض الأهالى الحيوانات النافقة والقمامة وردم المباني بنهر النيل وخامسا : إلقاء بعض المخلفات الزراعية بنهر النيل . تشير التقارير البحثية إلي أن 16 مليار متر مكعب من المياه محملة بالمخلفات الزراعية والصناعية يتم صبها فى النيل سنويا !!ً ، علما بأن الكلور يقضي على الثلوث البكترولوجي بنسبة 95% ولكنه لا يقضي على التلوث الكيميائي ، إلا فى حدود 40% فقط . وفي الوقت نفسه عليك معرفة أن زيادة نسب الكلور بالماء عن الحد المسموح به عالمياً تؤدى إلى الإصابة بأمراض السرطان والأورام الخبيثة للكبد والكلية والمثانة، وهو ما يلجأ إليه بعض الفنيين فى المحطات لتجنب التلوث الذى قد يحدث أثناء مرور المياه فى المواسير التى تهالكت وأصبحت أهم مصدرا لتلوث المياه ، علما بأن الدول المتقدمة اتجهت إلى طرق أخرى للقضاء على البكتريا الملوثة بالمياه ليس من بينها الكلور مثل الأوزون والأشعة فوق البنفسجية لتعقيم المياه . ولو أن حجم المشكلة لم يصل إليك بعد ، فسيفيدك أن تعلم أن العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فى موضوع المياه أكدت أن هناك 100 ألف مصريا يصابون بالفشل الكلوى سنوياً، وحوالى 150 حالة لكل 100 ألف نسمة تصاب بالسرطان سنويا، وأكثر من نصف مليون يصابون بالتسمم سنويا، وذلك نتيجة تلوث مياه الشرب!! فضلا عن أن مرض الفشل الكلوى صار من أشهر الأمراض خلال الفترة الراهنة، وأكثرها انتشاراً ومظهراً من مظاهر تلوث المياه، حيث يؤكد تقرير صادر عن برنامج الأممالمتحدة للإنماء والتنمية أن هناك خمسة ملايين مصريا يصابون بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سى» بسبب تلوث مياه الشرب، وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميا فى الإصابة بالمرض، وتتركز أعلى نسبة إصابة بالمرض فى الريف الذى يعانى من تلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحى. وأكد التقرير ذاته أن عام 2020 سوف يشهد أعلى نسبة إصابة بمرض الفشل الكلوى لأن المرض يظل كامنا بجسم الإنسان فترة تتراوح ما بين10 و20 عاما. أضرار الصرف الصناعى فى نهر النيل لا تقتصر على مياه الشرب فقط ، بل تمتد أيضاً إلى تناول الأسماك، حيث أثبتت نتائج تحاليل مأخوذة من الأسماك أن هناك ارتفاعا فى معدلات الحديد والسيانيد والفينول وبعض العناصر الثقيلة فى كبد وخياشيم وجلد الأسماك. ويتسبب تركيز هذه العناصر فى عضلات الأسماك، وهى الجزء المأكول منها، فى حدوث أورام سرطانية متقدمة فى الكلى والكبد وإصابة المواطنين بأنيميا حادة وتشوه الأجنة وتخلف عقلى عند الأطفال ، وذلك من خلال تناول هذه الأسماك لمدة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات بشكل منتظم، وفقا للمعايير القياسية لمنظمة الفاو. ويبقى السؤال المهم يفرض نفسه ... ما الحل ؟! وتأتي الإجابة المنطقية التي لا تقبل الشك أن الحل يكمن في القضاء على أسباب المشكلة من خلال إحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي المتهالكة وتضافر جهود وزارات البيئة والبترول والموارد المائية والري والنقل النهري والمعاهد العلمية المتخصصة لإعداد الضوابط والاشتراطات البيئية اللازمة وتفعيل الرقابة على جميع المصارف التي تصب بنهر النيل لضمان عدم إلقاء مخلفات صناعية أو زراعية أو صرف صحي أو ردم مباني أو حيوانات نافقة بها . ولكن هل هناك أمل في التطبيق على أرض الواقع ؟ نعم هناك أمل ، حين تتوافر الإرادة السياسية والمسائلة الشعبية . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي