يوم أمس، الخامس والعشرون من أبريل، يكون قد مضى على استعادة سيناء من قبضة الاحتلال الإسرائيلى ثلاث وثلاثون سنة، ففى 26 أبريل 1982 تم تحرير سيناء، ثم اكتمل تحريرها باستعادة طابا ورفع العلم المصرى عليها فى 15 مارس 1989. واليوم، عندما يجرى لفظ «سيناء» على الألسن، تقفز إلى الذهن سلسلة من التداعيات، على رأسها أن سيناء تعانى فى هذه اللحظة إرهابا أسود آثما.. وهى معركة فرضت علينا فرضاً، وسوف ننتصر فيها بإذن الله، وبإرادة شعب مصر وجيشها الباسل. ورغم هذه الحرب فإن الذهن يتداعى إليه أيضا سؤال: هل نؤجل تنمية تلك البقعة العزيزة على قلوبنا جميعا إلى أن يتحقق النصر المؤزر أم أنه من الممكن السير فى التنمية والقتال معاً فى خطين متوازيين؟ الحقيقة أننا تباطأنا كثيراً فى موضوع التنمية هذا، وآن الأوان للانطلاق فيه بأسرع ما يكون.. لماذا؟ لأن الأرض الخلاء تكون دائما مطمعاً للذئاب ولكلاب السكك ومطامع النهابين واللصوص.. وبالتالى فليس من الحكمة أبدا ترك سيناء خالية هكذا للأبد! وفى هذا الصدد، يمكن الحديث عن عدة اقتراحات: لماذا مثلاً لا تكون لدينا وزارة جديدة لتنمية سيناء يكون مقرها سيناء نفسها وليس القاهرة؟ ولماذا لانبدأ فورا فى بناء عشرة مصانع، ومائة مدرسة، وعشرة آلاف شقة جديدة فى سيناء للراغبين فى السكن؟ أين محطات الكهرباء والماء النقى والصرف الصحى من سيناء؟ وهنا قد يسأل سائل: وماذا عن اتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سؤال غريب .. وهل تحول اتفاقيات السلام بيننا وبين التعمير والبناء لتحقيق السلام؟ ابدأوا من اليوم فى تنمية سيناء، وساعتها لن يجد الإرهاب المستورد من الخارج أرضا خلاء يسرح فيها ويمرح! لمزيد من مقالات رأى الاهرام