دردشة الشات.. «تهون الصعب على الستات» فعشق النساء للرغى والثرثرة والفضفضة..غريزى يكاد يكون جزءا من تكوين حواء البيولوجي. وفى الكتب والأساطير.. لما حكت شهرزاد أنقذت بنات جنسها من القتل وأنقذت شهريار من كراهيته لنفسه وصنعت الحب بحكايات الغواية وأساطير الهوى وحكت شهرزاد لأنها امرأة تجيد الحكى وتعشق الفضفضة. لكن فى زمن الفيس بوك.. زاد الحكى و«رطرطت» الفضفضة وانتشرت الصفحات النسائية على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل غير مسبوق ولا يمكن إحصاؤه أو متابعته بشكل دقيق. واليكم عينة من هذه الصفحات..«يوميات زوجة مفروسة».. «يوميات زوجة مفروسة قوي».. «زوجة مفروسة».. «تجمع الزوجات الحاقدات على العازبات»..«يوميات زوجة وأم».. و«زوجة مخنوقة» هذا بالاضافة الى الاف المنتديات والمواقع النسائية التى وصل عدد المشتركات على احدها الى 4 ملايين امرأة. لماذا لأن النساء يعشقن الثرثرة والفضفضة..فماذا تفعل زوجة وست بيت طوال النهار غير الدردشة مع الزميلات على الصفحات.. وماذا تفعل وزوجها يعود منهكا لا يطيق نفسه؟ ولا يريد سماع صوت من حوله؟.. ومسالة خروجها من البيت "بالعيال" مأساة فى حد ذاتها؟.. اذن فهى الدردشة.. ولاشى ء سواها. وعن الوقت المستقطع الذى تمنحه المرأة لنفسهاعلى هذه الصفحات تتبادل وغيرها من السيدات مشاكلن ليحكين عن تفاصيل.. التفاصيل عن أزواجهن وأولادهن وحمواتهن وجيرانهن، تقول الدراسات النفسية: أن مواقع الدردشة أخرجت النساء وربات البيوت من الجو الروتينى للمنزل والأبناء والمسئولية.. فوجدن ما يتحدثن فيه وسط تجمعات ضخمة من السيدات لهن نفس المشاكل ولديهن نفس المعاناة من أول مشاكل البيت .. وإنتهاء بالعلاقة المتوترة مع الزوج. أغلب الدراسات اعتبرت "الفضفضة" وصفحات الشات "تهون الصعب على الستات" على طريقة: "اللى تشوف بلاوى غيرها.. تهون عليها بلوتها".. وأهو "همى أهون من هم غيرى ". والبعض يرى أن مواقع التواصل امتصت " هواية اللت والعجن الحريمى " وقننتها ، ووضعتها فى مكان واحد بجدول زمنى أحيانا، فالمرأة تحب أن تخصص مساحة يومية لل"فضفضة" لأنها تعتبرها مجالاً جيداً للتنفيس عن ما يدور بداخلها من صراعات زوجية كانت أو حياتية، بعكس الرجل الذى لا يجيد هذا السلوك على الإطلاق.. فحسب الدراسات تتفوق النساء على ارتياد غرف الدردشة، وتكوين صداقات من خلالها، بنسبة تتخطى ال 53 % مقارنة بالرجال. اللى تشوف بلاوى الناس.. تهون عليها بلاويها رحاب.. مؤسسة صفحة من صفحات الزوجات "المخنوقات والمفروسات والزهقانات" زاد عدد مشتركيها عن 3 ملايين معجب أغلبهن من النساء وهى نفسها واحدة من رواد تلك الصفحات، الى أن قررت ان تنشئ صفحتها الخاصة، وهى تعتقد أن هذه الصفحات تقوم بدور مهم جدا فى امتصاص وقت الفراغ لدى السيدات وتساعدهن على الخروج من دوامة الملل واهمال الازواج ومشاهدة برامج التلفزيون المملة وحتى تبادل المشاكل فيما بينهن والاستماع الى وجهات النظر المختلفة يعطيهن ابعادا مختلفة يجعلهن أكثر قدرة على اتخاذ القرار، كما أن النصائح هنا تكون من أصحاب تجارب وليس مجرد كلام نظرى والسيدات يتبادلن كل التجارب من مقادير الكيكة المضبوطة وحتى تربية الاطفال ووعكاتهن الصحية والمشاكل بين الأزواج, المنطق السابق قد يكون له وجاهته..خاصة وأن عدد كبير من السيدات يعانين من ملل "القعدة فى البيت" والشات يصنع للمرأة عالماً افتراضياً تجد فيه من تتجاذب معه أطراف الحديث..لكن ووفقا لمبدأ "اللى يشوف بلاوى الناس" فاذا كانت زوجة تعانى من أن زوجها يسئ اليها بالكلمات ووجدت من تشتكى أن زوجها يضربها فالأكيد أن عليها أن «تبوس ايدها وش وظهر» وتحمد ربنا على النعمة اللى هى فيها"..وقد يدفعها ذلك الى قبول الاهانة والسكوت عليها. وكما يقول د. عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر اذا كان الهدف هو الفضفضة فلابأس.. لكن المشكلة تظهر عندما تعطى السيدات لبعضهن البعض آراء خاطئة فى قضايا تحتاج الى متخصصين وعندما يصل الأمر الى الادمان، فتنسى المرأة نفسها وحياتها من أجل متابعة الفيس بوك ومواقع الدردشة فالأكيد وقتها سيصبح لديها مشكلة، فقد لاحظت دراسات نفسية أن التواصل المستمر مع غرف الدردشة تتحول الى ادمان لدى النساء‘ بشكل يجعل الاقلاع عن تلك الصفحات أو الدخول عليها مرة واحدة فى اليوم أمر فيه كثير من الصعوبة . كما أن اعراض الاكتئاب الشديدة ظهرت على الكثيرات ممن يقمن بحل مشاكل الاخريات على صفحات التواصل، وقد انتقلت اليهن بالفعل واصابتهن بالمزيد من الهموم الاضافية على ما يشعرن به من متاعب وتطور الامر الى انهن انشغلن بماذا سوف يكتبن من ردود‘ وماذا سيفعلن عندما يدخلن غرفة الدردشة المرة القادمة. والأكيد أنه مهما زادت عدد صفحات ومنتديات الدردشة الحريمي‘ فهى ليست أكثر من تسلية وهروب من الواقع وتفتقر إلى المصداقية والحميمية وماهى الاجلسات نميمة حريمى أو جلسات للفضفضة .