أشرف صادق: كان قداسة البابا شنوده الثالث ضابطا من ضباط الاحتياط في سلاح المشاة سنة1947 م, وقد تعلم من العسكرية المصرية قيما كثيرة منها النظام والانضباط والصلابة, وعندما سألوا البابا شنوده: هل كنت جنديا في يوم من الأيام؟ فأجاب قداسته وهو يبتسم, نعم كنت جنديا, ولا أزال جنديا في جيش الأمة والوطن العربي الكبير. وحينما أصبح أسقفا للتعليم والمعاهد الدينية كانت تعاليمه الروحية والعقائدية تمتزج بالوطنية وحب الوطن وبعد اعتلاء البابا شنودة كرسي البطريركية في14 نوفمبر1971 بأيام قليلة, وفي5 ديسمبر من العام نفسه ألقي محاضرة في نقابة الصحفيين موضوعها المسيحية وإسرائيل طبعتها النقابة في كتاب, وفيها فند مزاعم الصهيونية والإسرائيلية, وقال: إن فكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة ولغرض معين وانتهت, وإن إسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار, وأن اليهود جاءوا إلي فلسطين بوعد من بلفور, وليس بوعد من الله. وعندما نشبت حرب السادس من أكتوبر عام1973 قام البابا شنودة بزيارة العديد من الجرحي في المستشفيات يوم22 أكتوبر1973 كما قام بزيارة الجبهة يوم24 مارس1974 وذلك بعد انتهاء العمليات العسكرية. كما شارك في الجلسة التاريخية لتكريم أبطال حرب أكتوبر بمجلس الشعب يوم17 اكتوبر1973 بحضور الرئيس الراحل أنور السادات. ومن التعبيرات الوطنية الرائعة لقداسة البابا شنودة عن حرب أكتوبر قوله: كان هناك الجيش الثاني والجيش الثالث يحاربان أحدهما يقوده أحمد بدوي المسلم والأخر يقوده فؤاد عزيز غالي المسيحي, ويرفرف عليهما علم مصر. وبعد توقيع معاهدة السلام بدافع وطني وقومي وبإدراك عميق للمسئولية الوطنية لم يصرح البابا للأقباط بزيارة الأماكن المقدسة في القدسوفلسطين وقال لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدي إخوتنا المسلمين ولن ندخل القدس وهي محتلة, ولانطبع العلاقات مع إسرائيل في ظل الاحتلال.