أعلن على حيدر وزير المصالحة الوطنية السورى أمس، أن الوضع الراهن فى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى جنوبدمشق يستدعى "حلا عسكريا" فرضه على الحكومة دخول المسلحين إلى المخيم. وقال حيدر بعد اجتماعه مع عضو اللجنة المركزية فى منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلانى فى دمشق "الأولوية الآن لإخراج ودحر المسلحين والإرهابيين من المخيم، وفى المعطيات الحالية لا بد من حل عسكرى، ليست الدولة هى من تختاره ولكن من دخل المخيم وكسر كل ما قد توصلنا إليه". وكان تنظيم "داعش" قد شن هجوما على مخيم اليرموك من حى الحجر الأسود المجاور وتمكن من السيطرة على أجزاء واسعة، إثر خوضه اشتباكات عنيفة مع مسلحين فلسطينيين ينتمى معظمهم إلى حركة حماس الفلسطينية. وأثار الهجوم مخاوف المسئولين الفلسطينيين الذين يطالبون ب"تحييد المخيم". وعقد ممثلو 14فصيلا فلسطينيا اجتماعا أمس فى دمشق فى حضور مجدلانى الذى وصل إلى دمشق قبل يومين للبحث مع المسئولين السوريين فى سبل وقف الاقتتال وحماية المدنيين. وقال حيدر إن "العمل العسكرى بدأ بكل الأحوال وهناك إنجازات للجيش والقوى التى تقاتل معه". يأتى ذلك فى وقت، أفادت آخر التقارير الإخبارية الواردة من دمشق بتصاعد مشاعر القلق إزاء مصير المدنيين المحاصرين بسبب القتال الدائر فى المخيم. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن بعض المناطق داخل المخيم تحولت إلى ساحة للمواجهات بين قوات النظام السورى وتنظيم داعش، وخلت الطرقات تماما من المارة، فيما انتشر القناصة فى كل مكان. وذكر التقرير "أن عمليات الإجلاء تواصلت على نطاق واسع إلى مناطق أخرى آمنة، حيث فر قرابة ألفى نزيل بمخيم اليرموك فى غضون خمسة أيام"، وأشارت إلى أن "الفصائل التى تخوض مواجهات ضد عناصر "داعش" تحاول إجلاء بقية سكان المخيم البالغ عددهم 30 ألف شخص من الفلسطينيين والسوريين، والذين مازالوا محاصرين داخل المخيم . لكن المشكلة أن القناصة يسيطرون على مخارجه الرئيسية".