منذ حوالى 15 عاماً احتلت تجربة اللواء عادل لبيب والطفرة التى أحدثها فى محافظة قنا مكان الصدارة بوسائل الإعلام حينما تحولت على يديه محافظة نائية ظلت لسنوات طويلة فريسة للجهل والمرض والفقر ، الى قطعة من الجنة.. ثم ترك عادل لبيب قنا وانطفأت من بعده الشمعة التى أضاءها فى ظلام "الصعيد الجوانى" ولم نعد نسمع أو نرى نموذجاً مشابهاً لتلك " المعجزة" فى أى محافظة أخرى. ولكن ما أن زرت محافظة بنى سويف منذ بضعة أيام حتى تأكدت أن التاريخ يعيد نفسه وأننا بالفعل أمام تجربة أخرى فريدة من نوعها يخوضها محافظ شاب لم يتجاوز عمره 38 عاماً هو المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف الذى أتت به القيادة السياسية من مؤسسة "القضاء" ليتولى منصباً مهماً لم يكن يصل إليه من قبل إلا من هم على مشارف الستين عاماً أو يزيد. المستشار محمد سليم وعلى الرغم من أنه ورث تركة مثقلة بالمشكلات المزمنة بسبب فساد المحليات الذى يذكم الأنوف برائحته الكريهة ،إلا أنه يعمل 24 ساعة فى اليوم ، كما أنه ترك الاستراحة الفاخرة المجهزة على مساحة تصل الى 6 أفدنة وتطل على أجمل بقعة بالنيل ليقيم داخل غرفة ملحقة بمكتبه حتى يتمكن من تقليص الوقت المهدر فى الذهاب الى الإستراحة والعودة منها صباحاً ، وذلك لقناعته الشخصية بأن الوقت هو عدوه اللدود خاصة وهو يسابق الزمن من أجل تقديم خدمات حقيقية يلمسها الجميع على أرض الواقع. أعتقد أن المحافظ الذى يذهب الى مكتبه قبل معاونيه ويقوم بجولاته فى الشوارع منذ الثامنة صباحاً ليتعرف بنفسه على مشاكل المواطنين جدير بأن يقف الإعلام "الشريف" الى جواره، وأن تسانده كافة مؤسسات الدولة خاصة وأنه ينحت فى الصخر من أجل الحفاظ على هيبة الدولة والارتقاء بمستوى البسطاء. لمزيد من مقالات أشرف مفيد