حينما شرع المخرج عاطف سالم فى اخراج فيلم ( يوم من عمرى ) لم يكن لديه مشكلة فى تسكين الممثلين فى ادوارهم , فالعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ هو البطل , و قطعة الشيكولاتة الناعمة زبيدة ثروت هى البطلة , و رئيس جمهورية الظرفاء عبدالسلام النابلسى هو رمانة الميزان , حيث اضاف بخفة ظله المعهودة بعدا انسانيا عميقا لا يمكن اغفاله . المفاجاة هى ان دور رئيس التحرير الذى كان يعمل لديه بطلى الفيلم كان مرشحا له الفنان الكبير حسين رياض و الذى قبل الدور حينما رشحه عاطف سالم , و لكن بشرط واحد , هو ان يرى بنفسه رئيس تحرير على الطبيعة حيث انه لم يقدم هذة الشخصية من قبل , و بالفعل تم تدبير موعد لزيارة الاستاذ على امين – رئيس تحرير دار اخبار اليوم وقتها – فى مكتبه بالجريدة و اقتصر اللقاء بين على امين و حسين رياض و عاطف سالم دون الافصاح عن السبب الرئيسى للزيارة حتى يستطيع حسين رياض ان يرصد تصرفات رئيس التحرير على الطبيعة . الطريف فى الامر ان الاستاذ مصطفى امين – الشقيق التوأم لعلى امين و شريكه فى رئاسة الدار الصحفية كان على علم من خلال مصادره بالهدف من الزياة , فطلب من احد المحررين ان يدخل على شقيقه على و يبلغه بضياع الصور الخاصة بالصفحة الاولى - و هو امر جلل بالنسبة لاى رئيس تحرير – و بالفعل نفذ المحرر المطلوب منه , فهاج على امين و ظل يشخط و يخبط على المكتب بيديه متوعدا الجميع بالويل , كل هذا و حسين رياض يتابع ما يحدث بدقة حتى انتهى الموقف , فنهض حسين رياض واقفا و و جه كلامه لعاطف سالم قائلا : - الدور ده مش بتاعى , الدور ده يعمله المليجى .
و بالفعل تم اسناد الدور لمحمود المليجى الذى اداه ببراعة , و من المفارقات المضحكة انه تم تصوير مشهد رئيس التحرير فى مكتب الاستاذ على امبن فعلا , و قد تمت اعادة تصوير هذا المشهد لاكثر من عشر مرات و السبب كان العندليب الاسمر الذى لم يستطع ان يتمالك نفسه من الضحك على اداء المليجى و النابلسى لدرجة انه طلب من المخرج ان يخرجه من المشهد و يكتفى بزميليه فقط , و لكن عاطف سالم رفض بحجة ان وجود حليم فى المشهد اساسى , و خرج المشهد بضحكات عبدالحليم الحقيقية . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا