محمد حسنين هيكل هو ضيف مجلة «السياسة الدولية» فى عددها الذى يصدر بعد غد(الأربعاء) أول ابريل بمناسبة مرور 50عاما على تأسيسها وهو يقدم فى هذا العدد التاريخى ما يمكن اعتباره ملامح أساسية لخريطة طريق للسياسة الخارجية المصرية من خلال الحوار الذى أجرته معه هيئة تحرير المجلة. وهذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها هيكل عبر «السياسة الدولية» منذ إصدار المجلة قبل نصف قرن. كان هيكل هو المؤسس الحقيقى لمجلة «السياسة الدولية»، بمقدار ما كان د. بطرس بطرس غالى هو مؤسسها الفعلى. فكر هيكل عام 1965 فيما لم يكن ممكناً التفكير فيه حينئذ وهو إصدار مطبوعات متخصصة فى القضايا السياسية والاقتصادية. لم يكن العالم العربى كله يعرف هذا النوع من المطبوعات، عندما فكر هيكل فى إصدار مجلة «السياسة الدولية» الفصلية، ومجلة «الأهرام الاقتصادى» الأسبوعية. ويتحدث هيكل فى حواره الطويل والعميق عن ظروف تأسيس مجلة «السياسة الدولية»، وعلاقة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى كان قريباً جداً منه بالصحافة. ويُعد ما قاله فى هذا المجال توثيقاً تاريخياً غير مسبوق، وليس مجرد ذكريات من وحى المناسبة. غير أن محور هذا الحوار تركز على التطورات العربية والإقليمية والدولية الراهنة وموقع مصر فيها، حيث يطرح هيكل رؤيته المتجددة دائماً. فهو يتحدث عن الصراعات الضارية التى تمزَّق المنطقة، وعلاقتها بالتفاعلات المرتبطة بإعادة توزيع القورة فى العالم، وما يمكن أن تكون عليه الأوضاع فى الفترة القادمة. ويتوقع أن يطول أمد الاضطراب فى البلاد العربية التى تمزَّقها الصراعات الآن، و يحدد الآثار السلبية المترتبة على ذلك بالنسبة إلى مصر ودورها سواء الإقليمى أو الدولى. كما يشرح كيف أصبحت المنطقة العربية ساحة لأعنف صراع فى تاريخها الحديث، ولماذا خرجت قضاياها من أيدى أصحابها، وما سيترتب على ذلك من نتائج، وما يمكن لمصر أن تفعله والخيارات الصعبة التى تواجهها. ويلخَّص صعوبة هذه الخيارات فى عبارة بالغة الدلالة يصعب فهمها بدون قراءة الحوار فى مجمله، وهى أن موقع مصر يفرض عليها إما أن تقوم بدور فى منطقتها أو أن يتدخل آخرون فى شئونها لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد