قرر الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، استمرار توقف الأعمال مؤقتًا في مشروع تطوير حديقة الميريلاند لحين مراجعة مدى اتفاق أعمال قطع الأشجار وتهذيبها مع قوانين وزارة البيئة ومتطلباتها، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده المحافظ مع الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، وكل من ممثلي شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، والشركة الاستثمارية القائمة على تنفيذ المشروع وممثلو عن سكان حي مصر الجديدة.سبق هذا اجتماع قمت بحضوره الخميس الماضي مع بعض أهالي منطقة مصر الجديدة في دار المناسبات الخاصة بمسجد الخلفاء الراشدين لمناقشة ما أل إلية الوضع في حديقة الميريلاند, والتي تسبب اقتلاع أشجارها النادرة التي يصل عمرها الي أكثر من 80 عاما, في حالة من الغضب وأجواء مشحونة وسط حضور رئيس الحي ونائب محافظ القاهرة وممثلي شركة مصر الجديدة وأيضا الشركة الاستثمارية القائمة علي تطوير الحديقة. الأهالي رفضوا ان يستمعوا لكل شيء يخص مشروع جراج روكسى متعدد الطوابق الذي يقام تحت سطح الأرض وأصروا علي التركيز علي قضية الميريلاند. فالحديقة تقع علي مساحة 50 فدانا وعمرها من عمر حي مصر الجديدة, والكل له ذكريات فيها, بالإضافة الي أنها بمثابة رئة لمنطقة مصر الجديدة ككل. لا أحد ينكر أنها أصبحت حديقة مهملة خلال السنوات الماضية, ولكن الكل أجمع علي أنه كان يجب وضع يافطة على المشروع لتحديد ما يتم عمله مع رقم ترخيص البناء واسم الشركة التي تقوم بالتطوير. موْكدين ان شركة مصر الجديدة لن تتوقف أبدا عن محاوله بيع أو تأجير كل شبر في مصر الجديدة و تحويله الي سيوله ماليه تضاف الي رصيد و حساب الشركة. من جانبه أشار اللواء هشام خشبة، رئيس حي مصر الجديدة، إلى أن الحديقة ملكية خاصة لشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، والتي أجرتها لأحد المستثمرين، الذي بدأ في تطويرها ليستفيد منها، طبقا للرخصة الصادرة له والتي تسمح بإقامة مبنى وجراج تحت المبنى. أما بالنسبة للشركة القائمة بالأعمال فقد أوضحت أنها قد قامت بأعمال تطوير مبني الكازينو القديم و تقوم بإنشاء جراجين تحت الأرض, منهما جراح تحت مبني الكازينو و يسع 271 سيارة و الأخر مطل علي شارع خفاجه و يسع 120 سيارة مما يتطلب نقل الأشجار المعترضة تنفيذه و لذلك تم نقل حوالي 25 شجرة الي مكان أخر داخل الحديقة وهذا يتطلب تقليم و تهذيب الأشجار قبل النقل. من ناحية أخري أوضح المهندس الاستشاري محمد فوزي, وهو احد سكان مصر الجديدة ان حديقة الميريلاند تعتبر من أهم معالم مصر الجديدة, ولها خرائط معتمدة وموجودة بالإدارة العامة للتخطيط العمراني, كما أنها تعتبر متنزها للطبقة المتوسطة الذين لا يستطيعون الاشتراك في النوادي الكبرى. وأضاف, ان ما يحدث لم يكن نقلا للأشجار وإنما مجزرة في حين أن الحديقة تعتبر ملكية عامة وليست ملك لشركة سواء كانت قطاع عام أو خاص, ولذا يجب الحفاظ عليها وإيقاف تلك المهزلة وإلا سنلجأ جميعا لرفع دعوي مستعجلة بالقضاء الإداري. كما أكد عمرو عزت, احد سكان منطقة مصر الجديدة أيضا ضرورة التركيز في الفترة القادمة علي عدة نقاط أساسية لعل أهمها: ان الميريلاند هي رئة مصر الجديدة و قطع الأشجار غير مقبول, وبالتالي يجب تكليف مكتب هندسي متخصص في اللاندسكيب بإعادة تنسيق المكان وإعادة الأشجار لحين الانتهاء من أعمال التطوير مع مراعاة التناسق والألوان. في حين أصر عدد كبير من القائمين علي صفحة «مصر الجديدة» و»أهل مصر الجديدة» علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك علي نزع ملكية حديقة المريلاند للمنفعة العامة من شركة مصر الجديدة للإسكان و التعمير و نقل تبعيتها لوزارة السياحة مع الابقاء على طابعها التراثي كما هو و عدم أقامه أيه أنشأءات جديدة عليها أو هدم أية مباني مقامة عليها و عدم التعرض لأشجار الحديقة أو المساحات الخضراء بها. و تكليف شركه مصر الجديدة بإعاده الوضع على ما كان عليه بما فيه شراء أشجار معمرة لا يقل عمرها عن 20 سنة و زرعها محل ألأشجار التي تم ذبحها مع تحملها التكلفة كاملة.