فى خطوة جديدة لنشر الوسطية والاعتدال، ومواجهة الدخيلات على الدعوة، قررت وزارة الأوقاف فتح الباب أمام الأزهريات الراغبات فى العمل بالدعوة فى المساجد، وذلك فى محاولة لمنع غير المتخصصات من القيام بهذه المهمة بعد تسللهن الى مصليات النساء مما كان له الكثير من الآثار السلبية على ساحة الدعوة النسائية والتى كان من أبرزها نشر الفكر المتشدد بين النساء. وأوضح الشيخ محمد عبد الرازق, وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، أن الوزارة فتحت الباب للراغبات فى العمل بالدعوة النسائية بالمساجد، وقد تقدم عدد كبير، ومن تنطبق عليهن الشروط نحو 450 من المتقدمات، وبالنسبة للشروط التى حددتها الوزارة لمن تتقدم، أوضح عبد الرازق أن الشروط تتمثل فى الحصول على مؤهل أزهري، واجتياز المقابلة التى ستعقد من جانب الوزارة، للتعرف على أفكار المتقدمات للعمل، لأن الوزارة لابد أن تتأكد من الالتزام بالوسطية والخطة الدعوية. وأكد أن هذا العمل سيكون دون أجر لوجه الله ولخدمة الدعوة، وقد قامت الوزارة بتوجيه المديريات الإقليمية فى المحافظات لمقابلة من تنطبق عليهن الشروط، والاطلاع على أصول الأوراق وخصوصا المؤهل الدراسي، وسوف تعقد مقابلات مع المتقدمات للتعرف على أفكارهن، والتأكد من الالتزام بالوسطية ومنهج الوزارة فى الدعوة، وسيقوم مدير الدعوة فى كل مديرية بعقد لقاء مع المتقدمات، وذلك لبيان منهج الوزارة فى الدعوة، والبعد عن أى أفكار تخالف خطة الوزارة الدعوية. وعن طبيعة العمل بالنسبة للمرشدات الدينيات، أشار رئيس القطاع الدينى بالوزارة، إلى أن مهمة المرشدات فى المساجد إلقاء الدروس الدينية للسيدات، وتحفيظ القرآن الكريم، والمشاركة فى محو الأمية أو فصول التقوية، وبشكل عام سوف تشارك المرشدات الدينيات الأزهريات فى جميع الأنشطة التى توجد فى المسجد، بهدف توعية السيدات ونشر الثقافة الدينية الوسطية، وستكون هناك متابعة مستمرة من جانب الوزارة، لهذا العمل داخل المساجد، للتأكد من الالتزام بالضوابط الخاصة بالدعوة. من جانبه قال الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، إن الوزارة تهتم بالمرشدات الدينيات بالمساجد، وذلك بهدف نشر التوعية والثقافة الدينية بين السيدات فى المساجد، مؤكدا أن المرأة هى الأجدر على القيام بمهمة الدعوة النسائية، لأنها أكثر دراية من الرجل بمتطلبات المرأة، ولذلك فقد حرصت الوزارة على أن تكون هناك مرشدات دينيات فى المساجد، موضحا أن مديرية أوقاف القاهرة بها نحو 200 مرشدة دينية، وبعض المرشدات على درجات مالية والبعض الآخر متطوعات. وأوضح طايع أن المرشدات يقمن بدور كبير فى التوعية داخل المساجد، وهناك تفتيش مستمر من جانب مفتشى الأوقاف على عمل المرشدات، وذلك للتأكد من الالتزام بالخطة الدعوية للوزارة، ودور المرشدات يتمثل فى القيام بالتوعية والدروس الدينية وتحفيظ القرآن، لكنها لا تؤم المصلين ولا تخطب الجمعة، مشيرا إلى أن المرشدات الدينيات فى المساجد يعملن تحت إشراف إمام المسجد المعين، وأى خروج عن الخطة الدعوية يتم اتخاذ إجراءات فورية، ويتم إلغاء تصريح العمل. وقال الشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف، إن هذه الخطوة مهمة للغاية لنشر الثقافة الإسلامية بين السيدات فى المساجد، والوزارة تحرص على القيام بهذه المهمة من خلال الأزهريات، وهناك شروط واضحة تم وضعها، بهدف أن يكون هناك التزام بالخطة الدعوية، مؤكدا أن المساجد تشهد الكثير من الاهتمام من جانب الوزارة، وذلك حتى تمارس دورها التنويرى فى نشر الثقافة الوسطية، وكان لابد أن تكون هناك مرشدات دينيات أزهريات للقيام بهذه المهمة بين السيدات فى المساجد. وأضاف: أن للمرشدات الدينيات دورا كبيرا وخصوصا فى رمضان، ونظرا لأن المساجد فى رمضان تشهد إقبالا كبيرا من السيدات، وهناك الكثير من التساؤلات التى تطرح من جانب النساء، ولذلك كان من الأفضل أن تقوم بهذه المهمة الأزهريات، كما أن رمضان يشهد الكثير من الدروس والندوات بجانب صلاة التراويح، وبالتالى يأتى أهمية وجود الأزهريات بين السيدات فى المساجد. علماء الدين من جانبهم رحبوا بهذه الفكرة، وطالبوا الأوقاف بضرورة عمل دورات تدريبية، لتأهيل المرشدات وتدريبهن على العمل الدعوي، وضرورة الالتزام بالوسطية والاعتدال. وقالت الدكتورة آمنه نصير الأستاذ بجامعة الأزهر، إن هذه الفكرة جيدة، لكن لابد أن تكون هناك شروط لاختيار الأزهريات للعمل فى الدعوة النسائية بالمساجد، لأن الدعوة تحتاج إلى تأهيل ودراسة، والفكرة بشكل عام مقصدها سليم وجيد، وذلك أن تجد المرأة فى المساجد من تستفتيها وتعظها، لكن الأهم من كل ذلك حسن اختيار من يقوم بهذه المهمة، والدعوة ليست مسألة سهلة، وأى قضية تحتاج موسوعية فى المعرفة وقراءة مستجدة وتأهيلا جيدا، وذلك حتى تكون هناك قدرة على تلقى الأسئلة والإجابة عنها، وهناك سمات شخصية أيضا، فليس كل فتاة تصلح أن تكون داعية، وهذا يتطلب قوة الشخصية والمعرفة وتنوع العلم، فكل ذلك يحتاجه الدعاة، وبجانب ذلك فقبل أن تبدأ الداعيات فى النزول إلى المساجد، لابد أن تكون هناك دورات تدريبية على يد كبار العلماء، لتأهيل الفتيات على العمل الدعوي، ولو نجحت هذه التجربة سيكون لها مردود جيد فى تثقيف السيدات ونشر الثقافة الإسلامية.