أوضاع متردية .. مليشيات مسلحة .. قتل وحرق للأبرياء.. اجتماعات هنا وهناك لحل الأزمات .. وغير ذلك من المشاهد المأساوية التي تشهدها بلدان المنطقة العربية خاصة اليمن وليبيا. فاليمن السعيد لم يعد سعيدا، وأصبح على حافة الهاوية، بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية، والسيطرة على العاصمة صنعاء، وامتلاكهم زمام الأمور، وفرض إرادتهم بقوة السلاح، مدعومين من بعض الدول التي لها مصالح في هذا البلد، بغرض محاولة لزعزعة الأوضاع على الساحة اليمنية. وهذا الوضع المتردي في ليبيا يطرح عددا من التساؤلات .. كيف تكونت هذه التنظيمات التي بلغ عددها مئات؟ .. ومن الذي يدعم هذه التنظيمات؟ .. وهل هناك تواصل بيهم وبين التنظيمات المسلحة في سورياوالعراق؟ .. وكيف تحارب الحكومة الليبية المعترف بها التنظيمات المسلحة دون رفع الحظر المفروض عليها لشراء الأسلحة؟ .. ولماذا لا يتم تمديد عمل التحالف الدولي بليبيا؟. وفي ليبيا لا يختلف الوضع كثيرا، حيث الانقسامات والمليشيات المسلحة، التي أبرزها "داعش" تنتشر في عدد من المدن الليبية خاصة طرابلس وسرت ودرنة لبث الفوضى والرعب، لتتحول ليبيا إلى بيئة حاضنة للجماعات المتشددة التي ينتمي أغلبها إلى تنظيم القاعدة وتساندهم بعض الدول ماليا وسياسيا. إزدواجية المعايير والقرارات التي يتخذها مجلس الأمن الدولي والدول الكبرى تثير القلق والشك والريبة لدى دول المنطقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الولاياتالمتحدةالأمريكية تشكل تحالفا دوليا للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في العراقوسوريا، وتعترض إصدار قرار من مجلس الأمن بالتدخل في ليبيا وتريد إدخال التنظيمات في الحل السياسي. ويبدو بما لا يدع مجالا للشك أن هناك دولا عربية وغربية تريد زعزعة الأوضاع في اليمن، حيث الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وليبيا حيث الحدود الغربية لمصر، في محاولات من هذه الدولة لفرض أمر واقع على مصر والمملكة وجعل كل منهما ينعكف على مشاكلة، لاتمام المخططات المرسوم والمعدة سلفا لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات، وكذلك محاولة للضغط على مصر بالتحديد من خلال سيطرة قوي يمنية بعينها على مضيق باب المندب، الأمر الذي يؤثر بالسلب على مشروع قناة السويس. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر