فى الوقت الذى يواصل فيه الانفصاليون فى أوكرانيا انتهاك اتفاق مينسك، شارك مئات الآلاف فى مظاهرات حاشدة اجتاحت شوارع وميادين موسكو وكبريات المدن الروسية احتجاجا على ما وصفته بالثورات «الملونة» ومنددة بتدخل الغرب فى شئونهم . وتزامنت هذه المسيرات الحاشدة مع الذكرى الأولى للإطاحة بالرئيس الأوكرانى السابق فيكتور يانوكوفيتش. وحمل المتظاهرون شعارات تقول «يسقط الطابور الخامس»، و»لا مكان للميدان فى روسيا» ، و»لن ننسى ولن نغفر»، فى إشارة إلى إدانة واستحالة تكرار «الثورات الملونة» التى سبق ووقفت وراءها الولاياتالمتحدة فى عدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق وفى مقدمتها جورجيا و أوكرانيا. وتأتى المظاهرات عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس الأول، وأكد فيها أن باستطاعة روسيا الرد بطريقة مناسبة على كل ضغط خارجى. ووصف أى احتمال لتحقيق تفوق عسكرى على روسيا بأنه مجرد وهم. وأوضح بوتين فى كلمة ألقاها فى حفل بمناسبة عيد حماة الوطن ونقله موقع «روسيا اليوم»: «أن كل من يفكر فى إمكانية تحقيق تفوق عسكرى على روسيا أو ممارسة أى ضغط عليها واهم.. نحن دائما سنجد ردا مناسبا لمغامرات كهذه». و أكد أن الجيش الروسى يتطور باستمرار لتلبية المتطلبات العصرية، مشددا على نجاح روسيا فى تنفيذ برنامج واسع النطاق لتطوير أسلحة القوات البرية والبحرية، بما فى ذلك تطوير نظام الدفاع الجوى الفضائى والقوات النووية. يأتى ذلك فى وقت حذرت فيه الولاياتالمتحدةروسيا، من أن دعمها المتواصل للانفصاليين فى أوكرانيا على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار يمثل تهديدا مباشرا «للنظام العالمى الحديث» وقد يؤدى إلى تداعيات أخرى. وحذرت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، من أن الدعم الروسى للانفصاليين يهدد بتقويض الدبلوماسية الدولية والمؤسسات متعددة الأطراف، وطالبت روسيا باحترام التزاماتها على الفور، معترفة بالقلق الأمريكى إزاء الهجمات الجديدة قرب ماريوبول. ويعد هذا أقوى تحذير من الولاياتالمتحدةلروسيا منذ انتهاك الهدنة التى توسطت فيها أوروبا الأسبوع الماضى، وبعد دعوات من الكونجرس الأمريكى لفرض عقوبات جديدة على موسكو وتقديم أسلحة إلى كييف. فى غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس إلى العاصمة البريطانية لندن لإجراء محادثات مع نظيره البريطانى فيليب هاموند حول الأزمة الأوكرانية، وبحث إمكانية فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا فى حالة استمرار العنف فى شرق أوكرانيا. من جانبها، اتهمت كييف، موسكو أمس الأول بإرسال المزيد من الدبابات والقوات إلى أوكرانيا، وقالت إنها تتحرك صوب بلدة نوفوازوفسك التى يسيطر عليها الانفصاليون، والتى تبعد 40 كيلومترا من الشرق من مدينة ماريوبول الساحلية فيما قد تكون جبهة القتال المقبلة. وأكد أندريه ليسينكو المتحدث العسكرى الأوكرانى، أن أكثر من 20 دبابة وعشرة أنظمة صاروخية و سيارات محملة بالانفصاليين المواليين لروسيا عبرت الحدود ودخلت أوكرانيا. وأضاف أن الانفصاليين شنوا 49 هجوما فى الساعات الأربع والعشرين الماضية. وهو ما يثبت أنهم مازالوا يتجاهلون الهدنة على الرغم من تحقيق هدفهم الرئيسى هذا الأسبوع حين سيطروا على ديبالتسيف.