أدى التطور الذى شهدته العلاقات الدولية إلى قيام المجتمع الدولى بعقد المؤتمرات الدولية بطريقة منتظمة، وقد انعكس ذلك فى قيام الأممالمتحدة بعقد الكثير من المؤتمرات الدولية التى استهدفت محاولة التوصل إلى حلول للمشاكل والمنازعات الدولية. وبعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك فروق بين المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وذلك وفقاً للموضوع المراد مناقشته، الذى من أجله عقد المؤتمر أو الاجتماع الدولي، فالمؤتمرات يكون هدفها مناقشة ومعالجة أمور سياسية أما الاجتماعات الدولية فأهدافها تكون متخصصة فى مجالات محددة سياسية أو اقتصادية أو تنموية أو ثقافية أو قانونية، وفى أيامنا هذه، أصبح لفظا المؤتمرا يطلق على كل هذه التجمعات أيا كان موضوعها. تبدأ إجراءات عقد المؤتمرات عند مبادرة إحدى الدول للتفاهم فى وضع حلول لمشكلة أو مشاكل محددة حول إحدى أو عدة قضايا، وحسب العرف الدولى تجرى المشاورات أولاً قبل توجيه الدعوة لعقد المؤتمرات لمعرفة رأى الدول المدعوة حول موضوعات المؤتمر، ولكل دولة كامل الحرية فى الاشتراك بالمؤتمرات لكونها تملك السيادة. ويتم اتخاذ خطوات للتحضير للمؤتمر مسبقاً بوضع جدول أعمال وتحديد مكان الاجتماع وموعد ولغة المؤتمر ووضع الحلول المقترحة.. ويتم إرسال الدعوات للمؤتمر من خلال المذكرات الرسمية أو الدعوات بالطرق الدبلوماسية بواسطة السفراء والمندوبين الدائمين، وفى بعض الأحيان ترسل بواسطة مبعوثين شخصيين (لو كان المؤتمر على مستوى القمة).. وتقوم الدول صاحبة مقترح المؤتمر بالتحضير للمؤتمر والإعداد له وإرسال بعض الأسئلة إلى الدول الأخرى لتقريب وجهات النظر، وبعدها تضع جدول الأعمال.. وقد يسبق العديد من مؤتمرات القمة اجتماعات عمل مصغرة على مستوى كبار المسئولين أو على المستوى الوزاري. وبالنسبة للمؤتمرات التى تعقد سنويا أو بصورة منتظمة، فيكون لها أمانة عامة أو سكرتارية تتولى هذه الجوانب الإجرائية، والأمر نفسه بالنسبة للمؤتمرات التى تعقد فى إطار المنظمات الدولية والإقليمية، حيث تتولى الأمانة العامة للمنظمة القيام بكل ذلك. وينتهى المؤتمر عادة بصدور بيان ختامي، أو إعلان، وأحيانا يصدر عنه برتوكول أو معاهدة للتوقيع عليها من الدول المشاركة. والبيان الختامى هو البيان الذى يختتم به المؤتمر أعماله ويتضمن كل ما جرى فى المؤتمر ويمكن أيضاً أن يتضمن اتفاقا أو بروتوكولا مفتوحا للتوقيع عليه من قبل الدول وليس له قوة الزامية إلا للدول التى توقع عليه . أما الإعلان، فهو مصطلح دبلوماسى يتم إطلاقه على الاتفاقات التى تدور حول موضوعات سياسية وقانونية مشتركة.. ويتضمن التعبير باتفاق وجهة نظر ممثلى مجموعة من الحكومات إزاء قضية مشتركة. وعادة ما تعقد لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر بغية التشاور والتنسيق فى المواقف بين مسئولى دولتين، وتتولى إدارة المراسم بوزارة الخارجية فى الدولة المضيفة للمؤتمر الترتيب لعقد هذه اللقاءات. وقد عرف العالم فى السنوات الأخيرة بكثافة، عقد مؤتمرات ذات طبيعة اقتصادية أو متخصصة فى مجال معين كالمؤتمرات الخاصة بالطاقة أو الموارد المائية فى منطقة معينة. وهناك أيضا مؤتمرات اقتصادية لمجموعة من الدول مثل مجموعة العشرين أو مجموعة الثمانية أو مؤتمرات مفتوحة مثل المؤتمر السنوى الذى يعقده المنتدى الاقتصادى المعروف باسم منتدى دافوس.. كما انتشرت فكرة مؤتمرات المانحين بشأن تمويل مساعدات دولية لمنطقة معينة أو للمساعدة فى تسوية نزاع أو إعادة بناء مناطق بعد النزاعات. واخيرا هناك مؤتمرات تنظمها دول معينة لتنسيق التعاون الإقليمى أو الدولى معها وطرح خططها الاقتصادية لأشكال هذا التعاون ودعوة وتشجيع الاستثمار، مثل المؤتمر الاقتصادى الذى يعقد فى مصر منتصف شهر مارس المقبل. وبصفة عامة يتوقف نجاح أى مؤتمر على دقة التنظيم والإعداد الجيد لموضوعاته، والتوافق المسبق على ما سوف يناقشه المؤتمر من موضوعات، وأيضاً على رغبة وإرادة الدول المشاركة فى التجاوب والتعاون معاً بشأن القضايا المعروضة خلال المؤتمر. مساعد وزير الخارجية للمراسم