عدت من أجازة قصيرة وفى ذهنى أفكار كثيرة تصلح للكتابة، لكن صور الطيار الأردنى معاذ الكساسبة –رحمه الله- وهو يُحرَق حياً على يد كلاب أهل النار من خوارج جماعة داعش التكفيرية جاءت لتغير كل خططى. يثبت الداعشيون يوماً بعد يوم أنهم بعيدون كل البُعد عن صحيح الدين، وأنهم بالفعل هم أحفاد ذى الخويصرة حرقوص بن زهير أصل الخوارج الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم: "إن من ضئضئ هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" (متفق عليه)، وقال عنهم أيضا "الخوارج كلاب أهل النار" (صحيح الجامع).. ووصفهم رسول الله بقوله: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية" (رواه مالك فى الموطأ).. وقال عنهم أيضا: "يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم" (البخارى ومسلم).. فلا يغرنك كثرة عبادتهم ولا ادعاؤهم التدين، فهذا من علاماتهم التى وصفهم بها الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. وتُعد عملية قتل الكساسبة –وأدعو الله أن تكون له شهادة- نقلة نوعية فى عمليات خوارج داعش، حيث استخدموا الحرق بالنار فى قتله، وكأنهم مصممون على فضح أنفسهم وإظهار جهلهم بالدين الذى يزعمون –زوراً وكذباً- أنهم سيقيمون دولته، فقد جاء فى صحيح البخارى بابٌ لا يعذب بعذاب الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: "إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما".. وهكذا فإنهم يتقربون إلى الله بكل ما حرَّمه، ويصدق الأغبياء ممن يدعون التدين ويأخذون دينهم بهواهم أنهم يفعلون ذلك ليقيموا دولة الإسلام، وكأنهم عموا وصموا عن مخالفاتهم الواضحة. إذا كان "معاذ الكساسبة" قد أرَّق مضجع خوارج داعش لدرجة أنهم لجأوا لحرقه شفاءً لصدورهم المريضة، فإن قلب هذا الرجل الكاره لهم هو نفسه القلب النابض فى أجسادنا جميعا، فكلنا "الكساسبة" نكرهكم ونعاديكم إلى يوم الدين، ولن تستقيم لكم الأمور إلا لو حرقتمونا جميعا –إن استطعتم- فطالما فى صدورنا قلوب تنبض وأنفاس تتردد فسنظل نحاربكم ونقلق مضاجعكم يا كلاب أهل النار. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى