أقيمت السبت الماضي بالمقهي الثقافي احتفالية لتكريم حكاء مصر الكبير خيري شلبي الذي كان من أوائل من كتبوا ما يسمي بالواقعية السحرية. ففي أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلي كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر, وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدب علي الأرض, حيث يصل الواقع إلي مستوي الأسطورة وتنزل الأسطورة إلي مستوي الواقع, ولكن القاريء لصدق ما يقرأ ويتفاعل معه. ويقول الدكتور محمد التداوي الناقد الأدبي في حديثه عنه "أ نه كان مهموما بقضايا الوطن ومحاربة الجهل والتعصب وكان يكتب عن المهمشين, وأتضح ذلك في روايته وكالة عطية التي تكلمت عن فئات مهمشة جدا لا نعرف عنها شيئا. أما الشاعر شعبان يوسف فبدأ كلمته بتحية الراحل قائلا: كل سنة وابداعك بخير وينمو يوما بعد يوم. ثم قال: نحن الآن في أشد الحاجة لاستلام مسيرة وكتابات خيري شلبي, وإن من يعرفه ويعرف كيف بدأ حياته واستطاع أن يخرج من مساحات ضيقة إلي مساحات واسعة في عالم الكتابة يجب أن يعرف أنه بدأ القراءة منذ الطفولة, كانت روايته الأولي و قبل احتراف الكتابة مارس عددأ كبيرأ من الأعمال واستمر في مهنة "ترزي عربي" فترة طويلة. وخيري شلبي يحاول تخليد كل ما هو شريف ولكنه مهمش.وقد خلص الرواية المصرية من الاناقة المزيفة. ويروي الروائي حمدي أبو جليل أن خيري شلبي كان يحفظ السير الشعبية وكان قارئا جيدا ومثقفا عظيما وكان حافظا للشعر من بيرم حتي نجم، أما الدكتور محمود الضبع فحكي: في يوم من الأيام كنت جالسا في الجامعة ثم جاءني طالب صيني يتحدث العربية بصعوبة يقول لي أريد عمل دراسة مقارنة بين الطرشجي الحلوجي وكاتب صيني (يوتشويو) يتشابه مع خيري شلبي في العالم الروائي.وقد قرر هذا الطالب بالاتفاق مع دار نشر صينية ترجمة أعمال خيري للصينية,قائلا إن كثيرين من الساردين يرون كل من حولهم شخصيات تصلح للدخول في عالمهم السردي المتخيل. وكان خيري شلبي واحدا منهم. كما تحدثت الكاتبة ريم خيري شلبي عن ذكرياتها مع أبيها والقي إبنه زين قصيدة شعر في ذكري ميلاده.