صدرت عن هيئة قصور الثقافة، أحدث ترجمة عربية لمسرحية "في انتظار غودو" للروائي والمسرحي الأيرلندي صامويل بيكيت، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1969 فهو علامة فارقة في المسرح العالمي بالقرن العشرين، ربما لم تنل مكانتها مسرحيةٌ أخرى، فالإصرار على انتظار المجهول في الحياة لا ينتهي و لا نعرف نتيجة هذا الانتظار هل هو انتظار دون جدوى أم هي الحقيقة المبهمة لدى الكثير. يعد صموئيل بيكيت من أعظم الادباء و المسرحيين في القرن العشرين، فهو أديب ايرلندي طليعي(1906-1989) ويعتبر أحد الرموز الإبداعية للقرن العشرين وهو أحد أعمدة ما يُسمَّى بمسرح العبث وقد كتب أعماله بالإنجليزية والفرنسية وكما تعودنا لكل رواية حبكة درامية تصل للذروة و تبدأ الحلول تتوالى إلا هذه الرواية، فقد تميزت أنها بلا عقدة يعتمد عليها و مع ذلك فإنها تحمل داخلها الكثير من الترقب و التوتر وصبغتها الرئيسية الصمت والجمل القصيرة والقلق. ببساطة هذه الرواية تحكي قصة انتظار مَن لا يأتي. وبالرغم من الانتظار الطويل يبقى الأمل قائماً و هذا هو جوهر القضية. وقد بدأت فكرة هذه الرواية من لوحة لكاسبار ديفيد فريدريك و هي لرجلين ينظران إلى القمر. فغودو هو الغائب الذي ينتظره الجميع ولا يأتي. تدور أحداث هذه المسرحية حول شخصين مشردين معدمين, يقفان علي قارعة الطريق في أرض جرداء بالقرب من شجرة جرداء ليس عليها سوي أربع أو خمس أوراق ينتظران لمدة نهارين شخصا اسمه غودو على أمل أن يخلصهما من الحالة التي هما فيها, حالة اليأس والإحباط والحزن والضياع والحاجة, وهما يعلمان أن غودو لن يأتي ولكنهما ينتظرانه. فالانتظار بحد ذاته عذاب , فمن هو غودو الذي ينتظرانه؟ فهل غودو إنسان حقيقي أم وهمي؟ ما نعاصره الآن من أحداث تأتي مشابهة لهذه القصة فنحن لدينا أمل في المستقبل و ننتظر و نأمل أن نعرف الحقيقة التائهة منذ سنوات. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح