أعلنت السفارة الأمريكية فى صنعاء أمس فى بيان لها أنها أغلقت أبوابها «حتى إشعار آخر»،وأضاف البيان الموجه إلى الرعايا الأمريكيين فى اليمن بسبب الاستقالة الأخيرة للرئيس ولرئيس الحكومة وللحكومة اليمنية، والمشاكل الأمنية القائمة، لم تعد السفارة قادرة على تقديم الخدمات القنصلية الاعتيادية، كما أن قدراتها على تقديم المساعدة للمواطنين الأميريكيين فى حالات طارئة باتت محدودة للغاية». من ناحية أخرى، لجأ الحوثيون مجددا إلى القوة أمس، لتفريق مظاهرة احتجاج على وجودهم فى صنعاء، فيما لا تزال الاتصالات التى تهدف إلى إخراج اليمن من الأزمة تراوح مكانها. فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية إلى جامعة صنعاء، والتى تمثل نقطة تجمع خصومهم فى شمال العاصمة، طارد الحوثيون مئات الأشخاص الذين تجرأوا على التجمع فى داخل الحرم الجامعى ،كما اعتقلوا عددا من الشباب المشاركين بتلك المظاهرة ، التى تطالب بإسقاط ما سموه "الانقلاب" الحوثى على الشرعية. وعلى غرار ما فعلوا أمس الأول، قامت عناصر مسلحة بأسلحة بيضاء تابعة لميليشيات الحوثيين بضرب المتظاهرين،كما تصدوا للصحفيين الذين يقومون بتغطية الأحداث. وقال أحمد شمسان أحد المتظاهرين الذى شاهد ما فعله الحوثيون وأوقف بعد ذلك مع عدة أشخاص بحسب رفاقه، إن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح جراء طعنات خناجر".فى حين قال محمد اليمنى ،إن عددا من المسلحين الحوثيين ، إلى جانب مسلحين بزى الأمن العام ، انتشروا فى ساحة التغيير قبل تجمع الشباب المشاركين فى المظاهرة.وأوضح أنه "خلال التجمع ، هاجم المسلحون الشباب واعتقلوا أكثر من خمسة أشخاص منهم واقتادوهم إلى مكان مجهول". كما قام المسلحون ، بحسب اليمنى، بإطلاق النار لتفريق المظاهرة، ولاحقوا المتظاهرين فى عدد من الشوارع القريبة من ساحة التغيير. وأكد شهود عيان أن عناصر الجماعة المتمردة اعتدوا على الصحفيين بالضرب وتكسير الكاميرات.وقال محمد صالح السعدي، وهو ناشط من المجتمع المدني، إنه وبعد اعتصام أمام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحفيين، تم إطلاق سراح اثنين من هؤلاء لقاء "تعهد خطي" بعدم تغطية التظاهرات فى صنعاء ،بينما اعترضت نقابة الصحفيين على اعتقال صامد السامعى محرر الشئون السياسية فى صحيفة "الأولي" ويحيى القباطى الصحفى فى موقع الاشتراكى نت الاخباري.كما اعترضت على توقيف محمد السياغى المصور لدى رويترز لفترة وجيزة، وقيام المسلحين بالاعتداء بالضرب على الصحفية المستقلة هدى الذبحاني. وعلى الصعيد السياسي، أعلنت أربعة أحزاب سياسية فى وقت متأخر الليلة قبل الماضية انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من أجل إقناع الرئيس عبد ربه منصور هادى بالعودة عن الاستقالة.فقدأعلن عبد الله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوى الناصرى الانسحاب من الاجتماع منددا ب"تعنت" الحوثيين. وكان يشارك فى المحادثات الحزب الاشتراكى وحزب الإصلاح (إسلامي) والرشاد (سلفي). تأتى هذه التطورات بينما يواصل جمال بن عمر، مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى اليمن، اتصالاته مع رموز القوى السياسية لبلورة مخرج من الأزمة ويستعد مجلس الأمن لعقد جلسة تشاورية خلال الساعات القليلة المقبلة حول الأوضاع الخطيرة فى البلاد فى غضون ذلك، قتل ثلاثة أشخاص يشتبه بأنهم من عناصر تنظيم القاعدة فى اليمن فى غارة شنتها طائرة دون طيار أمس وفقا لما ذكره مصدر قبلي، غداة اعلان الرئيس الامريكى باراك اوباما تصميمه على مواصلة مكافحة القاعدة فى هذا البلد رغم الفوضى السياسية فيه, وفى عدن أفاد مسئول محلى بأن مسلحى تنظيم القاعدة هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش فى جنوب اليمن أمس فقتلوا جنديا وأصابوا اثنين آخرين.