لقد غاب عن بال البرلمان الأوروبى وهو يرفض المشاركة فى مراقبة الانتخابات البرلمانية المصرية أنه ليس الوحيد الذى يراقب هذه الانتخابات فهناك الأممالمتحدة أو الجامعة العربية والاتحاد الإفريقى ومنظمة التضامن الإسلامى ومجلس التعاون الخليجى إلى جانب عدد من الجمعيات الحقوقية المصرية والعربية.. وهذا يعنى ان رفض المشاركة لا يعنى افساد الانتخابات البرلمانية التى استعد لها الشعب المصرى لأنها ثالث ثلاثة تؤكد أن مصر تقود تحولا ديمقراطيا أشاد به العالم.. فقد بدأت هذه العملية الديمقراطية باستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية وها هى مصر تستعد للانتخابات البرلمانية. والحق ان البرلمان الأوروبى تناسى انه يعيش أزمة وجودية قد تؤثر على بقائه واستمراره بعد أن ضرب الإرهاب باريس ووجه قذائفه إلى مجلة «شارلى إبدو» فها هى اسبانيا تطلب اعادة النظر فى اتفاقية شنجن الخاصة بتأشيرات الدخول ومراقبة الحركة بين الحدود الأوروبية.. وها هى سويسرا تفك ارتباط الفرنك السويسرى باليورو.. وليس سرا ان المتشككين فى «ماستريخت» وهى الاتفاقية الخاصة بانشاء الاتحاد الأوروبى قد استيقظوا من جديد ويدعون للسيادة الوطنية لكل دولة. وليس بعيدا عن الأذهان ما يحدث فى اليونان واحتمال خروجها من منطقة اليورو.. بل الاتحاد الأوروبى برمته وعدم معارضة ألمانيا بما لها من ثقل اقتصادى على ذلك. وللانصاف يجب أن نذكر أن بعض دوائر البرلمان الأوروبى على ارتباط وثيق بجماعة الإخوان الإرهابية منذ أن كانت فى الحكم، ولذلك تجد مطالبة هى ذاتها مطالب الإخوان.. ثم تجاهل البرلمان الأوروبى لثورة 30 يونيو وما حدث فيها ووقوف الشعب كل الشعب مع الجيش لإنقاذ مصر من التفكك.. لا يغيب عن الاذهان.. والأهم أنه ليس من حق برلمان نيابى فى العالم أن يأخذ وجهة نظر تنظيم أو حزب ويتجاهل الدولة المصرية. وينسى فى الوقت ذاته التقدم الذى تحرزه مصر فى مجال المشاريع العملاقة مثل مشروع قناة السويس الجديدة والطرق والكبارى واستصلاح الأراضى ثم الانفتاح على العالم والزيارات التى تؤكد فيها الرئاسة هيبة الدولة المصرية. باختصار إن رفض البرلمان الأوروبى أو موافقته على مراقبة الانتخابات البرلمانية سيكون ضارا بالبرلمان نفسه، وفى مصداقيته عالميا لأنه يثبت للجميع أنه يقف ضد إرادة الشعب المصرى الذى أصبح فعلا لا قولا مصدر السلطات فى مصر، وكان الأولى بالبرلمان الأوروبى أن يبحث اسباب الإرهاب الذى يهدد أوروبا وينشغل بقضية اندماج 39 مليون عربى ومسلم فى الدول الأوروبية الاعضاء فى الاتحاد الأوروبى .. تم تعريف الإسلام.. وحرية الرأى والفرق بينهما وبين ازدراء الاديان.. اعتقد أن هذه القضايا المصيرية وتأثيرها على الوحدة الأوروبية أولى ألف مرة من النطق باجندة الإخوان الإرهابية. باختصار مثلما حقق الشعب المصرى الحيدة والنزاهة والموضوعية فى الانتخابات الرئاسية السابقة سوف يحقق ذلك فى الانتخابات البرلمانية القادمة برقابة المنظمات والجمعيات والشخصيات العامة من العالم كله.. وليعلم البرلمان الأوروبى أنه انما يجذر الخلاف والاختلاف بين الشرق والغرب وليس هكذا ينص دستور الاتحاد.. ولا ينسى البرلمان أخيرا أنه يدعم الإرهاب ناسيا أنه «البعبع» الذى يواجه أوروبا حاليا.