هو أول من أدخل علوم طب الحالات الحرجة إلي مصر منذ25 عاما، وفى سنوات قليلة نجح في توفير كل الدعم اللازم لتجهيز اول مركز طبي بجامعة القاهرة لهذا التخصص الجديد. وكان يتولي بنفسه اختيار أطباء ونواب المركز بالاضافة لطلبة الامتياز, ومع الوقت ذاعت شهرة مركز الدكتور شريف مختار لطب الحالات الحرجة في مصر كلها, وأصبح المكان المفضل لعلاج المشاهير, ولكن دون حرمان المحتاجين من العلاج مجانا. تعرض لتحديات كبيرة لكنه قهرها جميعا في سبيل تحقيق هدفه بأن ينشيء مركزا طبيا في جامعة القاهرة هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط, ليستطيع من خلاله أداء رسالته النبيلة في علاج المرضي الفقراء الذين يعانون من توحش تكلفة العلاج, وتعليم شباب الأطباء بهدف ايجاد كوادر قادرة علي مواصلة العطاء وبالفعل دارت عجلة العطاء ونجح الدكتور مختار في إدارة الصرح العلمي بدقة متناهية لعقود متصلة حتي أصبح منارة علمية ومثلا يحتذي به بين الجامعات المصرية. كيف يمكن تكرار التجربة في جامعات مصر المختلفة من الشمال الي اقصي الجنوب, بهدف اسعاف الحالات الحرجة في البلاد النائية والفقيرة. هذا التساؤل كان بداية حواري مع الدكتور شريف مختار استاذ امراض القلب بطب قصر العيني ومؤسس مركز الحالات الحرجة بجامعة القاهرة. يقول دكتور شريف مختار ان مراكز التميز معروفة في كل انحاء العالم وهي التي تحرك مسيرة التقدم العلمي. ولاشك ان الفكر يختلف من مكان لآخر, فهناك من يري ان الافضل هو انشاء وحدة للرعاية المركزة في مجال الجراحة, او رعاية للازمات القلبية أو رعاية مركزة للباطنة إلي غير ذلك أما فكرة عمل مركز متكامل لرعاية الحالات الحرجة, فقد تختلف من مكان لآخر, وهذا لاشك أحدث لنا بعض المشاكل لأن مركزنا يتداخل مع تخصصات أخري بالكلية,. وهذا العمل يتطلب ايمانا بالفكرة والتفرغ لتأسيسها وتحمل المخاطر التي تقف في طريقها. لان صاحب الفكرة في مصر لا يكون صاحب التمويل وهنا تضيع بعض الأفكار الناجحة لعدم وجود تمويل. عودة للوطن ويضيف كانت كل أحلام جيلي هي الحصول علي الدكتوراه من الخارج ثم العودة للوطن لعمل شيء ذي قيمة وكانت هي نفس الفكرة التي نقلت مصر في عهد محمد علي لتكون إمبراطورية علي سياق عالمي, وتحقق ذلك من خلال ارسال بعثات للتعليم في الخارج ثم الاستفادة منها بعد عودتهم وتم تطوير كل شيء في مصر بهذه العقول المتميزة. كان كل هدفي بعد التخرج هو السفر للولايات المتحدةالامريكية وبالفعل حصلت علي الدكتوراه واكتسبت المزيد من الخبرة والتعلم في مركز أبحاث الصدمة بجنوب كاليفورنيا. وكانت هي المرة الأولي التي اتعرف فيها علي طب الحالات الحرجة. وهي فكرة لم تكن موجودة لدينا من قبل ولم تكن في مخيلتي, وبالفعل وجدت نفسي في مركز رعاية المرضي ذوي الحالات الحرجة, سواء كانت أزمة ربوية أو قلبية أو غير ذلك, وهذه الحالات تحتاج إلي قرار سريع وحاسم وفعال, لتفادي موت المريض. وفي مركز الحالات الحرجة توجد كل الاسعافات من أجهزة تنفس وأكسجين ونبضات قلب إلي غير ذلك. وبدأت أكتشف عالما جديدا لم أكن أعرفه وازداد عمقا وازداد خبرة ومعرفة ولم تكن في مصر في هذا الوقت اي وحدات للرعاية المركزة. وكل ما هنالك هي وحدة انعاش والاكسجين كان يعطي بطريقة بدائية باستخدام خرطوم بدائي في فتجة الأنف. ولم توجد شاشة لمعرفة نبضات القلب وضغط المريض. نقل الخبرة حاولت تطبيق ما تعلمته في الخارج ووجدت استجابة من الجامعة إلا أن تمويل المشروع كان عثرة امامي. وفكرت في العودة للخارج, لولا تدخل احد وكلاء وزارة التخطيط انذاك وطلب مني التقدم بطلب وبالفعل تم توفير المال اللازم لشراء الاجهزة وتشطيب المكان, وبدأ العمل بالمركز في عام1982, وحتي يتحقق النجاح للمركز كان علي ان اتفرغ تماما واعمل يوميا9 ساعات, واصبحنا بعد عدة سنوات قسما يدرس ضمن مناهج الكلية. ولم يكن انشاء المركز بهدف التربح, بل كنا نسعي لانشاء فرع جديد للطب وتوفير اسعاف شامل للحالات المرضية المتأخرة من ذوي الدخول الفقيرة. ويمكن لمريض الازمة القلبية او الربوية والذبحة الصدرية الاعتماد علي المركز في اي ساعة من الليل او النهار. كما كان الهدف كذلك علاج المواطن المصري كما يستحق ووضع المريض في رعاية كاملة سواء كان لديه مال أو ليس لديه ونحن نحاول ايجاد حل أو مخرج لمن ليس لديه المال. حال الطب في مصر حول قضايا الطب والصحة يقول د. شريف مختار انه يجب إعادة النظر في رواتب الأطباء من وقت لآخر. لان هذه الفئة لايمكن اهدار حقها, وإذا حاولت ان تبحث عن سبب تفاوت الدخل بين طبيب يتقاضي عدة آلاف وطبيب آخر لايستطيع العيش. تجد أن الدولة ليس لديها أموال لذلك, وهناك امثلة صارخة مثل اساتذة الجامعة الذين ترفع عنهم كل المكافآت بمجرد بلوغ سن المعاش, ويصبح دخله1500 جنيه فقط, هل هذا معقول. وإذا تساءلنا كم يوفر ذلك الأسلوب للدولة تجد لاشيء. وحول الطرق الحديثة للعلاج يوضح أن العلاج يثير خيال كل الناس فهناك علاج جيني وعلاج خلوي. لكن حتي اليوم مازال العمل فيه تجريبيا, حتي التجارب الاكلينيكية كانت محدودة بشكل واضح وهذا لايعني أن الأمل قد إنتهي. بالعكس. الأمل موجود وهناك محاولات جادة في هذا الطريق, لكن ربما تختلف النتائج بتغير تكنيك العلاج أو تغير اسلوب نقل الخلايا أو طريقة ومكان زرعها, ربما تنقل خلايا من الحبل السري وتزرع في العضو المصاب, ولاتنتشر بالسرعة المطلوبة, وعلينا كأطباء أن نشارك في هذه الابحاث, من خلال ارسال بعثات للخارج, وتوفير ميزانية للبحث العلمي. وبالنسبة لقانون زرع الأعضاء قال إنه كان يجب أن يصدر هذا القانون من قبل, ويري أن تأخر صدوره طول هذا الوقت فتح اسواقا لتجارة الاعضاء واجهض ثقافة التبرع بعد الوفاة وأوضح أنه وخلاف العلماء حول تعريف الموت, ليس له مبرر لان الامر واضح. فجذع المخ به كل مراكز الوظائف الحيوية, ولو توقف فإن ذلك يحقق الموت لا محالة.