قرأت فى كتاب «المطالعة الرشيدة» منذ زمن بعيد قصصا ذات مغزى ودلالة فائقة منها قصة «حسّان وقشرة الموز» حيث كسرت رجل والد حسان بسبب قشرة الموز التى قذف بها حسان فى الشارع أمام منزله، وقصة «جحا وابنه والحمار» حيث تعجب الناس حينما ركب جحا الحمار وترك ابنه يمشى بجواره، وتعجب الناس أيضا حينما نزل جحا من على الحمار وأركب ابنه مكانه ومشى بجواره وتعجب، الناس حينما نزل جحا وابنه من على الحمار ومشيا بجواره.. وقصة «القردة وبائع الطرابيش» الشهيرة، وقصة «راعى الغنم» الذى كان يرعى قطيعا من الأغنام وأراد أن يمزح مع أهل قريته فأخذ يصيح بأعلى صوته «الذئب الذئب» ، فهرع أهل القرية جميعا لنجدته حاملين العصى والشوم والفئوس وعندما وصلوا إليه قال لهم لقد ضحكت عليكم وليس هنالك ذئب، وفى المرة الثانية كرر ما فعله فى المرة الأولى دون أن يأتيه الذئب وقال لمن هبوا لنجدته إنه كان يمزح، وفى المرة الثالثة جاءه الذئب فعلا وأخذ يجرى وراء الغنم يقتل ويأكل من أيهم، فأخذ الراعى يصيح «الذئب الذئب» الحقونى أغيثونى فلم يسمع له أهل القرية، وقالوا لأنفسهم إنه مازال يمزح كعادته كل مرة فلم يهب أحد لنجدته حتى أتى الذئب على معظم القطيع. أسوق هذه القصة بعد أن طالعتنا وسائل الإعلام منذ شهور عن قرب إجراء حركة تغيير للمحافظين، فهل كان هذا لحث المحافظين المتقاعسين لبذل المزيد من الجهد والعرق؟ أم كان لتقييم انضباطهم وأدائهم وسط الجماهير وفى الأسواق فيما يقدم للمواطنين من خدمات؟ وهل جفت ونضبت منابع ومصادر اختيار المحافظين و الوزراء فى مصر من الكفاءات التى لديها القدرة والرغبة فى خدمة الوطن؟ علام علام محمد وكيل أول وزارة بالطيران المدنى سابقا