حالة من القلق تنتاب الأسر المصرية نتيجة انتشار أمراض الكبد في السنوات الأخيرة بصورة مخيفة ووصول نسبة الإصابة بفيروسC إلي 10% من عدد السكان رغم المحاولات الجادة للوقاية من هذا المرض الذي يصيب الكبار والصغار. الأرقام تؤكد وجود عشرات الآلاف يشكون من سرطان الكبد منهم أطفال, وهناك500 ألف يحتاجون إلي زرع كبد في حين أن ما تم الزرع لهم علي مدي12 سنة ألفي مريض فقط0 فالدولة وحدها غير قادرة علي مواجهة المصروفات الباهظة لعلاج أمراض الكبد بالصورة المثلي. لدينا وحدات للعلاج و23 مركزا للكبد علي مستوي الجمهورية ولكنها تحتاج إلي الدعم, وحتي تكون الصورة أكثر وضوحا كان لتحقيقات الأهرام جولة داخل وحدة الجهاز الهضمي وسرطان الكبد بقصر العيني والتي تضم جميع التخصصات جهاز هضمي وجراحة وأشعة وأورام وكان من الملاحظ وجود أعداد كبيرة من المرضي وذويهم جاءوا من مختلف المحافظات لتلقي العلاج في المكان المناسب وبالمجان بمعرفة لجنة طبية من مختلف التخصصات تقوم- قبل الكشف علي المريض- بفحص كل حالة من خلال شاشة كبيرة للتعرف علي ما وصلت إليه وتحديد نوع العلاج الذي يختلف من مريض لآخر. وفي غرفة الانتظار تحدث عبد المجيد أبو العيون من دمياط قائلا إنه كان يعاني من مغص شديد وانتفاخ في البطن وتلقي العلاج في مركز الجهاز الهضمي بدمياط وتم نقله مؤخرا إلي وحدة قصر العيني لما تتميز به من سمعة طبية جيدة, وأنه يعاني من ورم علي الكبد وزنه3 سم في3 سم, ومن المنيب جاءت فاطمة الشحات التي تنتظر إجراء جراحة إلا أن الأطباء أخبروها بوجود سيولة تمنع إجراء العملية الآن. والمشكلة الكبري التي تواجه المرضي داخل الوحدة- والتي تم رصدها- هي الزحام نتيجة استقبال المرضي من كافة المحافظات حالة معظمهم سيئة نتيجة تأخرهم في العلاج السليم. جهاز الميكرويف لعلاج سرطان الكبد وثمنه 250الف جنيه الجهود الذاتية وهذه التجربة الناجحة يقودها منذ ثلاث سنوات الدكتور اشرف عمر مدير وحدة الجهاز الهضمي وسرطان الكبد بقصر العيني وسكرتير عام الجمعية المصرية لسرطان الكبد والذي يوضح أنها تضم جميع التخصصات التي لها علاقة بالمرض سواء تشخيصا أو علاج سرطان وذلك بالمجان اعتمادا علي الجهود الذاتية من تبرعات أهل الخير ورجال الأعمال فالمصروفات باهظة فعلي سبيل المثال جهاز ميكروويف لعلاج سرطان الكبد ثمنه250 ألف جنيه بالإضافة إلي الحقن والتردد الحراري والأدوات المستخدمة, ومن الأهمية إنشاء صندوق خاص لدعم مرضي سرطان الكبد فلدينا عشرات الآلاف من المرضي نظرا لانتشار الفيروسات الكبدية وإمراض الكبد المزمنة والتلوث وهو ما ساهم في زيادة نسب الإصابة بسرطان الكبد وهذه الوحدة ليست للتشخيص والعلاج فقط ولكنها للأبحاث أيضا وهي أول عيادة مجمعة في جامعة القاهرة تضم كافة التخصصات وقد وصلت نسبة الشفاء من سرطان الكبد في مصر إلي حوالي90% والاكتشاف المبكر غاية في الأهمية, والوحدة تتعاون مع بعض المراكز العلمية بالخارج ومع الجمعية المصرية لسرطان الكبد في الحملة القومية للكشف المبكر عن المرض وكذلك حملة الوقاية منه, والوحدة تعالج المرضي وفقا للبروتوكولات العالمية ويتم أجراء الأبحاث اللازمة للمريض وعرضها علي الفريق الطبي ووضع نظام العلاج المناسب للحالة, والمركز لديه جميع التخصصات ويتم عمل متابعة دورية لكل من لديه مشكلة مزمنة في الكبد وذلك كل أربعة شهور بالموجات الصوتية ودلالة الأورام وذلك للكشف المبكر لأي تحول سرطاني في الكبد, وعلي حسب الحالة وبناء علي البروتوكولات العالمية يتم توجيه المريض لنظام العلاج المناسب سواء الموجه بالتردد الحراري أو الميكروويف او الجراحي أو زرع الكبد, وترجع الزيادة في الإصابة بفيروسC إلي عدم الاهتمام بالتعقيم ومراقبة الأدوات الجراحية وأدوات حلاق الصحة في الريف, والمشكلة التي تواجه الوحدة رغم أهميتها القصوي هي المصروفات الكثيرة دون وجود ميزانية ودائما ما نحتاج إلي أجهزة حديثة ومصروفات للتحاليل والأشعات والأبحاث والأدوية. مكافحة العدوي الدكتور وحيد دوس مدير معهد الكبد يحدد المشكلة المصرية في فيروسC الأكثر انتشارا وكانت البداية عندما أجريت حملة قديمة لمواجهة البلهارسيا وتم نقل العدوي من مريض لآخر نتيجة استخدام الحقن بدون تعقيم, ولمواجهة الزيادة الحالية تم مؤخرا إنشاء وحدة لمكافحة العدوي للتفتيش علي المستشفيات,وقد وصلت نسبة الإصابة بفيروسC إلي10% من عدد السكان ليس كلهم مرضي كبد, ولدينا حاليا برنامج قومي لعلاج الفيروس عن طريق العلاج بحقن ز الانترفيرون ز طويل المفعول يتكلف المريض الواحد70 ألف جنيه سنويا ولا يتحمل أية نفقات ونسبة الاستجابة للعلاج ما بين50 إلي60%, وهناك أبحاث جديدة للوصول إلي نسبة80%, كما أن هناك أبحاثا عالمية تجري حاليا هدفها تقديم علاج جديد يعتمد علي الأقراص بدون استخدام الحقن في محاولة جادة للقضاء عليه ومصر تعمل بشتي الطرق للتغلب علي نقل العدوي السبب الرئيسي في تفاقم هذه ألازمة وقد تم مؤخرا وصول خبراء من المنظمات العالمية لوضع تصور نهائي لحل هذه المشكلة. ولدينا23 مركز كبد علي مستوي الجمهورية يقدم مختلف الخدمات للمرضي وسيتم قريبا افتتاح مركز جديد بالسويس. دهون الكبد والكبد في مصر حسب كلام الدكتور سراج الدين زكريا استاذ امراض الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني يتأثر بعدة مؤثرات خارجية منها الفيروسات والإصابة بالبلهارسيا ودهون الكبد وتناول بعض الأدوية منها حبوب منع الحمل وعلاج الروماتيزم والضغط والسكر, والكبد المصري يسقط فريسة لهذه العوامل,ومن أسباب انتشار مرض دهون الكبد في مصر سوء نظم التغذية والعادات السيئة مثل الإفراط في الدهون والسكريات وانتشار مرض السكر, وقد يكون ارتفاع الدهنيات بسبب تناول الكحوليات التي ينتج عنها تليف, وإمراض الكبد تختلف بين دولة واخري ففيروB أكثر انتشارا في اليمن وليبيا وفلسطين والعراق في حين فيروسC هو الأكثر في مصر, وأن التطعيم ضدB يحقق نتائج جيدة للغاية, وأن مريض الكبد في مرحلة معينة تظهر عليه أعراض تورم في القدمين واستسقاء واصفرار في الوجه, ولا يجب إغفال العلاقة الوثيقة بين الكبد ومرض السكر في حالة إهماله, والمشكلة الكبري ان نسبة الإصابة بإمراض الكبد تمثل حوالي20% من سكان مصر, وبالنسبة للأطفال فهناك أمراض متعلقة بالتمثيل الغذائي مثل فيروسA الذي يصيبهم ويحتاجون إلي مأكولات آمنة و راحة اما من هم فوق العشرين فقد يتعرضون لبعض المخاطر, ويعتمد مريض فيروسC علي العلاج بالانترفيرون طويل المفعول وبعض الاقراص في حين يتناول مريض فيروسB الأقراص وفيروسA المهضمات, وبالنسبة لدهون الكبد فالوقاية تستلزم تقليل السمنة والسيطرة علي مرض السكر ومن الاهمية تقليل نسبة الإصابة بإمراض الكبد عن طريق تناول الخرشوف ومضادات الاكسدة كالخضروات والفاكهة الطازجة ويحتاج مريض الكبد إلي مصروفات باهظة مما يستلزم الدعم الدائم للمستشفيات الحكومية حتي تقدم الخدمة المتميزة للمرضي غير القادرين. فشل كبدي ويري الدكتور محمد عبد الرازق جراح زراعة الكبد بمستشفي وادي النيل ضرورة مضاعفة حالات الزرع بنسبة تصل إلي10 أضعاف ما يتم حاليا فعلي مدي12 سنة تم الزرع لإلفي مريض بمعدل150 سنويا في حين هناك500 ألف يحتاجون إلي الزرع, وليس كل مرضي الفيروسC يحتاجونه بل7% منهم فقط, ونسبة نجاح الجراحة تصل إلي90% في حالة عدم وجود أمراض أخري, والمشكلة تكمن في الإمكانيات حيث لا تتناسب مع أعداد المرضي رغم وجود المراكز المتخصصة والجراحين أصحاب المهارات, والجراحة تتكلف من125 الف جنيه إلي150 ألفا بدون أرباح ورسوم الأطباء علي أن تجري في مستشفي حكومي سرطان الأطفال. وهنا يلتقط الدكتور عماد عبيد أستاذ أورام الدم وطب الأطفال بجامعة القاهرة خيط الحديث مشيرا إلي أن نسبة إصابة الأطفال بسرطان الكبد تكاد تكون نادرة في حدود2% من عدد الأطفال وتأتي ترتيبا بعد سرطانات الدم والغدد الليمفاوية وأورام المخ والكلي والعظام والغدة فوق الكلوية, ومن أكثر أورام الكبد شيوعا هو هيباثوبلا ستوما ويصيب الأطفال في سن ثلاث سنوات أو أقل ويمثل نسبة45% من أورام الكبد التي تصيب الأطفال وإعراضه عبارة عن ورم في الصدر وتضخم بالبطن وفقدان الوزن والشهية وأنيميا وصفراء مصاحبة لدلالات أورام ويكون العلاج هو الاستئصال الجراحي والعلاج الكبدي حسب المرحلة التي بها المريض وتصل نسبة النجاح إلي80%, وثاني أورام الكبد شيوعا هو زهيباتو سليلان سرسنيوما ويكون متوسط العمر للاصابه بهذا النوع14 عاما ومن أسبابه الإصابة بفيروسيB أوC, وقد يصاب الأطفال بفيروسات الكبد عن طريق ألام أثناء الحمل والولادة ويؤدي هذا إلي إصابة الطفل بورم في حوالي سن15 عاما, ويكون العلاج بالاستئصال والعلاج الكيمائي ونسبة النجاح تصل إلي حوالي40% وهناك أيضا أورام حميدة تصيب الأطفال وعلاجها الجراحة والمتابعة