رغم الهدوء والسلام السائدين فى منطقة ( بانمونجوم ) على الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، الا ان التوتر العسكرى ما زال هو سيد الموقف والترقب بين الجانبين، حول تلك المنطقة. ومنطقة بانمونجوم الامنية ترسم الخط الفاصل بين قوات الكوريتين فى كلا الجانبين، وتتميز هذه المنطقة المعروفة بانها منزوعة السلاح بأنها الاكثر تسليحا، وهى المنطقة التى بدأت فيها الازمة بين الدولتين وعايشت الحرب الباردة. ويوجد فى المكان منطقة منزوعة السلاح تفصل الشمال عن الجنوب بشريط يبلغ عرضه 4 كيلو مترات يضم اشجارا وسهولا وجبالا، وتقع الحدود التى تقسم شبو الجزيرة الكورية منذ اكثر من 60 عاما فى منتصف هذا الشريط اى على بعد 2 كيلو متر عن كلا الجانبين.
حروب الجيل الرابع خطر تتصدى له مصر ان التوعية المضادة للفكر الهدام والمخططات التخريبية ونشر المعرفة وتنوير العقول وتدعيم الروح الوطنية والتقارب بين أبناء الوطن بكل طوائفه وطبقاته هى أفضل وسيلة لتحقيق النصر على أى عدو يستخدم أساليب حروب الجيل الرابع. هذا ما أكدته محاضرة هامة فى مؤتمر عقدته "اللجنة المصرية لتضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية" للتضامن مع الشعب الفلسطينى. فقد أشار اللواء طلعت مسلم مدير الجلسة إلى أن هناك حاجة للتضامن الفلسطينى الفلسطينى والتضامن العربى العربى للتغلب على التحديات التى يتعرض لها العالم العربى بوجه عام والقضية الفلسطينية على وجه التحديد. وتناول اللواء أركان حرب. د. أحمد عبد الحليم الإختلال بين القدرات العسكرية للفلسطينيين وحركة حماس من جانب وإسرائيل من جانب آخر، كما أشار إلى حرب الجيل الرابع وإلى ما يعرف بالجيش المصرى الإلكترونى الذى ينشط فى مواجهة مخططات تدمير الدول العربية وإلى وجود كوادر قادرة على تحريك كافة عناصر الحرب الإلكترونية عبر الفضاء الإلكترونى الذى يعد أحد ميادين حرب الجيل الرابع. وأكد أن كافة الشواهد تشير إلى أننا قد إستطعنا أن ندخل فى هذا السباق وأن نفرض ما نشاءه فلاخوف من حروب الجيل الرابع. ونبه إلى أن حروب الجيل الرابع وفرت القدرة للدول الصغيرة على أن تدفع بقضاياها على الساحة الدولية وأن تدخل على نفس المستوى الأمريكى. فالدخول أصبح لا يعتمد على قوات مسلحة أو على تسليح ولكنه يعتمد على الإستخدامات الإلكترونية والفنية المرتبطة بهذا الأمر. وتحدث اللواء أركان حرب بحرى محمود متولى عن حروب "الجيل الرابع" مشيرا إلى جهود كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وتنظيمها دورات للشباب للتوعية بحروب الجيل الرابع وسبل مواجهتها، وكذلك جهود الصالون البحرى المصرى الذى تعاون مع وزارتى الشباب والثقافة من أجل تنفيذ برامج تثقيف وتوعية لمكافحة حروب الجيل الرابع ومؤثراتها ل"نصف مليون" شاب وشابة من أنحاء الجمهورية بمن فيهم فتيات من المحافظات الحدودية وذلك بشكل مخطط ينتهى فى عام 2016. وقد إستعرض اللواء محمود متولى تطور الحروب على مر التاريخ. وكان الجيل الأول من الحروب هو الحرب بالسيف والرمح والقوس والسهم والحصان والعربات الحربية، ثم تلتها حرب الجيل الثانى التى شهدت إستخدام البارود والمدفع. وفى حروب الجيل الثالث إستخدمت الطائرات والغواصات والصواريخ والتكنولوجيا مثل الحرب العالمية الثانية وحرب العراق. أما حرب الجيل الرابع فتعتمد على إستخدام الإرهاب و"القوة الناعمة" وتشمل الإقتصاد والإعلام والأيديولوجيات والأفكار وبعض منظمات المجتمع المدنى والعمليات المخابراتية والأحزاب المعارضة ودعاوى الديمقراطية وتكنولوجيا الإتصالات. وفى حروب الجيل الرابع تكون شريحة البسطاء وأصحاب الثقافة المحدودة هى المستهدفة فى المقام الأول. وتكون المجتمعات التى تعرضت لتجريف ثقافى وفكرى وتعانى من سوء توزيع الدخول والثروات وإهدار للقيم وحقوق الإنسان هى أنسب ميدان لتلك الحروب. والهدف الأساسى من تلك الحرب يكون "إفشال الدولة المستهدفة" وإسقاطها من خلال زعزعة الإستقرار والتأثير على أسس الأمن القومى بها إلى أن تنهار من داخلها. فالأمن القومى لأى دولة يعتمد على أمرين أساسيين وهما التنمية والاستقرار. فإذا تم التأثير على الاستقرار تتوقف التنمية، وإذا أوقفت التنمية يتأثر الإستقرار. ونبه اللواء محمود متولى إلى أن شن حرب الجيل الرابع يتطلب تآمرا خارجيا من خلال التعاون مع أشخاص من داخل الدولة المستهدفة وإستخدام جزء من مواطنى الدولة (غالبا ما يكونون على جهل تام بالهدف الحقيقى من تعاون الجهات الخارجية معهم) بحيث يخرجون عن سيطرة الدولة أو تكون هناك مجموعات عنف تساعد على إيجاد نموذج الدولة الفاشلة مثل نموذج الصومال. وعندما تصاب الدولة بالعجز وتفشل يتم الضغط عليها من القوى الخارجية لتنفيذ إرادة أصحاب المصالح من الدول الأجنبية. وهكذا تكون حروب الجيل الرابع غير مكلفة وقادرة على إحداث فوضى عارمة فى الدول المستهدفة دون الإستعانة بقوات نظامية أجنبية. فالقوات غير النظامية والمتمردون من داخل الدول المستهدفة هم من يقومون بتنفيذ مخططاتها. وقد تمت تجربة حروب الجيل الرابع فى كل من فنزويلا والمكسيك وسوريا. أما المستفيد الأكبر من كل أشكال عدم الإستقرار فى الشرق الأوسط فهى إسرائيل وأمريكا والغرب. التى تخطط لتفكيك الدول العربية بالمنطقة إلى كيانات صغيرة ودول هشة فاقدة التأثير مما يتيح الفرصة أمام إسرائيل للتمدد السياسى والإقتصادى والفكرى والتكنولوجى والعسكرى فى المنطقة والهيمنة عليها إيذانا بقيام إسرائيل الكبرى. وبالتالى تلحق حرب الجيل الرابع ضرر بالغ ومباشر بالقضية الفلسطينية. فكما تسعى الدول إلى تجفيف منابع الإرهاب فإن الجهات التى تستهدف العالم العربى والقضية الفلسطينية تستهدف تجفيف منابع دعم تلك القضية بشكل غير مباشر من خلال شن حروب من الجيل الرابع ضد الدول الداعمة لتلك القضية مستهدفا الأمن القومى من خلال ضرب وحدة الصف الفلسطينى إلى جانب ضرب مظاهر التنمية. وأكد اللواء محمود متولى على أهمية وضع العلم والمعرفة على قمة الأولويات لمجابهة حروب الجيل الرابع. فبالعلم والمعرفة والعمل سيدرك الشباب حقيقة الأمور ويخرج من دائرة التجريف الثقافى.