تنطلق اليوم البطولة الثلاثون من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم، التى راهن الاتحاد الافريقى »كاف« فى استضافتها على غينيا الاستوائية فى أصعب تحد فى تاريخ الاتحاد القاري. وكان من المقرر إقامة البطولة فى المغرب، لكن فيروس ايبولا أجبر المملكة قبل شهرين على طلب التأجيل حتى العام المقبل، إلا أن »الكاف« رفض التأجيل وأصر على اقامة البطولة فى موعدها، وذهبت الاستضافة الى غينيا الاستوائية، ثالث منتح للبترول فى جنوب الصحراء الافريقية، بعد لقاء جمع رئيس جمهوريتها تيودورو اوبيانج نجويما مباسوجو وستقام النهائيات فى 4 مدن هى العاصمة مالابو وباتا، اللتان استضافتها جانبا من مباريات كأس الأمم عام 2012، ومونجومو وايبيبيين. وبهذا تكون غينيا الاستوائية قد تأهلت مباشرة بصفتها الدولة المضيفة علما بان منتخبها استبعد من التصفيات فى يوليو الماضى لاشراكه احد اللاعبين غير المؤهلين. وتعتمد غينيا الاستوائية على البنية التحتية التى أنشأتها عام 2012 لتنظيم النهائيات خاصة ملعبى مالابو فى جزيرة بيوكو، وملعب باتا والطرق والفنادق التى بنيت لتلك المناسبة. لكن المشكلة حاليا تكمن فى الملعبين الاخرين بمدينتى مونجومو وإيبيبيين حيث الكثافة السكانية ضعيفة وليست مناسبة لحجم العرس القاري. لكن بعيدا عن التحديات والصعوبات التى واجهت البطولة قبل انطلاقها، فإن كوت ديفوار والجزائر هما أبرز المرشحين لنيل اللقب القارة، لأن كوت ديفوار افلت منها اللقب بصعوبة فى البطولات الخمس الاخيرة حيث جاءت فى المركز الثانى عامى 2006 و2012، وتأهلت لنصف النهائى عام 2008، كما أن الجزائر قدمت أداء رائعا وحققت نتائج مبهرة فى التصفيات والمونديال البرازيلي، عندما بلغت الدور الثانى للمرة الاولى فى تاريخها، لذلك فإن محاربى الصحراء من بين أبرز المرشحين لاحراز اللقب. وبرغم اعتزال الهداف التاريخى ديدييه دروجبا، فان تشكيلة المدرب الفرنسى هيرفيه رينار تضم عددا من النجوم يتقدمهم يحيى توريه لاعب وسط مانشستر سيتى الانجليزى وافضل لاعب افريقى فى اخر 4 سنوات. وبعد فشل نيجيريا حاملة اللقب فى التأهل بالاضافة الى مصر حاملة اللقب سبع مرات (رقم قياسي) والتى تغيب عن النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، تبدو الجزائر مرشحة قوية لمزاحمة كوت ديفوار بعد المستويات الرائعة التى قدمتها فى مونديال 2014 وبلوغها الدور الثانى حيث خسرت 1-2 بعد التمديد امام المانيا. ويبحث منتخب محاربى الصحراء عن لقبه الثانى بعد اللقب الاول الذى أحرزه عام 1990. وتعيش الكرة الجزائرية افضل ايامها، اذ احرز وفاق سطيف لقب دورى ابطال افريقيا. أما الكاميرون حاملة اللقب 4 مرات، فتعود الى النهائيات بعد غيابها عن البطولة الاخيرة، وهى تدخلها فى ثوب جديد فى غياب ملهمها فى العقد الاخير المهاجم صامويل ايتو الذى اضطر الى اعلان اعتزاله الدولى بعد استبعاده من التصفيات، والامر ذاته بالنسبة الى غانا صاحبة اللقب 4 مرات، والتى تلعب فى غياب نجومها المشاكسين المستبعدين سليمان على مونتارى وكيفن برينس بواتينج ومايكل ايسيان، واساموا كوادوو المصاب. وتملك السنغال العائدة بقوة هذا العام حظوظا للمنافسة رغم انها هدفها الاول هو فك عقدة الدور الاول الذى لم تتخطاه منذ عام 2006. وتشهد النهائيات مشاركتين منتخبين عربيين فقط هما الجزائر وتونس التى تسعى على غرار الجزائر الى تحقيق إنجاز إفريقى بعد سنوات طويلة من الغياب عن التتويج. تفتتح غينيا الاستوائية العرس القارى اليوم بمواجهة صعبة امام ضيفتها الكونغو برازافيل ضمن الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولي. وتعول غينيا الاستوائية على عاملى الارض والجمهور فى ثانى مشاركة لها فى البطولة باعتبارها البلد المضيف، وتكرار انجازها فى البطولة قبل الماضية عندما بلغت الدور ربع النهائي. لكن مهمة غينيا الاستوائية لن تكون سهلة هذه المرة بالنظر الى المشاكل التى تعيشها كرتها والنتائج السلبية التى حققها منتخب بلادها وادت الى اقالة مدربه الاسبانى اندونى جويكوتشيا الشهر الماضى ، قبل ان يتم تعيين الارجنتينى استيبان بيكر خلفا له الاسبوع الماضي، على أمل أن يحقق إنجازا مماثلا لما حققه مع منتخب سيدات غينيا عندما قاده لاحراز كأس افريقيا عام 2012.ويصطدم طموح اصحاب الارض بآمال الكونغو برازافيل باستعادة امجادها الغابرة عندما توجت باللقب عام 1972 وترك بصمة فى البطولة الذى غابت عنه 15 عاما وتحديدا منذ عام 2000 فى نيجيرياوغانا عندما خرجت من الدور الاول. كما يشهد اليوم الاول من البطولة أول قمة نارية بين بوركينا فاسو والجابون ضمن المجموعة ذاتها، وستكون المواجهة ثأرية لبوركينا فاسو لأن الجابون الحقت بها الخسارة الوحيدة فى التصفيات عندما تغلبت عليها 2-صفر فى ليبرفيل قبل ان تتعادل معها 1-1 ذهابا حيث اوقعتهما القرعة فى مجموعة واحدة.