لافرق بين الإرهاب الذى يستهدف أوروبا وممارسات الإخوان, فكلاهما يستحل دماء الأبرياء من أجل مزاعم إقامة دولة الخلافة، وهى مزاعم واهية تخفى وراءها أطماع السيطرة والتمكين, وفى النهاية استعار الغرب من مصر كل مشاهد التعبئة فى مواجهة الإرهاب. الرئيس الفرنسى يطلب من شعبه تفويضا للمواجهة,الجيش ينزل للمدن, مليونية للتضامن الشعبى والدولى ضد الظلام,جميعها إجراءات طارئة سبقنا إليها أوروبا ولم نجد مثل هذا التضامن الدولى الذى حظيت به فرنسا التى كانت من الدول التى تحفظت مبدئيا على فض اعتصام رابعة رغم تيقن الغرب من أنه معقل للإرهاب ولا علاقة له بالتظاهرالسلمى, ونذكر مفارقة للظرفاء بقولهم: لقد قتلت الشرطة الفرنسية نحو 10 أشخاص ردا على مقتل 12 فى مذبحة شارلى, ترى هل كانت ستبيد سكان القاهرة لو كان أوكل إليها فض اعتصام رابعة؟ لم يكن السيسى وحده محذرا من أن الإرهاب لا وطن له وأن الغرب سيكتوى بناره لا محالة, لقد سبقه مبارك ودعا الى مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب دون أن يجد كلاهما آذانا مصغية, وأخيرا بعد أن تكرر تجرع الغرب لمرارته ها هى أوروبا وأمريكا تتسابقان لحشد العالم فى مؤتمر يجب أن يتخذ اجراءات غير مسيسة أو انتقائية فى مواجهة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها «الإخوان» حيث تنتهج نفس سلاح ترويع الآمنين لأهداف سياسية, الدين منها براء. إرهاب الإخوان فى مصر لا يقل خسة عن إخوانهم فى القاعدة وداعش ولن يفلت الغرب من غدرهم مالم يعد النظر فى أنشطة الإخوان فى أوروبا وشبكاتهم المالية واللوجستية، وعلاقاتهم المحتملة بالجماعات المتطرفة, فقد غدت أوروبا مِفرخة للمتطرفين وليس ببعيد تأثيرانتقال أعضاء من الإخوان الى أوروبا منذ الستينيات ليؤسسوا شبكة واسعة من الأعضاء فى المساجد والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية تتعامل مع النخبة السياسية الأوروبية وتتلقى تمويلاً سخياً من أعضائها فى الخليج، يخفون تطرفهم وراء خطاب معتدل زائف يلقى قبولاً عند الحكومات الأوروبية ووسائل الإعلام . لمزيد من مقالات شريف عابدين