مهما أخذتني الحياة هناك أحساس غريب دائما يداهمني في كل وقت ليمتلك قلبي وعقلي معا؛ حقا لا شيء أسهل من النسيان لولا خُبث الحنين ... كعادتي أخذت صديقي القلم لأكتب مقال الأسبوع وبعد أن جلسنا معا أنا وصديقي نتحاور في موضوع المقال فجأة وبدون أي مقدمات وقف القلم عن الكتابة؛ أين الكلمات والأفكار؟! الكل ذهب مع الريح والسبب حنيني لك ...في ثواني ظهرت صورتك تناجيني لتداعب الذكريات الجميلة...وبين الحنين إليك وضحكه ممزوجة بدموع الاشتياق، وجدت القلم يكتب : أكتُب اليك عن عينيك فأنا أسكنُ قلب العين وعيني يسكنها أنت... حنيني إليك يا أبي استمده من غيابك ...فلم أجد سوي الكلمات التي كنت دائما اكتبها اليك لأداعب بها الذكريات، ستبقي دائما ساكن العين والقلب والروح حتي بعد رحيلك ...هذه السطور ليست بمقال وإنما مداعبة لخبث الحنين أو محاوله مني في إطفاء براكين الحنين الثائرة التي لا تعرف للنوم طعما...فمن منا لا يداهمه نبض الحنين داخل قلبة من وقت إلي آخر ليشتاق لجزء من روحه موجود في مكان آخر.. الحنين لأب أو أم أو حبيب أو أوطن أو مكان أو للطفولة؛ لكل منا ذكرياته مهما أخذت دوامة الحياة منها للنسيان يأتي الحنين بكل خُبث لينبض من جديد..أنه إحساس مُزمن يستعمرنا في كل الأوقات ..أحساس لا يعترف بزمان ولا مكان ..خبيث. وبينما كان ينطلق القلم علي الورق ليكتب ما يمليه عليه الحنين سمعت صوت الفنانة القديرة وردة تغرد أغنية حنين كلمات عبد الوهاب محمد "أنا منك وانت مني انا ..توهني البعد عنك انا ..من غيرك ابقي مين" وفي لحظات وجت الإجابة... لماذا يبوح القلم للسطور ما يدور داخل نفسي من حنين؟ ...أنا أكتب لأبحث عني قبل أن أبحث عنك فأنا أسكنُ قلب العين وقلبي يسكنه أنت لينبض حنين...فخُبث الحنين يزيل مرار السنين وينعش القلب المنهك بنبض الغائب الحاضر . أكتب اليك عن أسرك فقلبي رهينةٌ عندك بلا قيد ولا قضبان أُسيرك أدرك أن العشق عتقُ القلب من الحرمان ........إلي أبي رحمه الله [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل