فى الوقت الذى ما زالت فيه فرنسا تحاول لملمة شتات جراحها عقب الهجوم المروع على صحيفة «شارلى إبدو»، وقعت أمس هجمات أخرى بأنحاء متفرقة فى عدة مدن فرنسية زادت من حالة الذعر فى البلاد، فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس يوم حداد وطنى ، وعقد مع أعضاء حكومته اجتماع أزمة بمقر الرئاسة الفرنسية «الإليزيه» لبحث آخر تطورات عمليات البحث عن مرتكبى هجوم الصحيفة والتدابير الأمنية لحفظ الأمن فى البلاد، خاصة بعد أن تم الكشف عن هوية منفذى الهجوم. ففى الصباح الباكر ، لقيت شرطية مصرعها متأثرة بجروحها إثر إطلاق نار فى ضاحية مونروج جنوبباريس، بينما أصيب موظف فى البلدية فى الحادث نفسه، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة خطرة. وذكرت مصادر من الشرطة أن رجلا يرتدى سترة واقية من الرصاص ويحمل رشاشا فتح النار على عناصر من الشرطة البلدية ولاذ بالفرار. وفى الوقت نفسه، وقع انفجار فى مطعم بالقرب من مسجد فى منطقة «فى فيلفرانش» شرقى فرنسا، لكنه لم يسفر عن أى إصابات. ولم يتضح حتى الآن إذا ما كانت هناك علاقة بين حادث إطلاق النار والانفجار بالهجوم أمس الأول على «شارلى إبدو». كما ذكرت مصادر من الشرطة أنه تم إلقاء ثلاث قنابل يدوية صوتية على مسجد فى مدينة لو مان غرب البلاد، كما تم إطلاق رصاصتين من شخص مجهول على قاعة مخصصة لصلاة المسلمين فى بور لا نوفيل جنوب البلاد. وكان أولاند قد أعلن أن يوم أمس يوم للحداد الوطني، داعيا إلى الوحدة بعد حادث الهجوم على الصحيفة. وترأس أولاند اجتماع أزمة بمقر الرئاسة الفرنسية بمشاركة كل من رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، ووزير الداخلية برنار كازنوف، ووزير الدفاع جون إيف لودريان، ووزيرة العدل كريستيان توبيرا، ووزير الخارجية لوران فابيوس، ووزيرة الثقافة فلور بيليرين، فضلا عن قيادات بالشرطة والمخابرات الفرنسية، ولأول مرة منذ انتهاء فترة منصبه، توجه الرئيس السابق نيكولا ساركوزى للإليزيه لبحث سبل المساعدة فى احتواء هذه الأزمة، وطالب ب»الحزم المطلق» أمام هذا «الفعل المشين»، داعيا إلى «وحدة الصف فى كل الجمهورية. من جانبه، طالب وزير الداخلية الفرنسى برنار كازانوف وسائل الإعلام ب «ضبط النفس»، وشدد على أن بعض التقارير الإعلامية تكون غير دقيقة ، ودعا إلى «السيطرة الذاتية على المعلومات التى يجرى نشرها بما يسمح للموجودين على الخطوط الأمامية فى الحرب ضد الجريمة والإرهاب باستكمال التحقيقات الجارية». وأضاف أنه تم وضع 7 أشخاص مقربين من منفذى هجوم شارل إبدو رهن التحقيق. وتزامن ذلك مع قيام أحد المشتبه بهم الثلاثة، وهو الأصغر سنا، فى هجوم شارلى إبدو بتسليم نفسه فى قسم شرطة مدينة شارل فيل مزيير فى شمال شرق فرنسا بعد اكتشافه ان اسمه يتداول على شبكات التواصل الاجتماعي. وذكرت مصادر أمنية أن الشاب يدعى مراد حميد - 18 عاما - ويشتبه بمساعدته لمنفذى الهجوم، وهما شقيقان يدعيان شريف وسعيد كواشى ويبلغان من العمر 32 و34 عاما، وهما من مواليد باريس ويحملان الجنسية الفرنسية، وهما من أصول عربية. وأصدرت الشرطة الفرنسية مذكرة اعتقال بحقهما ،ونشرت صورهما حتى يتمكن المواطنون من التعرف عليهماوالإبلاغ عنهما. ويعتبر الفرنسى شريف كواشى الملاحق مع شقيقه سعيد تكفيريا معروفا لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية، خصوصا أنه أدين للمرة الأولى فى عام 2008 لمشاركته فى شبكة كانت ترسل مقاتلين إلى العراق، ولقبه «أبو حسن» وانتمى إلى شبكة يتزعمها «أمير» اسمه «فريد بنيتو» كانت مهمتها إرسال مقاتلين إلى العراق للانضمام إلى فرع تنظيم القاعدة هناك، والذى كان فى ذلك الحين أبو مصعب الزرقاوي، كما تبين أن كواشى تم اعتقاله قبيل توجهه إلى سوريا ثم إلى العراق، وحوكم عام 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات منها 18 شهرا مع وقف التنفيذ. وبعد عامين، ورد اسمه فى محاولة لتهريب الإسلامى إسماعيل عيط على بلقاسم من السجن، والأخير عضو سابق فى المجموعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وحكم عليه فى عام 2002 بالسجن مدى الحياة لارتكابه اعتداء فى محطة مترو فى باريس فى 1995 أسفر عن سقوط ثلاثين جريحا. ويشتبه فى أن كواشى كان قريبا من إسلامى فرنسى آخر هو «جميل بيجال» الذى سجن عشرة أعوام لتحضيره اعتداءات. ويشتبه فى أن كواشى شارك فى تدريبات مع بيجال، وقد تم توجيه اتهام إليه فى هذه القضية قبل أن تتم تبرئته منها.
الهجمات الأعنف فى فرنسا خلال 40 عاما باريس - أ.ف.ب: يعتبر الاعتداء الدامى الذى استهدف صحيفة «شارلى إبدو» الفرنسية الساخرة الأشد دموية فى فرنسا منذ 40 عاما، وفيما يلى تذكير بالهجمات الإرهابية الأشد دموية التى شهدتها باريس على مدى أربعة عقود : - 11 و15 مارس 2012 : محمد مراح يقتل سبعة أشخاص. - 3 ديسمبر 1996 : اعتداء بالمتفجرات استهدف خط مترو فى محطة «بور رويال» فى جنوبباريس، مما خلف 4 قتلى و91 جريحا. - 25 يوليو 1995 : انفجار قنبلة فى سكة شبكة النقل الحديدى السريع «إر أو إر» فى محطة سان ميشيل فى قلب باريس، مما خلف 8 قتلى و119 جريحا. - 17 سبتمبر 1986 : اعتداء بقنبلة أمام محلات فى شارع رين بباريس يخلف 7 قتلى و55 جريحا. - 31 ديسمبر 1983 : قتيلان و34 جريحا فى محطة "سان شارل" بمارسيليا إثر انفجار قنبلة، وقبل ذلك بدقائق سقط 3 قتلى و3جرحى فى انفجار فى القطار الفائق السرعة الرابط بين مارسيليا وباريس فى مستوى تان - إيرميتاج. - 15 يوليو 1983 : 8 قتلى و54 جريحا فى انفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للطيران التركى فى مطار "أورلي. -19 أغسطس 1982 : 6 قتلى و22 جريحا فى انفجار قنابل يدوية داخل مطعم بشارع لوزييه فى قلب الحى اليهودى بباريس. -29 مارس 1982 : هجوم على قطار يربط تولوز بباريس كان يفترض أن يكون ضمن راكبيه عمدة باريس حينها جاك شيراك، وأوقع الهجوم 5 قتلى و77 جريحا. - 3 أكتوبر 1980 : انفجار قنبلة أخفيت فى حقيبة دراجة نارية أمام كنيسة يهودى بشارع كوبرنيك بباريس عند موعد الصلاة، مما خلف 4 قتلى و20 جريحا. - 20 مايو 1978 : فلسطينيون يطلقون النار فى مطار "أورلى" على مجموعة من المسافرين كانوا يتأهبون للإقلاع إلى تل أبيب، مما خلف 8 قتلى.