هل تعرف نفسك وانت ثمل بفعل الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات، هل ترقب ما تفعله بك تلك الكيمياء السحرية لتسرب أنغام بداخلك أثناء مشاهدة عمل درامي. ما السر يا تري.بل ما السحر.ما الذى وراء هذا الباب الضخم فى الفن المسمى الموسيقى التصويرية. هل اقتران الموسيقى بالدراما هو السبب حيث تتداخل الأنغام مع العلاقات الانسانية وتعبر عما هو مسكوت عنه وتفصح عن المكنون. أم الكيمياء تخص اقتران الصوت بالصورة. ان ضرب القوس فى الهواء ومسارات الات النفخ فى الأثير تثير المشاعر.. تجعل البكاء اسهل من التنفس والرغبة فى الرقص اكثر يسرا من شرب الماء. يا ليت كل جهابذة الارض يقولون لنا شيئا فصيحا حكيما بليغا عن هذا العالم الشجى العظيم الوثاب المتألق المسمى الموسيقى التصويرية. فى 2014. تألق عظماء الموسيقى التصويرية بمصر وسجلوا أهدافا معلنة فى عالم الانجاز وميدان الابداع الاستثنائى المتجدد. على راس هؤلاء جاء الموسيقار هشام نزيه الذى سجل اسمه بعلامات من الماظ ولآلئ منثورة كعقود من الضياء. هل شاهدت مسلسل الوصايا السبع. هل اقتحمتك مشاعر جديدة ملتبسة لكن آسرة بسبب موسيقى هشام نزيه. هل رايت كيف يمزج الأغانى الصوفية بالروك القوي.. لا حيلة لك أيها المتفرج. ولا حيلة لنا كنقاد. لا حيلة أمام هذا الخدر المتوهج الأقرب للسحر. انها المزيج الذى لا يصنعه الا العباقرة. هل رأيت كيف تلاعب هشام نزيه بنا كمتلقين أو كمتخصصين فى فيلم الفيل الأزرق. هل رايت عنفوانه وسيطرته على انفعالاتنا. هل حللت كيف يطوع ألحانه كمن يروض حيوانات مفترسة متلاعبة اذا لم تروضها قتلتك. هشام نزيه هو نجم الموسيقى التصويرية هذا العام بلا منازع. لكن خالد داغر نستطيع نسيانه. هذا العبقرى الاخر القادم من عالم مزدوج من دراسته للموسيقى الكلاسيكية مع خلفيته الشرقية العميقة التى رباها بداخله والده الموسيقار المصرى العظيم عبده داغر. ان موسيقى خالد داغر بمسلسل شمس الترجمة الفعلية لكلمة: اذا كان للعمل الفنى جسد فالموسيقى التصويرية روحه. التعقيدات النفسية التى مرت بها الشخصية الرئيسية بالمسلسل وهى التى لعبت دورها الفنانة ليلى علوي، استطاع خالد داغر أن يجسدها فى ألحانه الواعية العميقة الوثابة. تامر كروان هو الضلع الثالث لعباقرة الموسيقى الوصفية للدراما فى 2014. النص المرهق المركب الجميل أحيانا والمرهق أحيانا أكثر لمسلسل سجن النسا صبغه كروان بسلاسة ضربات فرشاته وانسيابية النهر المدفق من ميلودياته. هيهات أن تنسى التيمة الرئيسية للمسلسل مهما تزاحمت على ذهنك أعمال أخرى أو موسيقات متميزة مختلفة. تامر وداغر ونزيه ليسوا اسرى أسلوب موسيقى واحد أو تعبير منفرد بالوتريات مثلا، انما أصحاب عوالم واسعة متدفقة ثرية كالنهر الوفير. عوالم تستطيع اخراج كل ما فى النفس من شجون. تستطيع الصراخ والرقص والتأوه. تستطيع العمل مرارا وتكرارا على تفجير اللذة من الفن والمتعة من الالحان. لكننا لن نظلم عمرو اسماعيل وخالد حماد ايضا بما قدموا الاشهر الماضية رغم أننا ننتظر منهم أكثر. مازال عمرو اسماعيل ملك الموسيقى الاليكترونية فى الموسيقى التصويرية المصرية. مازال من افضل من يصنعون موسيقى التشويق إلى يومنا والدليل اعماله فى السنوات السابقة مع المخرج احمد نادر جلال والممثل يوسف الشريف. أما خالد حماد فهو ( كينج ) على طريقته. موسيقته الفيلهارمونية تفجر الضحك بالاعمال الكوميدية. هو من اثبت ان الموسيقى من هذا النوع قد تضحك وتسلى بعنف. ثمة سر أخر عند هذا الرجل. موهوبون. رائعون. عباقرة. احباب ينثرون عطر الروح على وجداننا. تحية لهؤلاء فى عام مضى وعام جاء.