البرلمان المقبل مسئولية كل مصرى.. وأدعو المراكز البحثية للاهتمام بتأهيل المرشحين للبرلمان.. عبارتان موجزتان قالهما رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى.. لكنهما يحملان فى طياتهما الكثير من المعانى. فالمرحلة الراهنة هى أشد خطورة من المراحل السابقة فى عمر البلاد.. ومجلس النواب هو المعنى بالمستقبل الرقابى والتشريعي، سواء فى سن القوانين، أو محاربة الفساد، واقتلاعه من جذوره نهائيا بعد معاناة شعب مع نظام بائد طوال 30 عاما أو أكثر، فكان الفقر عنوانه.. والمرض أنيسه.. والجهل رفيقه.. والآن يبحث عن ضالته، وهذا مايتمثل فى دور مجلس النواب فى صورته الأكبر، بعدد من المرشحين الذين يحتاجون إلى تأهيل وتدريب وتثقيف حول هذه الأدوار التى طرحها الرئيس.. ومن هنا كان طرق باب مركز الدراسات السياسية بمؤسسة الأهرام لنعرف الدور المنوط بهم فى هذه المرحلة.. والتكليف الذى وضعه الرئيس على عاتقهم. يقول الدكتور أيمن عبد الوهاب رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن البرلمان المقبل هو مسئولية كل مواطن مصرى فى اختيار من يمثله، والذى لابد لهذا المرشح أن يعى خطورة المرحلة الراهنة فى مستقبل البلاد والتحديات التى تواجهها، وهذا ماأراده الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية منذ يومين لاختيار البرلمانيين ودور المراكز البحثية فى دعم المرشحين، حيث ينظر الرئيس إلى فكر أبعد وهو دعم المراكز البحثية لتكون فكرية تستفيد منها الدولة لاتخاذ القرارات المناسبة لصالحها، ودراسة التحديات والأفكار والرؤى التى تطرحها هذه المراكز، لتحدث نقلة نوعية للدولة، وهذا بالتأكيد يتمثل فى العضو البرلماني، وقد كان مركز الأهرام سباقا فى التوعية السياسية لأعضاء مجلس الشعب عبر فترات طويلة وممتدة، وخلال كل دورة برلمانية ،وقد تم عمل العديد من الدورات التثقيفية والتوعوية للعضو، وتم إصدار كتاب حول نتائج الانتخابات، والخريطة الحزبية فى مصر، فضلا عن الموسوعة البرلمانية عن الأعضاء من خلال مؤهلاتهم ودرجاتهم العلمية ودورهم فى المجلس خلال فترات انعقاده، والمركز يحرص بشكل دائم على إصدار تلك الموسوعة. وأشار عبد الوهاب إلى أن هناك عدة مشكلات تواجه المراكز البحثية فى مصر، ومنها أولا: مدى استجابة الأعضاء للدورات التى يتم تنظيمها، فهناك أعضاء يتوقف دورهم عند دخولهم المجلس فقط. ثانيا: الدعم المالى من الدولة وهو قليل مقارنة بالدول الأجنبية والتى تكون حريصة على الأعضاء، الذين يقومون بدور تشريعى ورقابي، وبالتأكيد سيكون مفيدا لمستقبل الدولة التى يمثلونها. ثالثا: وهذا هو الأشد خطورة أن المراكز البحثية تعمل بشكل فردي، فليس هناك منظومة بحثية تجمعها، وهذا مايرمى إليه الرئيس السيسى وهو تقوية البنية البحثية فى مصر، فلابد أن تكون هناك خطة للبحث العلمى فى مصر.. فهناك مدخلات ومخرجات تعبر عن مصالح الدولة المصرية.. وحجم التحديات فى الداخل والخارج. وأضاف رئيس وحدة الدراسات المصرية ورئيس مجلة أحوال مصرية بالأهرام أن هذا البرلمان شديد الخطورة فى هذه المرحلة،فهناك سيولة سياسية موجودة على الساحة الآن، وتحتاج إلى فرز وتنقية لاختيار من يمثل المصريين بحق فى مجلس النواب،فهذا سيساعد على بناء الدولة المصرية،و يعمل على استقرارها، ونهوضها وتقدمها. وشدد على أنه لابد من حوار مجتمعى بين مراكز الأبحاث فى مصر، كما أنه ينبغى أن تكون هناك أجندة بحثية واضحة للتفاعل مع مؤسسات الدولة، وهذه الأبحاث معبرة عن الأولويات المهمة لهذه المرحلة ويكون فى إطار البرلمان. فالدول الأجنبية تستعين بالمراكز البحثية بقوة، ويكون كل عضو عنده فريقه العلمى والسياسى والبحثى والأكاديمي، لتوعية النائب ودوره داخل المجلس، ولكن نظرا لظروفنا المادية فإننا نطالب بدور منظم ومنسق بين المركز البحثى فى مجلس النواب، والمراكز البحثية فى مصر لتثقيف النائب وتفعيل دوره. بينما يرى الدكتور يسرى الغرباوى رئيس برنامج النظام المصرى بمركز الدراسات السياسية بالأهرام، أن توعية النائب وتأهيله لدخول البرلمان هو موضوع فى غاية الخطورة، خاصة فى هذه المرحلة المهمة لمصرنا، حيث هناك مرشحون يأتون إلى المركز قبل بدء الانتخابات لتوعيتهم فى بعض القضايا، ومنها دوره الرقابى والتشريعى فى المجلس، وعن كيفية تقديم طلب إحاطة واستجواب للحكومة، وكيفية مناقشة الموازنة العامة للدولة، وغيرها من القضايا. وهناك مرشح ثان يأتى إلى المركز لكى نساعده فى إعداد الحملة الانتخابية والبرنامج انتخابى له، لكن هذا ليس دور مركز الأهرام ولانقوم به، ويتوجه المرشح إلى بعض المراكز البحثية الأخري. بينما يقوم المركز بعد نجاح الأعضاء فى مجلس النواب وانتخابهم من قبل الشعب المصرى بالتوجه إليهم داخل المجلس، وعقد مجموعة من الدورات لتثقيفهم وتوعيتهم، وكيفية تقديم الاستجوابات، واهتمامه ببعض القضايا ومنها قضايا حقوق الإنسان، وهذا يتم بالتنسيق مع المركز البحثى فى المجلس، والذى يضم عددا من الباحثين الأكفاء. وأضاف الغرباوى أننا قمنا مثلا خلال مجلس الشعب السابق بعقد دورات طلبها حزب النور مع أعضائه فى المجلس، وتم توعيتهم بالكثير من القضايا، حتى يكونوا مؤهلين سياسيا. وأكد أن مركز الدراسات سيقوم بعمل دورات خلال الأيام القادمة للتوعية والتثقيف، وإلمام المرشح باللائحة الداخلية لمجلس النواب.. وتقديم مشروع بقانون.. والقضايا المتعلقة بالدستور.. وكيفية محاربة الفساد وغيرها . مشددا على أن هناك دورا مهما للأحزاب فى اختيار مرشحيها وتمثيلهم، كما أنه يتوقف على مدى اهتمام المرشح بفكرة تثقيفه من عدمه، وهذا يتوقف على الحزب فى الاختيار. منوها بأن مجموعة من رجال الأعمال يسعون إلى دخول المجلس للحصانة فقط، متناسين دورهم الرقابى والتشريعي، وأعتقد أن هذا الفكر لابد أن ينتهي، إن لم يكن قد انتهى بالفعل.