لا يختلف اثنان على ارتفاع نسبة مؤشرات الفقر والامية خاصة فى الصعيد حتى أصبحت هى التحدى الأكبر امام أى حكومة، لان الفقر ليس مجرد جوع ومسكن غير آدمى لا يوفر للأسرة أبسط متطلبات الحياة الكريمة بل الأصعب فى الفقر هو عدم القدرة على التعليم والعلاج مما يترتيب عليه المزيد من الامية والجهل وأجيال قادمة لا تتمتع بالصحة او القدرة على بناء بلدها وتصبح عبئا على الدولة وبالتالى يتم اهدار الموارد البشرية. ومن ثم كانت مبادرة الدولة خاصة وزارة التضامن الاجتماعى التى تقودها د. غادة والى وزيرة فى فكرة ( برنامجى تكافل وكرامة ) فى فتح باب جديد يعد هو باب الامل للاستثمار الحقيقى فى البشر هو المساعدات المشروطة لتلك الفئات الفقيرة فى المجتمع بمعنى أنه لن يحصل على المساعدات المالية من الأسر إلا التى تلحق أبناءها بالمدارس وأيضا توفر لهم الرعاية الصحية وهو منظور مختلف للتكافل ، ليس مجرد إعانات او معاشات شهرية تنفقها تلك الأسر على حياتها اليومية دون تأثير إيجابى على حياة أولادها. أما برنامج الكرامة فهو يختص بذوى الإعاقة غير القادرين تماماً عن العمل او كبار السن مما تعدوا ال65 عاما لضمان حياة محترمة لتلك الفئات بعد رحلة العمر. ونحاول من خلال هذا التحقيق البحث عما يقدمه برنامجا «التكافل والكرامة» لحياة الغلابة مع رأى تلك الفئات فى البرنامجين والتى شكلت من أجل تنفيذهما وزارة التضامن فريق عمل سيبدأ فى اطلاق رحلة الكرامة والتكافل فى عدد من المحافظات التى تمثل الأكثر فقرا، حيث تبدأ الايام المقبلة بسوهاج. حماية اجتماعية فى البداية تؤكد غادة والى وزيرة التضامن أن الحكومة حاليا تشرع فى إجراء سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية استجابة لاحتياجات المجتمع وكفالة حقوقه المتكاملة والعادلة، وبناءً على ذلك تقوم وزارة التضامن الاجتماعى بإطلاق برنامجى «تكافل» و»كرامة» بهدف تطوير نظام الحماية الاجتماعية على المدى الطويل لتعزيز الحقوق الاجتماعية الأساسية مثل الصحة والتعليم والغذاء والدخل وفرص العمل، وذلك بالتوازى مع ما تقوم به بقية الوزارات الخدمية بتسهيل الوصول إلى الخدمات وتحسين جودتها. وأكدت الوزيرة أن الهدف العام من برنامجى تكافل وكرامة هو إيجاد شبكة حماية اجتماعية مؤثرة وعادلة تستهدف الفئات التى تعانى من الفقر بكل أشكاله، وذلك عن طريق الاستهداف الموضوعى للأسر التى لديها مؤشرات اقتصادية واجتماعية منخفضة تحول دون إشباع احتياجاتها الأساسية وكفالة حقوق أطفالها الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التى ليست لديها القدرة على العمل والانتاج مثل كبار السن (65 سنة فأكثر) أو من لديهم عجز كلى أو إعاقة. الفئات المستهدفة وقالت إن الفئات المستهدفة من برنامج(تكافل ) هى التى تعانى من الفقر الشديد وتحتاج إلى دعم نقدى وخَدمى حتى تستطيع أن تنتج وأن يُستثمر فى أطفالها حتى 18 سنة (مثل الأسر المقيمة فى المناطق الريفية والحضرية الفقيرة) مشيرة الى أن تعزيز التنمية البشرية هو منهج وقائي. أما برنامج (كرامة) فيستهدف فئات تعانى الفقر الشديد ولا تستطيع أن تعمل أو تنتج، ولذلك تحتاج إلى حماية اجتماعية، ككبار السن 65 فأكثر دون معاش ثابت ومن لديهم عجز كلى أو إعاقة ، بهدف تعزيز الاندماج المجتمعى كمنهج حمائي. وتوضح الدكتورة نيفين القباج رئيس مشروع المساعدات المالية لبرنامجى كرامة وتكافل الشروط اللازمة للاستحقاق ، مشيرة الى أن برنامج تكافل هو برنامج للتحويلات النقدية المشروطة يستوجب التزام الاسر المستفيدة التى لديها أطفال بشروط أولها ان تكون تلك الاسر ليس لديها معاش تأمينى أو لديها معاش أقل من المعاش الاجتماعى، وبالنسبة لاطفالها الأكبر من 6 سنوات أن يكونوا مسجلين بالمدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% من عدد أيام الدراسة، ويتم التعاون مع وزارة التربية والتعليم لمتابعة موقف انتظام حضور أطفال الأسر المستفيدة. أما بالنسبة للاطفال الاقل من 6 سنوات فتتم متابعة برامج الوقاية والصحة الاولية للأطفال والأمهات بالوحدات الصحية الحكومية، ويتم التعاون مع وزارة الصحة للتأكد من توافر الخدمة للأم والأطفال. وتضيف أن 500 ألف مواطن استفادوا من تقديم الدعم النقدى المشروط بما يحُسن أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية شركاء البرنامج وتوكد الدكتورة نيفين أن هناك تنسيقا مع الشركاء الاساسيين لنا وفى مقدمتهم وزارة الداخلية حيث تساعدنا فى الربط الإلكترونى للتحقق من الرقم القومي، بالإضافة إلى التعاون من أجل استخراج بطاقات الرقم القومي. أما وزارة التربية والتعليم فتقوم بمتابعة انتظام أطفال الأسر المستفيدة فى المدارس وعمل قاعدة بيانات بالمدارس (الابتدائية، والاعدادية، والثانوية الكائنةفى المناطق المستهدفة). وتقوم وزارة الصحة بالتحقق من وضع أطفال الأسر المستفيدة والأمهات حديثات الولادة وعمل قاعدة بيانات بالوحدات الصحية الكائنة فى المناطق المستهدفة. ويستخرج القوميسيون الطبى شهادة موثقة بدرجة الإعاقة للفئات المستهدفة التى تعانى من إعاقة. ويتم عمل مصفوفة بدرجات الإعاقة والقدرة على العمل والإنتاج. وتعد مكاتب البريدقنوات لتمرير المساعدات للأسر والتعاون مع شركة ميكنة الصرف. حملات توعية ومن جانبه يؤكد أحمد لطيف مدير العمليات والمتابعة الميدانية أننا بدأنا منذ 6 أشهر اعداد الدرسات الكافية لاطلاق فكرة تكافل وكرامة بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين لتصميم البرنامج وقد شكلنا فرقا لتنفيذ المرحلة الاولى من المشروع تقوم بحملات توعية بين تلك الاسر المستهدفة للحصول على الخدمة وايضا توعيتهم بطرق التقدم وشروطها خاصة فى برنامج التكافل والذى يشدد على اهمية تعليم الأولاد وقيام الاسر بتوفير الرعاية الصحية لهم وذلك لضمان الحصول على تلك المساعدات وبالتالى اصبح هناك حافز خاصة ان المؤشرات المتوقعة لصرف المساعدات ستكون نحو 325 جنيها للأسرة وكل طفل مكافأة شهرية مستقلة بنحو 60 جنيها للطفل فى المرحلة الابتدائية و80 جنيها للمرحلة الإعدادية. و100 جنيه فى المرحلة الثانوية ويستمر صرف المساعدات بشكل دائم فى حالة انتظام الأبناء فى الدراسة وان تكون نسبة الحضور حوالى 80%. آليات التنفيذ فى محاولة لمعرفة آراء تلك الاسر فى فكرة البرنامجين وهل سيحقق لهم أحلامهم فى حياة كريمة على الأرض أكدت فاطمة ابو زيد «50 عاما» من نجع ابو سعيد بمركز أرمنت إنها ستسعى لتسجيل بياناتها ضمن بالكشوف لتستفيد من المساعدات نظرا لانها من الأسر الأولى بالرعاية ولا يوجد اى دخل ثابت للأسرة وايضا حتى تتمكن من شراء بطانية فى الشتاء وتحلم بضرورة توفير اى عمل لتنفق على الأسرة. وأوضحت مريم احمد محمد من احدى قرى سوهاج ان اهم شيء أن تصل هذه المساعدات للمستحقين . بينما طالب سالم حسين من الاقصر بان يكون هناك مدراس قريبة أو مواصلات آدمية حتى نستطيع ان ندخل أولادنا فهم يسيرون على قدمهم مسافات طويلة فى عز الشتاء ولو بنات اكيد سنخاف عليهن. وتقول آمال عبد الرحمن ربة منزل من اسوان إننا نحتاج الى وحدات صحية فيها خدمات حقيقية وليس أبنية خالية من الخدمات. اما الحاج عبد الرحمن عباس "67 عاما" من قرى سوهاج فيقول ما تقوم به التضامن نشكرها عليه لأننا بعد هذا العمر لا نمد إدينا لنطلب المساعدة حتى ولو من الأبناء فهو فعلا الكرامة الحقيقية.