ساد هدوء تام دوائر غرب الإسكندرية عقب الانتهاء من مشروع تقسيم الدوائر من حيث المبدأ.. لكن تظل الحرب مشتعلة فى تلك المناطق الملتهبة والتى تشمل دائرة مينا البصل معقل الإخوان المسلمين، الذين كان ممثلا لها فى السابق الدكتور حمدى حسن والدكتور حسين إبراهيم، ويزداد الأمر اشتعالا اليوم تلو الآخر. مع اقتراب ساعة الصفر للانتخابات النيابية حيث يطل علينا ظهور أبناء الجنوب »الصعايدة« بظهور قوى لعودتهم لمقاعدهم البرلمانية، على حد قولهم.. حيث توجد العصبية التى تجمع أبناء الصعيد فى هذه المنطقة الساخنة ووجودهم منذ سنوات عديدة وتمركزهم بجوار ميناء الإسكندرية.. إلا أن الظهور القوى يتمثل فى إعلان امبراطور الميناء، كما يطلقون عليه فى مينا البصل ، رجل الأعمال رشاد عثمان، الذى أعلن عن نيته خوض الانتخابات بقوة، لكن بتصدر ابنه »محمد« لمشهد المعركة.. والذى فاز بمقعد البرلمان فى 2010 ولم يجلس على المقعد إلا شهور قلائل.. الأمر الذى جعل عودته الى البرلمان مرة أخرى بمثابة حياة أو موت.. واستعد أبناء الجنوب فى هذه الدائرة الملتهبة ببرنامج قوى وداعم لمواجهة أى مخاطر إخوانية داعمة لمرشح بعينه، حتى ولو كان ينتمى الى أى قوى سياسية معتدلة.. فما يؤكده أبناء الصعيد هو مواجهة الإخوان مهما كلفهم الأمر.. وفى نفس الوقت، تلعب رءوس الأموال الكبيرة دورا كبيرا فى حسم مثل هذه المعارك.. ورصد رشاد عثمان مشروعات ضخمة لحساب أهالى الدائرة لنيل رضاهم وكسب أصواتهم وحسم المعركة مبكرا.. وقد تمكن من لم شمل أبناء الصعيد من حوله حتى لا تفكك الأصوات.. وبات فى حكم المؤكد ترشح محمد رشاد عثمان »فردي« وخوض المعركة بميناء البصل.. دون وضع حسابات مع أحزاب أو تحالفات أو تيارات.. أما بالنسبة لدائرة الدخيلة والتى تم تقسيمها الى الدخيلة والعامرية وبرج العرب الأولي،، فهى تحظى بصراع من نوع خاص فيها أبناء الدخيلة الأصليون الذين رفعوا شعار »لا لضياع المقعدين« و»كفانا.. بدوا«، وعلى الجانب الآخر تتمركز »القبائل البدوية«، فى هذه الدائرة بمناطق العجمى البيطاش والهانوفيل وأبويوسف و21 ويعتمد كل منهم على نفوذه القبلى والمالي.. وانقسام هذه الدائرة جعلت حسابات الفوز بها تختلف تماما عن سابق المعارك.. فالصراعات فيها كبيرة لدرجة الخلافات فى الأسرة الواحدة.. حيث أعلن العشرات من كل قبيلة الترشح، الأمر الذى سيضعف موقف القبائل بلاشك.. ونجاح أحدهم أصبح شبه المستحيل.. ومعاركهم أعلنت عن تفككهم بعد أن كانت هذه الدائرة منذ عشرات السنين تنال القبائل البدوية مقعدى الدائرة.. إلا أن الخلافات وسمة التقسيم قد تعصف بآمال وتطلعات القبائل فى تلك الدائرة.. ويحاول العقلاء فك الاشتباك فيما بينهم لكن الطموحات غير المبررة تسيطر على الموقف القبلى هناك.. الأمر الذى يدفع بموقف قوى الى صعود التيار السلفى فى هذه الدائرة بعد أن أعلن مسئولى حزب النور خوض المعركة فى »الدخيلة« برجل له وجود بين الشارع وهو ابن الشيخ »سعيد الروبي« والذى يعول عليه العائلات القديمة فى الدخيلة كابن من أبنائهم والذى سيحقق طموحاتهم فى نيل المقعد النيابي، الذى غاب عنهم كثيرا وسوف يتم الإعلان عن نظيره فى المقعد الثانى فى نفس الدائرة عقب انتهاء المجمع الانتخابى لحزب النور. أما دائرة العامرية، فالصراع بها سيكون على أشده، فالقبائل هناك تشهد أيضا انقسامات وانشقاقات كبيرة خاصة رفض معظم القبائل لعودة مرشحين بعينهم نالوا مقعد البرلمان فى هذه الدائرة أكثر من خمس دورات وأحدثوا بها انشقاقات قبلية غير مسبوقة.. ومع رغبة القبائل فى التغيير تجد تفككا واضحا وتولى أفراد الأسرة الواحدة.. وفى المقابل لا تجد منافسا قويا سوى صعود التيار السلفى بقوة فى هذه الدائرة التى تحظى بأقوى تجمع سلفى فى مصر.. فهى »معقل السلفية« كما يطلق عليها البعض ويقوده الشيخ شريف الهوارى الذى ينتمى الى القبائل البدوية هناك، ويحظى بكلمة مسموعة فى هذه المنطقة ويدفع عبر مرشحين كانا فى السابق عضوين مجلس الشعب المنحل وهما الدكتور أحمد خليل عبدالعزيز، وأحمد الشريف.. ويؤكد الهوارى أن المعركة فى هذه المنطقة بالذات شبه محسومة لحسن الاختيارات ووجود كتلة تصويتية تطيح بأى مرشح من المنافسين المرشحين.. ويحاول المجمع السلفى أن يختار مرشحين أقباط لهم وجود قوى ومؤثرين حتى يضمنوا كل الأصوات بالدائرة، وساد الأمر هدوءا بعد أن أعلنت العديد من القبائل تحالفها مع مرشحى التيار السلفى لإنهاء المعركة مبكرا.. واستطاع حزب النور بالعامرية أن يختار أحد أبناء القبائل المنتمين الى حزب النور ليضرب عصفورين بحجر ويضمن مقعدين فى أهم وأقوى دائرة له من حيث الوجود على مستوى مصر.. أما دائرة برج العرب فإن الصراع بها على مقعد واحد فقط ولن يخلو هذا المقعد من التمثيل القبلى لأن القبائل والعائلات بها تتعدى 80% ليظهر فى الصراع تردد اسم المهندس فرج عامر رئيس نادى سموحة ورئيس مستثمرى برج العرب عن إعلان ترشحه فى دائرة مصانعه وشركاته إلا أن القبائل تعلن تمسكها بمقعدها. ويدفع حزب النور أحد مرشحى القبائل هناك وهو إبراهيم السمالوسي، ليلقى تأييدا واسعا بين القبائل، وتخشى باقى الأحزاب خوض المعركة وتحاول استقطاب أبناء القبائل بالمنطقة، إلا أن الأمر معلقا لحين الإعلان النهائى عن الترشح.. وتظل غرب الإسكندرية بدوائرها الأربعة على سطح صفيح ساخن.. ومعركة حامية الوطيس لن تهدأ إلا بإعلان النتائج النهائية سواء الفردى أو القائمة!.