عاشت محافظة مرسى مطروح فى الأيام الماضية حالة من الرعب امتدت الى كل محافظات مصر , بعد انتشار الحصبة ووفاة 5 اطفال فى واحة سيوة , وطفل فى السلوم , فضلا عن اصابة 173 حالة الأمر الذى دفعنا الى فتح ملف هذا المرض , للوقوف على حقيقة هذا الهجوم المفاجئ الذى لم نشهده او نشعر به منذ سنوات . بداية الحصبة هو مرض فيروسى انتقالى حاد ومعد يصيب الأطفال، ويسبب لهم بعض المضاعفات التى تكون خطيرة فى بعض الأحيان. ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا فى سن الطفولة بصفه خاصة، ولكنه قد يصيب الكبار أيضاً. وفى عام 1963م ومن خلال طفرة كبرى توصل فريق من علماء الفيروسات وعلى رأسهم الباحث الأمريكي/ جون فرانكلين اندروز إلى إنتاج لقاح مضاد للحصبة، ومع بداية التسعينيات أدى هذا اللقاح إلى نُدرة مرض الحصبة فى بعض الدول. ومن أعراضه ارتفاع فى درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد، يتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم. أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري الطبيب والفيلسوف أبو بكر الرازي وذلك في بغداد سنة 900 ميلادية. مدة الحضانة تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما. يبدأ ظهور الطفح فى اليوم الرابع من ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة. مصدر عدوى الحصبة ومخزنها هو الإنسان، تنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدى الحياة. من جانبه قام الدكتور عمرو قنديل ،رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، بقيادة فريق من القطاع الوقائى ( الأمراض المعدية - البرنامج الموسع للتطعيمات ) بالتوجه إلى سيوة بالتعاون مع القسم الوقائى بمديرية مطروح لدراسة حجم المشكلة وتقييم الموقف ومتابعة الإجراءات المتخذة وتنفيذها من خلال (عمل ترصد ايجابى لاكتشاف أى حالات جديدة - مراجعة نسب التغطية للتطعيمات الروتينية بوحدات الإدارة - التأكد من توافر الخدمة الصحية المناسبة بالمستشفيات والمنشآت الصحية بمحافظة مطروح زيارة منازل هؤلاء الأطفال للوقوف على أسباب الوفاة الحقيقية رفع الوعى لدى المواطنين بشأن الوقاية والعلاج .
و أكد ان الحصبة تحدث فى كل دول العالم , لانه لا يوجد مرض معد لا يحدث على مستوى العالم الا مرض الجدرى الذى تم القضاء عليه نهائيا فى كل الدول ,مشيرا الى ان مصر من اكبر الدول التى لديها نسبة تغطية للتطعيمات الروتينية , وقد ظهر ذلك واضحا من خلال آخر مسح صحى فى 2008 و الذى أجرته جهات دولية عديدة , وقد افاد ان مصر بها تغطية لتلك التطعيمات بلغت 95 % .
ويتذكر رئيس قطاع الطب الوقائى ان اعداد الاصابة بهذا المرض فى السبعينيات والثمانينيات كانت تصل الى عشرات الآلاف سنويا , وفى اوائل التسعينيات وبعد اكتشاف التطعيم انخفضت النسبة لتتراوح ما بين خمسة الاف الى سبعة آلاف فى السنة , اما الآن فقد انخفضت النسبة كثيرا لتسجل سنويا من 800 الى 1600 حالة , خاصة بعد زيادة الجرعة الثانية , وعمل حملة قومية ضد هذا المرض تم خلالها تطعيم 35 مليون شخص , الامر الذى ادى الى تقليل الاصابة بنسبة 70 % تقريبا .
واشار الى انه تم تطعيم حوالى 25 الف فى سيوة والضبعة وسيدى برانى والسلوم , ونتيجة التوعية التى حدثت فى الايام الماضية مع بداية انتشار المرض , فقد ادى الى عدم حدوث أى مضاعفات للحالات التى لم تمتثل بعد للشفاء , مؤكدا انه فى خلال من أسبوعين الى أربعة أسابيع سوف يتم القضاء على هذه الزيادة الموجودة .
وقد تم ارسال 70 ألف جرعة من طعم الثلاثى الفيروسى ( حصبة حصبة ألمانى نكاف ) لمديرية الشئون الصحية بمطروح ، وعدد 75 ألف سرنجة ذاتية التعطيل (استخدام مرة واحدة فقط) ، بالإضافة إلى 10 آلاف سرنجة للإذابة ، و 1000 صندوق أمان للتخلص من السرنجات المستخدمة بطريقة آمنة؛ لتنفيذ حملة محدودة للتطعيم ضد المرض للفئات المستهدفة للتطعيم من الأطفال اقل من خمس سنوات فى سيوة.
وأرجع رئيس قطاع الطب الوقائى أسباب تفشى المرض فى مدينة سيوة إلى عزوف الأطفال هناك عن تناول التطعيمات، حيث لم يحصل على التطعيمات المحددة سوى 50% من الأهالي، ويرجع ذلك لبعض العادات الخاصة بالأهالى هناك، معلّقًا «لذا يقوم فريق الطب الوقائى هناك بالتنسيق مع المشايخ ورؤساء القبائل، بعمل حملات تطعيمات للأطفال أقل من 5 سنوات من خلال المرور على المنازل وتطعيم الأطفال هناك».
وأشارقنديل إلى أنه تمت الاستعانة أيضًا بالمشايخ هناك، لحث أهالى كل طفل يشتبه فى إصابته أو تعرضه لبعض الأعراض الخاصة بالمرض، بسرعة التوجه إلى المستشفيات لتوقيع الكشف الطبى عليه وإجراء التحاليل اللازمة، خاصة أن أربع حالات من إجمالى الحالات المتوفاة لم تذهب من الأساس للمستشفيات ..
وقال إن جميع الحالات التى تم حجزها ولديها أعراض الحصبة فى كل مستشفيات مطروح 173 حالة فقط، لم يتبق إلا 42 حالة ما زالت فى المستشفيات , والباقون خرجوا بعد امتثالهم للشفاء , وجميعهم فى حالة مستقرة.
وأضاف الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، أن مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارًا خاصة فى ظل عدم وجود التطعيمات اللازمة، ومنذ عام 2008 يتراوح عدد المصابين فى جميع أنحاء الجمهورية الى ما بين ال800 إلى 1500 حالة , وذلك بعد زيادة جرعة ثانية ضد مرض الحصبة مشيرًا إلى أن عدد الإصابات بالحصبة حتى الآن بجميع الجمهورية بلغ 1360 حالة.
الدكتورة معتزة بشير استشارى طب الاطفال وحديثى الولادة توضح ان الوقاية تكون بأخذ الطعم الخاص بالحصبة الألمانية ويجب أن يعطى كالتالي:
- أولاً للإناث والذكور:
- جرعة عند سن 12 - 15 شهرًا
- جرعة عند سن ( 4 - 6 سنوات ) أو ( 11 - 12 سنة (
- بعد البلوغ: يعطى للسيدات غير الحوامل مع مراعاة تأجيل الحمل لمدة شهرين بعد التطعيم كإجراء وقائى لحماية الجنين.
- يوجد هذا الطعم منفردًا: طعم ضد الحصبة الألمانية فقط أو متحدًا مع طعم الحصبة المعتادة والتهاب الغدة النكافية وهذا الطعم يعرف ب (MMR) ويُسمَّى ثلاثى الحصبة، وفى الحقيقة فإن هذا الطعم المشترك فى غاية الأهمية لعملية الإنجاب؛ وذلك للوقاية من الحصبة الألمانية بمخاطرها التى عرفناها وكذلك الوقاية من الحصبة المعتادة التى قد تؤدى إصابة المرأة بها أثناء الحمل إلى موت الجنين وكذلك الوقاية من التهابات الغدة النكافية التى قد يكون من مضاعفات الإصابة بها ضعف الإنجاب عند الذكور إذا حدث التهاب بالخصيتين حيث يؤدى إلى حدوث عقم مؤقت بنسبة 13% من الحالات المصابة.