لم يحظى الشاه رضا بهلوى بالشهرة التى حظى بها إبنه محمد رضا بهلوى ،رغم أنه مؤسس الاسرة البهلوية والذى نجح فى 12 ديسمبر عام 1925 من إنهاء حكم القاجاريون للإمبراطورية الفارسية. ولد رضا شاه بهلوي في 15 مارس 1878 وتوفي والده عباس قلي خان وهو مازال رضيعا ونشأ (رضا) تحت رعاية خاله بعد أن تزوجت أمه، ثم أودعه خاله لدى أسرة الجنرال طومان كاظم خان، صديق العائلة. وكان رضا ينتمي لأسرة امتهنت الجندية، فقد كان أبوه وجده ضابطين، وعمل في بدايته بالجيش الإيراني ثم أصبح قائدًا للواء القوزاق في عهد الدولة القاجارية، وقام عام 1921 وهو على رأس وزارة الحربية بحل الحكومة، وتولى ما بين سنوات 1923 و1925 رئاسة الوزراء، وفى عام 1925 انهى رضا بهلوى حكم القاجاريون للإمبراطورية الفارسية ونصب نفسه شاهًا ، وفي عام 1926 أعلن رضا خان نفسه ملكاً على إيران و أطلق رضا شاه على أسرته لقب الأسرة البهلوية. و قام سنة 1934 م باستبدال اسم البلاد القديم "فارس" ب"إيران" أي بلاد الآريين بعد أن قام بضم كل الأقاليم التي كانت تتمتع بحكم ذاتي مثل عربستان و بلوشستان و لرستان إلى الدولة الإيرانية الجديدة. كان رضا صديقا حميما لكمال اتاتورك، ويحرص دوما على تقليده واقتفاء خطاه، فقام بعملية إصلاحات على غرار اتاتورك (في تركيا) رغم المعارضة الشعبية ،و كان في صراع دائم مع المرجعيات الشيعية (رجال الدين)، خاصتا عندما أصدر توجيهات مناهضة لوجود الحجاب في المجال العام، و رغم ذلك اتسم عصره بمشروعات تحديثية ، منها ما تعلق بالطرق و وسائل النقل، و التعليم كتأسيسه جامعة طهران، و ابتعاثه الطلاب الإيرانيين لدراسة العلوم في أوروبا. كان الشاه الايراني رضا بهلوي يحرص على علاقات حسن الجوار مع الاتحاد السوفيتي ، الامر الذي ساعد في تعزيز استقلال ايران السياسي والاقتصادي، لكن اواخر الثلاثينات شهدت عداءاً سياسيا تجاه الاتحاد السوفيتي ،وصار الشاه يقترب من ألمانيا الهتلرية. فإيران بصفتها طريقا لجنوب شرق أسيا وبلدا يمتلك حقول النفط الغنية تشكل اهمية خاصة لالمانيا وقام الجيش السوفيتي باحباط الخطط الهتلرية. و وجهت الحكومة السوفيتية مذكرات الى الحكومة الايرانية تطالب بايقاف نشاط الالمان في ايران ورفضت الحكومة الايرانية تنفيذ ما جاء بالمذكرات ، فقامت كلاً من بريطانيا والاتحاد السوڤيتي في أغسطس 1941 بإحتلال إيران واجبر الشاه على توقيع مرسوم تخليه عن العرش وتسليمه الى ابنه الاكبر محمد رضا بهلوي في 16 سبتمبر و نفي إلى مومباي في الهند، ومنها إلى جزيرة موريشيوس ثم إلى جوهانسبيرغ في جنوب أفريقيا ،وتوفي يوم 25 يونيو 1944 و دفن في مسجد الرفاعي ، وبعدما حدث الطلاق بين الشاه محمد والأميرة فوزية في نهاية الأربعينات أمر بنقل رفات والده إلي العاصمة الإيرانيةطهران، و الطريف في الأمر أن هذه الغرفة هى التى تحوى الآن رفات إبنه محمد رضا بهلوي وقد وضع على قبر الشاه لحد رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية. لمزيد من مقالات نيفين عماره