في يوم وليلة بعد صيف حار وطويل وصل فصل الشتاء بعد غياب وكانه جاء ليبرهن لعشاقه أن غيابه رحمة بنا.. فبمجرد نزول بعض الأمطار وشوارع القاهرةوالمحافظات ...الكل في شبر ميه غرق! دائما كنت أعشق تلك اللحظات القصيرة مع المطر وهو يرفرف لامعا فوق جبيني.. كل شيء كان يكتسب منه هذا الجمال واللمعان الشجر والبيوت والشوارع حتي البشر...الكل ينتظر مطر الخير ليدعوا ويلهوا ويمسح عن جبينه تعب السنين.. فكما كانت تقول جدتي رحمها الله "المطر خير"... لكن خير اللهم اجعله خير بمرور السنين أختلف هذا المشهد تماما.. فإليكم المشهد الجديد وعنوانه " في شبر ميه". الأسبوع الماضي وانا ذاهبه للعمل مثل كل يوم فجأة نزلت الأمطار لتمارس شغبها المعتاد علي زجاج السيارات.. كنت جالسة علي مقعدي داخل السيارة استمع لصوت حبات المطر وكأنها نبضات قلوب كل من حولي، كلما زاد المطر زادت النبضات.. في ثواني تسببت الامطار الغزيرة في شل الحركة المرورية وامتلأ الشارع بالمياه ليتحول إلي بركة صغيرة يصعب التحرك فيها.. لو كل هذا في أرقى شوارع المدينة فماذا يحدث بالأزقة والحوارى وباقي المحافظات.. أخذت أحدث نفسي وأنا أبحث علي مواقع الأنترنت ومحطات الراديو علي أخبار، ومع كل خبر كنت أتأكد ان الكل في شبر ميه.. "المحلة تغرق في شبر ميه.. الأمطار الغزيرة أسفرت عن غرق المدينة نتيجة تردي الخدمات وضعف البنية التحتية وعدم توافر بالوعات الصرف الصحي بالشوارع...تعرضت محافظة الدقهلية لموجة من الطقس السيء والأمطار الغزيرة على كافة أنحاء المحافظة مما تسبب في غياب عدد كبير من طلاب المدراس والجامعات، وكذلك الموظفين نظرا لسوء حالة الطرق وتوقف عدد كبير من السيارات عن العمل في انتظار استقرار الطقس..تعرضت القاهرة الكبرى، إلى هطول أمطار خفيفة على معظم الأنحاء، ما تسبب في غرق بعض الشوارع، وسط هروب المواطنين للاحتماء من المياه".. الكل في شبر ميه في انتظار الطقس. يالا العجب !! بعد أن كانت المدينة تنتظر بداية فصل الشتاء لتغتسل من همومها اليومية بالأمطار، أصبح نزول المطر من همومها...وسط كل هذه الأخبار والمشاهد المتنوعة بين صراخ وصمت ظهر في المشهد البطل .. شاب يبحث في الأرض علي شيء ما، وفجأة رفع غطاء احدي بلاعات الشارع لتنطلق المياه مسرعة داخلها، وظهر شاب أخر ليساعده.. حتي صاحب الكشك أخذ غطاء وأعطاه لصاحب العربة الكارو ليحتمي هو والحمار من الغرق في شبر ميه. داخل هذا المشهد من أنتظر في شبر ميه وغرق.. وهناك من لم يفقد الأمل و وجد الحل واخرج "الكل من شبر ميه". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل