دعا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أمس إلى ممارسة الحرية الدينية قائلا إنه »لأمر اساسي« أن يتمتع جميع المواطنين فى نظر القانون بالحقوق نفسها أيا كانت طائفتهم، وذلك فى اليوم الأول لزيارته إلى تركيا وقال خلال لقائه الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية »أنه لأمر اساسى أن يتمتع المواطنون المسلمون واليهود والمسيحيون بالحقوق نفسها ويحترموا الواجبات نفسها». وطالب السلطات التركية باحترام حقوق المسيحيين، ودعا إلى »حوار ثقافى ودينى لمنع التعصب والارهاب« وأوضح أن الحوار بين الأديان يمكن أن يساهم فى مواجهة »التعصب والإرهاب« المستشريين فى الشرق الأوسط وخصوصا فى العراق وسوريا. ولم يخف البابا انتقاداته لوضع الحريات الدينية فى تركيا، مشيرا إلى التمييز بحق الأقلية المسيحية فى هذا البلد. وكان البابا قد وصل أمس إلى تركيا وسط إجراءات أمنية مشددة فى زيارة تستغرق ثلاثة أيام من المتوقع أن يركز خلالها على المصالحة بين الكاثوليك والأورثوذوكس، فضلا عن التواصل مع المسلمين والتنديد باضطهاد المسيحيين فى الشرق الأوسط. وقبيل الزيارة، ندد بابا الفاتيكان - وهو أرجنتينى - بالهجمات التى تستهدف الأقليات الدينية فى العراق، ووصف هذه الهجمات بأنها »وحشية واجرامية ولا يمكن وصفها«، ودعا زعماء المسلمين إلى أن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه الأفعال. من جانبه أعرب رجب طيب أردوغان عن قلقه حيال »التنامى السريع« لكراهية الإسلام قائلا »كراهية الإسلام تشهد نموا خطيرا وسريعا.. علينا أن نعمل معا ضد مصادر التهديد التى يشهدها عالمنا «التعصب والعنصرية والتفرقة». كما أعرب أردوغان عن اسفه لسياسة »الكيل بمكيالين« التى ينتهجها المجتمع الدولى إزاء التهديد الإرهابي، فى إشارة إلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد وإسرائيل. وكان إردوغان قد استبق زيارة البابا بتصريح مثير للجدل أمس الأول قال فيه إنه غير راغب فى تلقى محاضرات من أجانب. وقال أردوغان »هؤلاء الذين يأتون من الخارج يحبون البترول والذهب والماس والعمالة الرخيصة والعنف والقتال والاختلافات الموجودة فى المنطقة الإسلامية، هؤلاء الذين يأتون من الخارج قد يبدون لنا كأصدقاء لكنهم يحبون جثثنا وجثث أبنائنا«. وعلى صعيد الوضع الداخلى التركي، انتقد الاتحاد الأوروبى بشدة الحكومة التركية لقرارها بحظر النشر فى التحقيقات المتعلقة بقضايا الفساد، مشددا على ضرورة استمرار وسائل الإعلام فى أداء دورها اللازم باعتبارها عين الرقابة الشعبية.