اكتشفت أننى مهما بعدت.. وأينما ذهبت.. وأينما وليت.. حتى لو كنت جالسا فى كوخ يكسوه الجليد.. يملكه صياد عجوز من قبائل الأسكيمو فى القطب الشمالى.. أو حتى ذهبت فى رحلة غفران وهروب من شرور الناس ومن شرورى وذنوبى وعيوبى وأخطائى على الدنيا.. إلى قلب محراب فى معبد بوذى فوق جبال التبت.. فإننى لن أهرب أبدا من أخبار وأهوال وشقى وشجن بلادى.. التى قال فيها الشاعر: بلادى ولو جارت علىّ عزيزة.. وأهلى لو جاروا علىّ كرام.. ليس من قبيل الشوق والغربة وسفر مسافات طوال.. ولكن لأننى أحمل فى حقيبتى وفى جيبى هذا المحمول المخبول الذى ينقل إلىّ كتابة فى كل دقيقة أخبار بلادى ومعها أخبار الدنيا كلها.. مكتوبة ومصورة «كمان»! ياه.. يعنى لا مفر ولا مهرب من أن أعيش أحوال وأخبار بلادى والناس فى بلادى.. ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة.. عن طريق خاصية ال s.m.s.. «يعنى كده بصريح العبارة».. أصبحت الدنيا كلها وليس بلادى وحدها تجلس على كف عفريت خبيث لئيم.. ولكنه عفريت عصرى من عفاريت هذا الزمان.. يلبس الريدنجوت، و «البلاك تاى».. وهى رداء الأكابر فى حفلاتهم وسهراتهم أو حتى وهم يخططون لغزو العالم.. وتقسيمه وتفتيته إلى دويلات وكميونات وجزر صغيرة يسهل كسرها وبلعها! .................. .................. لا يهم هنا أين أنا جالس وفى أى بلد.. على سريرى.. أو على كرسى فى آخر الليل فى مقهى الأفندية فى ميدان سيدنا الحسين.. وقبالة مقامه الطاهر رضى الله عنه.. الخبر: توسيع دائرة المنطقة الخالية بين أرضى الوطن والحدود الدولية فى سيناء من 500 متر إلى ألف متر.. بعد اكتشاف أنفاق طولها أكثر من 1700 متر بعد هدم البيوت الملاصقة للحدود مع غزة.. كانت تستخدم فى التهريب بأنواعه.. سلاح + متسللون + بضائع + مواد تموينية بأنواعها + مدافع آر.بى.جى وغيرها.. وها هى رفح الصامدة تتأهب للإخلاء الثانى.. وبرغم مشقة وعذاب الاغتراب والخروج من الدار التى جمعت شمل الأسر المصرية التى تعيش على خط الحدود.. فإن قرار الأهالى الذين سوف يحملون عزالهم ويرحلون إلى دور جديدة وأرض جديدة كان صريحا وبالبنط العريض: مصر الوطن بيتنا الكبير! التعليق: كم يتكبد أهالى رفح الكثير من الهم والفراق والتخلى عن دورهم وأرضهم ونخيلهم ومزارع التين والزيتون.. ولكنهم يضحون من أجل الوطن الكبير والقلب الحنون.. لكم هو صعب أن تغادر دارك وأرضك ومزارع عنبك وخوخك وتينك وزيتونك.. ولكن لكى نحمى مصر كلها كما قالت سيدة سيناوية أبا عن جد حتى سابع جد هذا ثمن بسيط.. ويوم تزول غمة الكفرة الفجرة.. ونطهر أرض سيناء كلها من شرهم وبلاويهم السوداء.. سوف يكون يوم عيد لمصر كلها! تعظيم سلام للمرأة السيناوية التى تتحمل من أجل مصر ما فوق الطاقة وما فوق الاحتمال! ........................ ........................ الخبر: خبر مقزز ويثير الغثيان والقرف الأزلى فى نفوس كل الناس الطيبين والشرفاء وما أكثرهم داخل الدور المصرية التى تغلق بابها كل مساء على الحب والدفء والرحمة والصلاة والدعاء لله كى يخلصنا ممن يريدون بنا شرا فى الداخل.. ومن يريدون أن يشعلوا نار الفرقة والشقاق بيننا.. الخبر يقول: سقوط عنتيل الغربية الذى يرتدى ثوب أحد الأحزاب التى ترجع فى أصولها إلى مرجعية دينية.. وهذا العنتيل الجديد.. غير عنتيل المحلة الكبرى ذائع الصيت الذى حول نادى الكاراتيه الذى يدرب فيه الشباب إلى وكر لاصطياد الفتيات والسيدات والساقطات.. ليمارس معهن الفحشاء.. ثم يصورهن عرايا فى أوضاع يندى لها الجبين.. والتى انتشرت على موبايلات الشباب واللى ما يشترى يتفرج! وإذا كان عنتيل المحلة الأول يقضى الآن عقوبة السجن جراء فسقه وفجوره.. والذى كان سببا فى خراب بيوت وتشريد أسر وأطفال لها ذنب لهم.. فإن عنتيل طنطا الذى يرتدى عباءة حزبه الدينى الشهير.. مازال قيد المساءلة، وإن تم فضحه على رؤوس الأشهاد بأفلام ساقطة منحلة هو بطلها مع ساقطات ومنحرفات.. ومازال التحقيق مستمرا! التعليق: يا عالم يا هوه.. هو إحنا ناقصين كمان فضايح وقلة أدب عينى عينك كده على الملأ.. لك الله يا مصر! ................... ................... وهذا الخبر يضاف إلى كشوف هموم الأسرة المصرية! الخبر يقول: جرائم اغتصاب الأطفال فاقت كل معدلاتها.. مدير حضانة يهتك عرض 3 أطفال.. ومشرفان بدار الرعاية يغتصبان الأطفال داخل الدار! وإليكم التفاصيل المرعبة: مدير حضانة أحضر سريرين داخل غرفته ليمارس التحرش الجنسى مع الأطفال الصغار! النائب العام المستشار هشام بركات أحال مدرس فى مدرسة حكومية فى العمرانية بالجيزة إلى الجنايات بتهمة هتك عرض 8 تلميذات دفعة واحدة.. والتحرش بهن! التعليق من عندى فى ثلاث كلمات لا أكثر: يا سنة سودة يا ولاد! الخبر الثانى: إحالة أوراق ابن إلى فضيلة المفتى.. بتهمة قتل والده لأنه منعه من شراء المخدرات! والخبر الثالث المفجع: حفيد شاب فى الثالث والعشرين يقتل جده لكى يحصل على مكافأة نهاية الخدمة التى تصور أنها فى دولاب حجرة نومه.. ولكنه بعد أن قتل الجد.. اكتشف أن ما عنده من نقود: 80 جنيها لا أكثر! التعليق: أين أنت يا عمنا لقمان الذى أنزل الله على نبيه محمد سورة باسمه فى القرآن الكريم.. وهو يعظ ابنه عندما يقول: »ووصينا الإنسان بوالديه.. حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلىّ المصير«.. وقد أوصانا المولى عز وجل بهما خيرا فى كتابه العزيز: »لا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما«.. لا أن تقتلهما وتقتل أباءهما.. كما فعل هذا الشاب حفيد من أنجب وربى.. فكان جزاءه القتل.. يا سبحان الله! ..................... ..................... الخبر: قطع رءوس رهينة جديدة.. أمريكى اسمه بيتر كاسيج الذى أعلن إسلامه وسمى نفسه عبدالرحمن.. وها هى داعش التى تتسمح بالإسلام.. تقطع رأسه دون رحمة أو شفقة..! التعليق: إلى متى يسكت العالم على هذا العبث الذى تفعله داعش؟ هل مجرد حشد أسطول طائرات حلف الأطلنطى.. ودك مواقعها فى العراق وسوريا.. يكفى؟ هل تسليح الجيش العراقى بأسلحة حديثة وليس أسلحة عفا عليها الزمن من أيام الحرب العالمية الأولى.. ينفع؟ لقد وصلت داعش وجرذانها من بيت المقدس والنصرة إلى حدودنا عندما أعلنت بيت المقدس مبايعتها لداعش.. وعندما اشترك الجميع بربطة المعلم فى عملية قذرة لاصطياد لنش بحرى مصرى صغير إلى عرض البحر وإمطاره بالصواريخ حتى غرق ليستشهد من خيرة جند مصر البواسل.. ولكن البحرية المصرية ومعها الآباتشى ردت بقوة وأسرت وقتلت المئات من المهاجمين.. ولكن لن يهدأ لمصر بال.. حتى تطلع الشمس المصرية لتغطى ربوع سيناء بحالها.. وتطرد خفافيش الظلام أيا كان اسمها أو حجمها.. داعش.. وبيت المقدس.. والنصرة وغيرها من خدام وأتباع المخطط الأمريكى المشبوه بإعادة رسم خريطة العالم العربى.. تحت شعار »مايكس بيكو« ثانية! ...................... ...................... الخبر: الإفراج عن بعض أموالنا المهربة بالخارج.. وسيعلن ذلك فى مؤتمر صحفى يعقد قريبا على كل الناس فى مصر.. الخبر جاء على لسان المستشار يوسف عثمان رئيس جهاز الكسب غير المشروع لصحيفة »الأهرام المسائى«.. ثم خبر آخر على غلاف مجلة روز اليوسف فى عددها الأخيرة.. يقول الخبر: بسبب تواطؤ أربع حكومات: عائلة مبارك حصلت على وعود.، بتسلم أموالها المهربة فى لندن! التعليق: من نصدق.. الخبر الأول أم الثانى.. والخبران قرأناهما فى صحف يطلقون عليها الصحف القومية.. طبعا كلنا يدعو الله »يوماتى وليلاتى« كما يقول العامة أن نصدق خبر »الأهرام المسائى«.. اللهم آمين! ................... ................... آخر خبر: ختام مهرجان القاهرة السينمائى وتوزيع جوائزه على الفائزين والفائزات.. والذى كان افتتاحه مهزلة فى التنظيم.. التعليق: تحت عنوان »سيما أونطة« قلت أكثر من مرة وها آنذا أكرر ما سبق أن قلته وكتبته قبل سنوات عن أحوال السينما فى بلدنا.. لم أعد أذهب إلى دور السينما.. طلقتها بالثلاثة.. ليس لضيق الوقت.. ولقلة حياء رواد السينما الآن أو يعضا منهم والتعليقات السخيفة التى تخدش الحياء طوال مدة عرض الفيلم.. ولكن لأن السينما المصرية منذ وقت طويل.. لم تعد تقدم أفلاما سينمائية »بحق وحقيق« ولكنها تقدم نوعا من الفن المنغولى النزعة.. يعنى المتخلف عقليا وهو فن يخاطب الغرائز لا العقول.. الشهوات.. لا العواطف.. أفلاما سيئة السمعة قبيحة النيات.. أفلاما تكاد تشم خلال عرضها رائحة الجنس المقزز والشذوذ المنفر ودخان المخدرات بأنواعه ومسمياتها.. وكأن الدنيا ليس فيها إلا هذا اللون الردىء من الحريم.. وهذا النوع من الرجال الذين يعيشون على أكتاف وعرق النساء ويشبعون ضربا وتلطيشا وينامون على المخدر ويصحون عليه! ولا هم لهم فى الدنيا إلا المكسب الحرام والتحايل على القانون والضحك على رجال الشرطة والنطق بأقذع الشتائم! لقد أصابنى قرف الدنيا كلها وأنا أشاهد عند صديق لى ورغما عنى ونحن نتناول طعام عشاء أحبه مكون من الكشري اللذيذ فيلما من إياها.. البطل فيه ولد صايع مقطوع من شجرة.. مسبسب شعره وعامل قصة على جبينه.. وشكله يقرف كلاب السكك.. ولا تعرف لماذا »تموت فى دباديبه« كل امرأة فى بر مصر كله.. كل واحدة تريد أن تخطفه من الأخرى.. ويطارده أزواج وأخوات وأباء وأمهات البنات الحلوين دول حتى يتكرم ويتعطف ويترك بناتهم لخالقن ويرحل إلى بلاد واق الواق! وبعد ضرب ورقع وتكسير وتجريح وفق بالصوت الحيانى وصراخ يصحى الموتى فى الإمام الشافعى والبساتين ينتهى الفيلم بفاجعة انتحار عشر من بنات مصر الحلوين بعد أن غدر بهن سبع الليل بطل الفيلم الذى ينتهى به المطاف إلى واحدة قرشانة عمرها من عمر والدته تخطفه وتتزوجه وتضربه كل يوم بالشبشب فوق دماغه وهو راض مبتسم! ملحوظة من عندى: هذا الفيلم لم يتم عرضه بعد.. وأحذر أى منتج سينمائى من المنتجين الذين كانوا من قبل سمكرية أو كمسارية وتجار الصنف وتجار الخردة وباعة كرشة ولحمة رأس أن يسرقوا فكرة الفيلم وينتجوه ويضيع علينا شقى عمرنا على فاشوش! انتهت الملحوظة الغريب أن المنتجين إياهم يتصورون أن جيل مصر الآن «عبيط» وأهبل بريالة، ولهذا فإنهم يقدمون له هذا النوع من الأفلام العبيطة المليئة بمناظر القبلات والأجساد العارية وهز البطن والإيماءات الجنسية والألفاظ القبيحة والشتائم المقززة! أيها السادة ليست هذه هى مصر التى تصورونها فى أفلامكم أو حتى نصف مصر أو حتى ربع مصر أو حتى واحد على مليون من مصر! وهؤلاء الناس.. ليسوا رجالنا وشبابنا ونسائنا وفتياتنا.. أنتم بس نزلتوا غلط فى كوكب اسمه »اللى اختشوا ماتوا«! ................. .................. ألم أقل لكم إن هذا المخبول الذى يسمونه المحمول يضع الدنيا كلها بين يديك.. ولكنها دنيا غريبة عجيبة سيدها الدولار.. ومولاها الطمع.. وكتابها الغدر والعياذ بالله.. وربنا يستر!} Email:[email protected] لمزيد من مقالات عزت السعدنى