دخلت مفاوضات الفرصة الأخيرة بين إيران والقوى الكبرى أمس مرحلة مناقشة التفاصيل الجوهرية بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخى حول البرنامج النووى الإيرانى قبل انتهاء السقف الزمنى فى 24 نوفمبر الحالى. والتقى ممثلون عن مجموعة 5+1 التى تضم الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، مع الوفد الإيرانى فى جلسة موسعة بعد محادثات ثنائية جرت أمس الأول، ومن المفترض البت فى أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين، وهى قدرات تخصيب اليورانيوم التى يمكن أن تحتفظ بها إيران بعد التوصل الى اتفاق، ومسألة مفاعل المياه الثقيلة فى آراك الذى ينتج البلوتونيوم الممكن استخدامه فى تصنيع سلاح نووى ، فضلا عن نظام التفتيش المفترض أن تتبناه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتخضع له إيران بعد التوصل إلى اتفاق، فضلا عن بند العقوبات على طهران. وعلى الرغم من احتدام المفاوضات ، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أمس أن وزير الخارجية جون كيرى أجل سفره إلى فيينا حيث تجرى المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية. وأوضحت الوزارة أن كيرى سينتقل من لندن إلى باريس للقاء نظيريه السعودى الأمير سعود الفيصل والفرنسى لوران فابيوس لبحث الملف النووى الإيرانى، ثم يتوجه إلى فيينا فى موعد لم يحدد بعد. وفى غضون ذلك ، أعلن كبير المفاوضين الروسى سيرجى ريابكوف أن لافروف لن يحضر إلى فيينا إلا إذا حققت المفاوضات تقدما كافيا ، علما بأن من شأن أى اتفاق محتمل أن يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب وأمام إمكانية التعاون خاصة مع واشنطن لمواجهة الأزمات فى العراق وسوريا ، فيما يعتبر محللون أنه سيخفف أيضا من خطر الانتشار النووى فى منطقة الشرق الأوسط. وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن إيران ستعقد اتفاقا مع الغرب بشرط ألا تفقد كرامتها، على حد تعبيرها ، وقالت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة لابد أن تفهم أن "الإذلال" كان السبب فى الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 وهو أيضا المحرك لرغبة إيران فى امتلاك برنامج نووى. وأضافت أن الإيرانيين يدركون أنهم يستطيعون التوصل لاتفاق بدون خسارة فى الكرامة الإيرانية، كما أن الولاياتالمتحدة تعلم جيدا أنها لابد أن تقدم تنازلات بما يصب فى النهاية فى مصلحة البلدين. وفى المقابل، قال دبلوماسى أوروبى فى تصريحات للصحف النمساوية، رفض الإفصاح عن اسمه: "الإيرانيون متمسكون بمواقفهم ولا يتزحزحون سنتيمترا واحدا عن هذه المواقف"، مؤكداً أن الهوة ما زالت كبيرة فى مواقف الجانبين. وعلى صعيد آخر، أزاحت إيران أمس الستار عن الطائرة الإيرانية بدون طيار "أبابيل 3" والمروحية "سورنا"، وهما الأحدث فى نوعيهما بالبلاد، وذلك خلال المعرض السابع للصناعات الجوية الإيرانية فى جزيرة كيش جنوب البلاد. كما أعلن "بنك أوف طوكيو ميتسوبيشى يو. إف. جيه" اليابانى أنه سيدفع 315 مليون دولار إضافية إلى واشنطن غرامة إخفائه معلومات حول تعاملاته مع إيران ودول أخرى خاضعة لعقوبات أمريكية.