انطلقت مفاوضات التسوية النهائية بين إيران والقوى الدولية فى فيينا أمس وسط أجواء من التشاؤم بشأن إمكانية أن تنجح المباحثات فى حسم القضايا العالقة حول البرنامج النووى الإيرانى والتوصل لاتفاق طويل الأقل. وقبيل بدء الاجتماعات، أعرب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى عن عدم توقعه إحراز تقدم سريع فى المفاوضات، قائلاً إن هذه خطوة أولى فى المرحلة النهائية، لذلك لا ينبغى أن تكون التوقعات عالية. وجاءت تصريحات ظريف عقب حضوره مأدبة عشاء غير رسمية مع كاترين آشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير الخارجية الإيرانى أنه سيتم التحدث فى فيينا فقط عن الأطر التى من الممكن أن يبنى على أساسها مسودة لاتفاقية شاملة. وكرر ظريف التأكيد على أن الوفد الإيرانى سيرفض التطرق إلى مسائل عسكرية لا سيما البرنامج «الباليستي» الإيرانى كما طالب مسئولون أمريكيون. وأكد أن الموضوعين «غير مترابطين»، مضيفاً ما نريده هو أن نثبت للعالم أن البرنامج النووى الإيرانى ليس عسكريا. وتضم المفاوضات الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين)، بالإضافة إلى ألمانياوإيران. وتعتبر جلسة مفاوضات فيينا أول وأكبر جلسة عقب توصل الأطراف المفاوضة إلى اتفاقية مبدئية خلال نوفمبر الماضى فى جنيف. وفى السياق نفسه، أعلن سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية أن موسكو تنظر إلى مفاوضات فيينا بدون أى أوهام أو توقعات مضخمة. وقال ريابكوف سنرى ما الذى سيتحقق بنتيجة هذه الجولة، لافتاً إلى أن الأمور لا تزال معقدة نسبيا وخاصة بعد أن تم فى الفترة الأخيرة توسيع قوائم العقوبات الأمريكية. وأقر مسئول أمريكى كبير فى فيينا بأن احتمالات التوصل إلى اتفاق تساوى احتمالات عدم التوصل إليه. وأضاف لكن هذه المفاوضات هى أفضل فرصة أتيحت لنا حتى الآن لتسوية هذا الملف بطريقة دبلوماسية، إلا أن مركز الدراسات السياسية الأوروبية أشار فى تقرير إلى أن عدم تحقيق تقدم فى المفاوضات مع اقتراب موعد انتهاء مدة خطة العمل المشترك خلال يوليو قد يعزز الشعور بأن إيران تماطل. إلى ذلك، توقع خبراء فى شئون الملف النووى الإيرانى حدوث زيادة فى مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 5%، مشيرين إلى أن الوكالة ستقدم تقريرها الشهرى عن حجم مخزون إيران من اليورانيوم المخصب غداً الخميس. ويصف الخبراء المتابعون لملف إيران النووى جولة المفاوضات الجديدة ب «الصعبة» إثر مناقشتها عدداً من الأمور الشائكة العالقة فى ملف إيران النووى تأتى فى مقدمتها مستقبل أنشطة تخصيب اليورانيوم فى إيران والانتقادات الغربية التى توجه إلى رغبة إيران فى تخصيب اليورانيوم والتأكيد على عدم حاجتها إلى أجهزة طرد مركزى لتطوير برنامجها النووى المدني، وكذلك مسألة استخدام إيران لأنواع جديدة متطورة من أجهزة الطرد المركزي، وأيضاً الاتهامات الموجهة إلى مفاعل «آراك» الذى تعتزم إيران الانتهاء من إنشائه تخوفا من الاستخدامات العسكرية المحتملة للبلوتونيوم الذى سينتجه. جدير بالذكر أن آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد امتلاك إيران 7154 كيلوجراماً من اليورانيوم المنخفض التخصيب بنسبة 5% فى شهر نوفمبر الماضي، حيث يقدر انتاج إيران الشهرى من اليورانيوم منخفض التخصيب بنحو 250 كيلوجراماً.