تلقى الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، الضوء على طبيعة الدور الذى يجب أن تلعبه وسائل الإعلام ووسائطه المتعددة بوصفها جزءا من منظومة المواجهة الشاملة، عبر نشر الحقائق والبعد عن الشو الإعلامى الذى يستهدف الإثارة، وتعزيز الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية. وقال علاء عبد المنعم القيادى بحزب المصريين الأحرار، إن وسائل الإعلام احد عناصر المعركة والحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، بالنظر إلى أن الهدف من العمليات الإرهابية تدمير مصر بأكملها. وأعرب عن حزنه وأسفه من تعرض مصر لحالة حرب أخطر من حرب 1973، حيث أن حرب 73 كان العدو معروفا وواضحا، وكان الشعب المصرى كله يدا واحدة ضد عدو واحد، بينما الآن مصر تواجه عدوا خفيا وغير معروف. وطالب جميع وسائل الإعلام بأن يقوموا بتقوية الروح الوطنية والمعنوية لدى المصريين شعبا وجيشا وشرطة، مشددا على عدم استضافة من يهاجمون الجيش والشرطة، وعدم إبراز أى دور لهم فى برامجهم، مؤكدا أن بعض الإعلاميين يبثون السموم من خلال الاعلام ويضعون السم فى العسل عبر استضافة عملاء يظهرون بمظهر الوطنيين المحبين لمصر، وللأسف هم عكس ذلك، مطالبا توخى الحذر من هؤلاء ، مشيرا الى ان الإرهاب ليس فقط بالقنابل والرصاص، بل أن هناك إرهابا بالكلمة. أما العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى فرأى أن دور وسائل الإعلام فى هذه الفترة الحرجة فى غاية الخطورة والأهمية، لذلك لابد لهذه الوسائل سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية، أن تتبنى وتبرز الخطاب الدينى المعتدل والفكر الوسطى المنضبط. وتابع أن من مسئولية الإعلام أيضا التفاعل مع مشاكل المناطق التى يهددها الإرهاب، مثل شمال سيناء، مطالبا بأن يتفاعل الإعلام مع أهالى سيناء والمسئولين التنفيذيين الذين يعملون هناك لكون أصواتهم لم تصل بعد بالقوة الكافية لوسائل الإعلام ، موضحا إننى كنت اعمل لفترة هناك فى شمال سيناء، وكان صوتى وصوت غيرى لا يصل إلى الإعلام أو الحكومة. وأضاف: لذلك أطالب جميع وسائل الاعلام بالتواصل مع شيوخ القبائل والاستماع إلى شكواهم وهمومهم، كما أطالب أيضا جميع مؤسسات الدولة بالاهتمام بسيناء، وتوفير جميع الخدمات اللازمة لاهلها، موضحا أن اهالى سيناء يعانون من عدم توافر خدمات كثيرة تتمتع بها باقى محافظات الجمهورية، وإحساسهم بالغربة فى وطنهم ،ربما يؤدى الى استغلالهم ومشاركتهم فى العمليات الارهابية من خلال الجماعات التكفيرية. بدوره طالب رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، وسائل الإعلام بالعمل على إبراز دورها الوطني، لكون الكثير منها تخرج عن دورها، وتتخذ مواقف للأسف لا تحل مشاكل قضايا المجتمع، بل تعقدها للغاية. كما يجب أن يتحلى الإعلام بالنقد البناء الذى لا يستهدف تقويض المشروع الوطني، ولا يكون عقبة ضد ازدهار مصر أو استقرارها، مؤكدا أن هناك معركة رئيسية لابد أن نخوضها موحدين الصفوف من دون أى انقسام. من جانبها أعربت سكينة فؤاد الكاتبة الصحفية عن أسفها من كون وسائل الإعلام تثور وتهيج وقت الحدث ولحظته، وتعلو وترتفع نبرة صوت كل الإعلاميين، ثم تهدأ الأمور بعد ذلك وكأن شيئا لم يكن، موضحة أن على وسائل الإعلام الثلاث أن تظل دائما توجه وتنبه أن هناك معركة لم تنته بعد، لآن هناك دائما مستجدات بالتزامن مع غدر وتربص وأحداث تثير القلق وعدم الاستقرار الداخلى الذى يأتى الينا من الخارج وينفذ بأياد مصرية للأسف. وشددت فؤاد على أن الأجهزة الأمنية لابد ان تكون متقدمة فى الحل وفى مواجهة الإرهاب باليقظة فهناك من يتربص بالوطن ويريد القضاء عليه، وطالبت وسائل الإعلام، بأن توضح وتقوم بتوصيل الفكر الثقافى للشعب بمعرفة التحديات التى تواجهها مصر والمخاطر التى تتعرض لها البلاد لوجود مجموعات تكفيرية وارهابية بيننا ، موضحة نحن بحاجة الى ان يكون هناك وعى قائم على التبصير وطرح الحقائق والمعلومات، وأن دور الإعلام مهم فى ملاحقة هموم المواطنين وخلق رعاية لهم.